الطبيب العام يقوم بدور محوري في مواكبة الأسرة وأفرادها ورفع مستوى التثقيف الصحي لديهم

يحرص على تزويد الطفلات والشابات والنساء عموما بكل النصائح الضرورية

 

الطبيب الطب العام، أو طبيب الأسرة، دور أساسي في مواكبة كل أفراد العائلة صحيا، منذ الولادة وعبر مختلف المراحل العمرية، بحيث يكون ملمّا بكافة التفاصيل الصحية الخاصة بكل فرد، سواء تعلق الأمر بالأمراض المزمنة المختلفة، التي تحضر عند البعض وتغيب عند البعض الآخر، وعلى رأسها الربو والسكري والضغط الدموي وغيرها من الأسقام الأخرى، إذ يكون عاملا مهما في الكشف عن الملامح والأعراض الخاصة بهذا المرض أو ذاك، وموجّها للمريض عند الطبيب المختص عند تسجيل ملاحظات في هذا الصدد، من أجل كشف أعمق، بناء على فحوصات وتشخيصات، لمباشرة العلاج.
ومن بين العمل الأساسي الذي يقوم به الطبيب العام، إلى جانب الفحص ووصف العلاج المناسبة للحالات المرضية، خاصة التي يمكن وصفها بالعابرة، هو تقديم النصائح لمختلف أفراد الأسرة في كل مراحل حياتهم، ولاسيما الفتاة والمرأة، ومن بين التوجيهات ضرورة الحصول على التلقيح بالنسبة للطفلات اليافعات ضد سرطان عنق الرحم في مرحلة معينة، ثم ما يتعلق بملاحظة التغيرات التي قد تطرأ على ثدي الشابة والمرأة في مراحل مختلفة، وتحديدا بعد الوصول إلى سن الأربعين.
إن هذه النصائح والتوجيهات، يهدف منها خلال الطبيب العام إلى رفع مستوى الوعي عند المرأة بموضوع حساس ومهم جدا وهو سرطان الثدي، الذي يمكن أن يتحول إلى سرطان قاتل، إذا لم يتم الكشف عنه مبكرا، لهذا يحرص طبيب الطب العام وطبيب الأسرة على ضرورة تزويد ربة الأسرة والشابات في كل عائلة وكل مريضة تتردد على عيادته بكل المعلومات الضرورية التي من شأنها تمكينهن من معرفة كل التغيرات التي قد تقع المرتبطة بوضعهن الصحي، خاصة في علاقة بالثدي، لكي يتم في حال ملاحظة أي طارئ، كما هو الحال لظهور كتلة في الثدي أو تغير حجمه أو شكله أو مظهره، أو احمراره أو تغير في الجلد أو في شكل الحلمة أو ظهور سائل غير طبيعي أو دموي من الحلمة، التوجه بشكل سريع صوب الطبيب المختص للقيام بكل الفحوصات التكميلية.
إن هذا التوجيه، غايته الأساسية، مساهمة طبيب الطب العام في الكشف المبكر عن سرطان الثدي حتى يتسنى التكفل بالمريضة مبكرا، لأن التأخر في الكشف يعني تأخرا في التكفل مع ما يعني ذلك من تبعات صحية ومن ثقل مادي ومعنوي ومن كلفة قد تكون ثقيلة على المريضة وعلى أسرتها وعلى المجتمع، خلافا لمباشرة العلاج في مرحلة مبكرة التي تمكّن من التعافي والعلاج بنسبة كبيرة، وبالتالي منح أمل جديد في الحياة، والقدرة على تجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر.
إن الحديث عن سرطان الثدي خلال شهر أكتوبر، هو مناسبة للتأكيد على الدور المحور لطبيب الأسرة، الذي يصاحب كل أفرادها، والذي يقوم بأدوار ووظائف متعددة وجد مهمة من أجل المساهمة في تجويد صحتهم بالشكل الذي ينعكس إيجابا على طريقة العيش وعلى الحياة. ولعل هذا الموضوع هو حلقة واحدة من بين سلسلة حلقات متعددة يكون فيها للطبيب العام دور محوري وأساسي، تثقيفا وتوعويا وتحسيسيا، فضلا عن الأدوار العلاجية الأخرى.

•طبيب عام


الكاتب : الدكتور مصدق مرابط*

  

بتاريخ : 25/10/2023