«الفكر تأويلا وتأويلا مضادا» : يحيى بن الوليد يبحث في اتنكاسة التنوير عند العرب

أصدر الاكاديمي والمتخصص في قضايا التراث والنقد الثقافي ودراسات ما بعد الاستعمار، يحيى ين الوليد، كتابه الجديد «الفكر تأويلا وتأويلا مضادا» عن «دار خطوط» الأردنية.
الكتاب في الأصل امتداد لثلاثة أبحاث مطوّلة ساهم بها بن الوليد في ثلاثة مؤتمرات دولية بثلاث جامعات مغربية (فاس، مراكش وتطوان) خلال الأربع سنوات الأخيرة.
كلمة الغلاف تعطي نبذة موجزة عن أهم مضامينه حيث جاء فيها أن «حال الفكر العربي المعاصر، ومهما كان من اعتراض على هذا الفكر على مستوى تشابكه مع الواقع التاريخي والإيديولوجي، فإن التأويل وارد وقائم بل إنه مطلوب في سياق الانقطاع المعرفي والتشابك الفكري والصيرورة التاريخية.
وفي المحصلة الكبرى، أو من نواتج لغم التراث /التنوير في التأويل والتأويل المضاد في آن واحد، وهو ما يهمنا أن نبحث فيه من خلاله منظور محدد مصوغ في خطاب لا يخلو من «مراكز ثقل» مثلما يفيد – معرفيا – على مستوى البحث في مقولات هذا الخطاب بمستنداته الثقافية والايديولوجية في أفق ما يمكن استخلاصه من دلالات التنوير المهددة في الفكر العربي ذاته – وحال العرب بعامة- بمزيد من التجريف التاريخي. وفي مقابل خطاب نقيض ، ممأسس كذلك ومرتكز على تأويل مضاد –وحدي – للخطاب الأول. وذلك كله من منظور التأكيد على مسؤولية الفكر «النقدي» المتزايدة في العالم العربي. وأما التأويل، وبما أنه يستحيل إقامة نظرية عامة بخصوصه، فهو يبرز في طبيعة المقاربة ذاتها أثناء تعاطيها مع موضوعها كما هو في حال موضوع التنوير وانتكاسة التنوير عند العرب.
يؤكد بن الوليد أن مدار البحث في هذا الكتاب هو» التأويل ذاته لا كموضوع في التراث أو كموضوع دراسة بصفة عامة، وإنما التأويل بوصفه الفكر ذاته في «ثابته ومتحوله». بمعنى آخر: التأويل الذي يسعى الى إنتاج نصوص، والتأويل الذي يصمم على اجتثاث هذه النصوص بواسطة نصوص معدة سلفا باسم إيديولوجيا معدة سلفا بدورها للاستعمال وانزياحات الاستعمال».


بتاريخ : 29/08/2020