«الفريق الأكثر صلابة والأكثر انتظاماً سيتأهل لكأس العالم، ونملك الإمكانيات لتحقيق ذلك»

بعد الغياب عن دورات كوريا الجنوبية/اليابان 2002، ألمانيا 2006، جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014، وضعت الجامعة المغربية لكرة القدم نصب أعينها بلوغ نهائيات روسيا 2018، وتعاقدت مع هيرفي رينار الذي سبق له التألق مع منتخبات زامبيا وكوت ديفوار في أدغال أفريقيا، ليباشر الفرنسي الجولة الثالثة والأخيرة من التصفيات بتعادليين لم يرقيا لسقف طموحات الجمهور المغربي حينها.

 

بداية محتشمة

موقع FIFA.com تحدث حصرياً مع مدرب المغرب هيرفيه رينار الذي وصف بداية التصفيات، قائلاً «لما نتحدث عن بداية محتشمة لنا في التصفيات، أقول أننا عدنا بنتيجة إيجابية من الغابون، على أرضية ميدان صعبة، أما الخرجة الثانية استقبلنا فيها منتخب كوت ديفوار، فصحيح كنا نمني النفس لتحقيق الفوز في المباراة، لكن الخصم كان صلباً، وحصلنا على فرصتين سانحتين للتسجيل لكننا لن نتمكن من تسجيلهما.»
تأثير كأس أفريقيا

بعد تلك الخرجتين في تصفيات روسيا 2018، دخل المنتخب المغربي غمار نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالغابون، ووصل رغم الغيابات إلى ربع النهائي ليخرج بهدف قاتل على يد المنتخب المصري، وبأداء رائع أخرج فيه المغاربة حامل اللقب كوت ديفوار من الدور الأول، ومنذ ذلك الحين بدأت الجماهير المغربية تثق أكثر في أشبال رينار وفي قدرتهم على بلوغ كأس العالم.
طوى منتخب المغرب صفحة كأس أفريقيا وتفرغ لتصفيات كأس العالم، وجاءت لحظة الحسم باستقبال مالي على ملعب مولاي عبد الله بالرباط، ليدك أسود الأطلس شباك نسور مالي بسداسية نظيفة تزامنت مع هزيمة كوت ديفوار على أرضها أمام الغابون، لكن الحظ وقف في وجه زياش ورفقائه في لقاء العودة بباماكو فأهدروا كل الفرص ليخرجوا بتعادل سلبي.
رينار تحث عن المقابلتين، قائلاً «في لقاء الذهاب أمام  مالي كنا أكثر نجاعة هجومية مقارنة بلقاء الإياب، أين ضيعنا ضربة جزاء وأربع فرص وجهاً لوجه مع الحارس، فصحيح ضيعنا بعض النقاط لكن الخصوم أيضاً عانوا من نفس المشكل، وأظن أننا في الطريق الصحيح.»
دقت ساعة الحسم

لا يختلف اثنان، أن المجموعة الثالثة من أكثر المجموعات تنافسية على تأشيرة التأهل إلى كأس العالم، فلا يبتعد المتصدر كوت ديفوار إلا بنقطتين عن صاحب المركز الثالث الغابون، وبنقطة واحدة عن الوصيف منتخب المغرب، حيث سيتواجه أسوط الأطلس مع الفهود الغابونية في ما سترحل فيلة كوت ديفوار لملاقاة نسور مالي في باماكو، وهو ما يراه البعض في مصلحة أشبال رينار، لكن الأخير يرى الأمر بشكل مختلف، لما قال «ستكون الجولة في صالحنا في حال حققنا نحن الفوز على الغابون وتعثر المنتخب الإيفواري في باماكو، لكن لحد الآن ما هي إلا افتراضات، فنحن مطالبون بتقديم نفس المباراة التي قدمناها أمام مالي في المغرب، حيث سنلعب في الدار البيضاء وسط أجواء نارية، فنحن مطالبون بأن نضع أنفسنا في أفضل وضعية قبل التنقل إلى كوت ديفوار يوم 6 نوفمبر».
وعن رأيه في منتخب الغابون، يقول مدرب المغرب «هو منتخب متناقض بعض الشيء، لكنهم يملكون فرديات ممتازة على غرار ندونغ وأوباميانغ، فالثنائي كان غائباً مؤخراً لكنه قوي في الكرات المرتدة، خاصة لما يشارك أوباميانغ كأساسي، لكنهم يملكون بعض المميزات لما يغيب لاعب بوروسيا دورتموند وأظهروا ذلك لما فازوا على كوت ديفوار. لهذا علينا الحذر منهم، وفي كل الأحوال لا خيار لنا سوى الفوز، فأي نتيجة أخرى تضعنا في وضعية صعبة جداً.»
وبعد شهر فقط من الجولة الخامسة، سيتنقل المنتخب المغربي لمواجهة كوت ديفوار على أرضه وأمام جمهوره، وهي المباراة التي يراها الكل أنها ستكون حاسمة لتحديد المتأهل، ويقول عنها رينار «أتمنى أن تكون مواجهة كوت ديفوار مصيرية، فأولاً علينا الفوز على الغابون وبعدها التحضير الجيد للمباراة الأخيرة التي نتمنى أن تكون مؤهلة لروسيا 2018.»
حلم مشروع

كما يبدو أن رينار متفائل بخصوص حظوظ منتخب بلاده لبلوغ كأس العالم حين قال «أظن أننا في وضعية أفضل مما كنا عليها في شهر سبتمبر، وأظن أننا تفاوضنا جيداً خلال الجولتين الأخيرتين أمام مالي وهما المواجهتان اللتين كانتا صعبتين جداً، وما الذي سيحدث في هذه المجموعة، أن ثلاثة منتخبات بإمكانها التأهل إلى كأس العالم روسيا 2018، فالثالث على بعد نقطتين فقط من الأول، وأظن أن الفريق الأكثر صلابة والأكثر انتظاماً سيتمكن من خطف تذكرة المرتبة الأولى في المجموعة والمشاركة في كأس العالم، وأتمنى أن يكون المنتخب المغربي لأننا نملك الإمكانيات لتحقيق ذلك.»
ويعي المدرب السابق لزامبيا وكوت ديفوار أن الشعب المغربي يمني النفس برؤية منتخبه في أكبر تظاهرة كروية عالمية حيث صرح، قائلاً «بلوغ كأس العالم هو حلم شعب بأكمله، فأظن أن المغاربة يؤمنون بالقدرة على التأهل أكثر من إيمانهم بعد الجولتين الأولى والثانية، خاصة بعد الذي أظهرناه في لقاء الذهاب ضد منتخب مالي، فالكل يعلم أن المهمة لن تكون سهلة، لكنهم يؤمنون بنا أكثر لبلوغ كأس العالم، ونحن بدورنا سنعمل المستحيل لإيصال هذا المنتخب للنهائيات بعد الغياب عنها لمدة عشرين سنة كاملة، فستكون قصة رائعة.»
وأضاف في الختام «أطالب كل الجماهير المغربية بمساندتنا بكل قواها مثلما فعلت أمام مالي لما كانت الأجواء أكثر من رائعة، وهو ما سمح لنا بتقديم مباراة كبيرة في الرباط، ومتأكد أن الأجواء ستكون أكثر حماسة في الدار البيضاء أمام الغابون، ونحن بدورنا علينا اللعب بطريقة هجومية منذ البداية وتقديم كرة جميلة للجمهور وأن نخرج في الأخير فائزين بالمباراة.»


بتاريخ : 30/09/2017