الطفولة مركز التنمية… ومسؤولية جماعية

 


الاستثمار في قطاع التربية والطفولة خاصة، هو استثمار في المستقبل، تأسيس للتنمية الحقيقية التي لا غنى لتحققها عن الإيمان أن لا تنمية بدون تربية يتحمل تكلفتها كل الأطراف مجتمعا ودولة ونخبا سياسية ومدنية مع وجود إرادة سياسية بأن التربية قطاعا منتجا لا قطاعا استهلاكيا.
انطلاقا من هذا، ونحن على أبواب إسدال الستار عن الزمن التخييمي الصيفي، وعلى أبواب افتتاح الموسم الدراسي، نؤكد مرة ثانية أن قطاع الطفولة ليس شأنا محصورا تدبيره والاستثمار في الرقي به على المدبر العمومي الوصي القطاع، فالرهان كبير جدا، والتحدي يتطلب إعادة النقاش حول توسيع المتدخلين اقتصاديين ونخبا منتخبة في تحمل مسؤولية تجويد وتطوير المخيمات الصيفية باعتبارها فضاء لبناء المستقبل وتحصين المجتمع.
سبعة وأربعون مخيما، واستهداف 106150 طفلا، مع إرادة قوية للدمج، وتكافؤ الفرص، واقع كمي يفرض علينا طرح سؤال المسؤولية في التمويل والدعم، هل نترك رفع هذا التحدي للقطاع الوصي وحده…؟
مائة سنة مرت عل انطلاق المخيمات الصيفية بالمغرب، راكمنا ما يكفي من التجارب والتحولات، في التكوين والتدبير، وأصبحت لنا خارطة طريق، ورؤية ومشروع تربوي وضعت الوزارة معالمه، والرهان تتشئة 5 ملايين طفل ضمن المشاريع البيداغوجية للمخيمات الصيفية بكل ما تتضمن من أهداف وكفايات ومهارات وقيم، لكننا نشعر أن القطاع معزول، وأنه لم يلق بعد ما يليق به من عناية واهتمام، ليس باعتباره ترفيها فحسب، بل باعتباره فضاء لبناء الإنسان وتحصين المجتمع، وعلينا أن نتوقف كثيرا عند الجهات المنتخبة واستقالتها شبه الكلية من دعم المخيمات وقطاع الطفولة عامة، ووجود هوة ساحقة بين النسيج الاقتصادي والطفولة، رغم أن الرهان كبير، والهدف هو المستقبل و تمنيع المجتمع من الآفات وتحصين الطفولة من الانحراف الذي يكلف الدولة غاليا.
إن لم يشعر جميع المتدخلين بما فيهم النخب الاقتصادية والسياسية والمدنية والقطاعات المنتخبة بأن الطفولة ليس هامشا في التنمية والتحصين بالقيم، حماية الحاضر والمستقبل ، فإننا نفوت مرة أخرى موعدا مهما مع التنمية العقلانية، ومع توجيهات جلالة الملك الذي ما فتئ يؤكد على مركزية التربية في التنمية ودور الجميع اقتصاديين ونخبا ومجتمع مدني في تجويد الحياة التربوية و تطوير آليات الاشتغال وتوسيع الادوار والوظائف بتعدد.
ننتظر… عسى أن يتشكل وعي جديد، منسجما مع الرؤية الملكية في تحمل كل القطاعات عمومية وخصوصية ومنتخبة وسلطات مسؤولية التربية والطفولة خاصة…

 

الطفولة المقدسية تحل بالمغرب في إطار فعاليات المخيمات الصيفية

تحت شعار «المسيرة الخضراء»

 

 

خمسون طفلا إناثا وذكورارفقة مؤطريهم الخمسة المقدسيين حلوا بالمغرب في جو احتفالي شهده مطار محمد الخامس وبحضور وازن لشخصيات مغربية وفلسطينية ، للاستفادة من فعاليات المخيم الصيفي الخاص بهم، في إطارالدورة الرابعة عشرة للمخيم الصيفي لفائدة الأطفال المقدسيين، امتداد زمني من 10 إلى 26 غشت الجاري، تحت رعاية الملك محمد السادس رئيس لجنة القدسوبتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.
واجمعت كل تصريحات الوافدين على سعادتهم بهذه الرعاية الملكية السامية لجلالة الملك،واعتزازهم بالدعم الكريم الذي يوليه جلالته لعمل بيت مال القدسوبالسهر على بلورة وتنفيذمشاريع لجنة القدس، مما يعززالتلاحم العربي الإسلامي المشترك لفائدة المدينة المقدسة والمقدسيين، ويعكس الموقف التاريخي والمقدس للمغرب من القضية الفلسطينية وموقع القدس في الوجدان المغربي.
وللإشارة، فقد سبق ل 650 طفل و 65 مؤطرا ومؤطرة من شباب وشابات القدس، أن استفادوا من الدورات السابقة من مخيمات صيفة.وعبرت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن انخراطها التام في هذا البرنامج التخييمي الذي حمل شعار» المسيرة الخضراء» بكل اعتزاز وفخر، مؤكدة على التزامها بتقديم الدعم والرعاية للأطفالالمقدسيين، ودعم كل الجهودالاجتماعية المتعددة الفوائد والتربوية بما فيها زيارات المعالم التاريخية المغربية والوقوف على منجزات المغرب ومظاهر التنمية، مع تعزير الروابط الأخوية بين الشعبين، وبين الطفولة المغربية وللطفولة المقدسية.

 

ضع بصمتك ضد التطرف عنوان فعاليات المخيم الصيفي للمرصد المغربي لنبذ الإرهاب

تخليدا لذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب

 

ليس هناك أفضل وأجمل من مناسبة وطنية لتصريف قيم المواطنة وترسيخ مشاعر حب الوطن والتعبير عنه ، والمناسبة هي ثورة الملك والشعب، التي ازدادت رمزيتها ودلالتها وقوتها بتزامنها تقريبا مع عيد الشباب المجيد…
مناسبتان قويتان ظللتا بمعانيهما الغنية مخيم طماريس، حيث أبى المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف كعادته إلا أن يخلدهما رفقة طفولة المخيم الذي نظمه بطماريس، تخليدا يليق بعمقهما و رمزيتها ومكانة في الوجدان العام وفي قلوب أطفال نشدوا وغنوا وهتفوا للوطن وللملك بكل حبور واعتزاز وفخر.
وهما مناسبتان وطنيتان ، تجند أطر وأطفال المرصد المغربي لنبذ الإرهاب لترك بصمات ذات دلالة على مغرب الثورة المستمرة للملك والشعب ضد التطرف، فكانت اللوحة الرمزية التي بصم عليها أطفال المخيم تعبيرا جميل عن مغرب الملاحم والتسامح والمحبة والسلام.
وانضمت الجمعيات التربوية الأخرى ألى فعاليات هذا النشاط الوطني، بحماس وفخر، حيث تنوعت الورشات والأنشطة لكنها كلها كانت كلها فنيا وثقافيا وتربويا تستحضر أمجاد المغرب و تعبر عن تعلق الشعب بالملك، وبرؤيته في صناعة تنمية تتأسس على المحبة والعدل والمساواة والتسامح.
وللإشارة فقد حضر هذه الفعاليات الوطنية رئيس الجامعة الوطنية للتخييم الذي عبر من خلال كلمته على رمزية المناسبتين و على مدى أجماع الجميع على حماية الوطن بالغالي و النفيس و رئيس المخيم .وأعضاء المكتب الوطني للمرصد وفعاليات تربوية وثقافية… تركوا جميعا رفقة الأطفال بصماتهم على لوحة زيتية تؤرخ للذكرى وللعمق المغربي ولشعب ملتزم مع قيمه الحضارية في إشاعة السلام والتسامح والتعلق بالوطن.

مخيم بمقاربة دمجية لجمعية الأمل لمرضى السكري

تنفيذا لمشرعها الميداني ذي الدعامتين: المرافقة التربوية والتحفيز والتجويد، حل وفد يترأسه رئيس الجامعة الوطنية للتخييم محمد كليوين مرفوقا بعضو المكتب الوطني نائب منسق عن قطب التخييم يوم 18من الشهر الجاري بمخيم جمعية الأمل لداء السكري بالرباط بفضاء ثانوية الليمون.
وتأتي هذه الزيارة التفقدية ذات الطابع التربوي والتحفيزي، لتقف على عن كثب على هذه التجربة الفريدة، التي دمجت الأطفال المصابين بداء السكري ضمن مخيم مختلط، مع التكييف الغذائي لهذه الفئة والتتبع الصحي دون الحيلولة بينهم وبين الاستفادة من مختلف الفعاليات التربوية والأنشطة المتنوعة والورشات المتعددة كأقرانهم الآخرين في جو صحي سليم يشرف عليه فريق صحي، وجو تربوي احتفالي ترفيهي تكويني يشرف عليه الفريق التربوي للمخيم.
تعد هذه التجربة فريدة من نوعها، أولا لأنها اعتمدت رؤية في دمج الأطفال ذوي الحاجيات الخاصة و ذوي الأمراض المزمنة، بتكييف البرنامج البيداغوجي لفضاء التخييم، بل والتغذية كما فعلته بمتياز في هذا المخيم جمعية الأمل لمرضى السكري.
وفي السياق ذاته وقف وفد الجامعة على واقع التدبير التربوي لهذا المخيم الذي رفع تحدي الدمج وتكفافؤ الفرص والمساواة، مثمنين الجهود المتميزة التي قام بها أطر مخيم هذه الجمعية الرائدة في مشروع الدمج التربوي، وعبروا عن سعادتهم عن هذه التجربة التربوية التي حتما ستفتح الباب للاجتهاد والتطوير لدمج أبناء المغاربة في مخيمات تتكيف حسب وضعياتهم، وتستجيب لانتظاراتهم.
وعلاقة بااموضوع ذاته فجمعية الأمل لمرضى السكري تنفذ برنامجا بيداغوجيا وآخر تربويا يتأسس على الدمج والترفيه والتنشئة عبر مناشط متنوعة كالورشات في المعامل التربوية والمسرح والفن التشكيلي، والتربية الجمالية عامة.
وتسهر على تنظيم أنشطة توعية ، مما يساهم في نشر وعي صحي وتقوية أواصر للتعاون و التواصل بين المرضى.

رئيس الجامعة الوطنية للتخييم صرح أن ما تقوم به جمعية الأمل لداء السكري يعكس ميدانيا على أرض الواقع شعار ا الذي وضع هذه السنة للمخيمات: «المخيمات فضاء للتنمية والإدماج»صيف 2023، وبالتالي فالمبادرة في قلب رؤية ومشروع المجتمعي والتربوي، مضيفا
أن دمج « inclusion» أطفال مصابين بداء السكري ضمن بيئة التخييم وبين أقرانهم الأطفال ، يعكس رغبة جمعية الأمل في التغلب على تخوف الآباء من ترك أبنائهم خارج المنزل نظرا لاحتياجاتهم الخاصة فيما نظامهم الصحي حميتهم الغذائية.
وثمن هذه المبادرة من «جمعية الأمل لمرضى داء السكري» التي نوه بمقاربتها ورفعها للتحديات وترجمتها بصدق لرؤية الوزارة بزرع الثقة والأمان في نفوس أولياء الأمور، وما كان لهذا أن يتحقق لولا انخراط الجامعة وشركاؤها في تكييف التداريب لمجموعة مهمة من الأطر التربوية، ضمن بيداغوجيا فارقية تتأسس على مقاربة خاصة بذوي الحاجات الخاصة ومرضى السكري.


الكاتب : إعدا: محمد قمار

  

بتاريخ : 26/08/2023