الفنانة  المغربية سناء موزيان  لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»:  تجربتي الفنية بها الكثيرمن التحدي النفسي وتحدي كل من لم يؤمن بموهبتي

التقت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» الفنانة المغربية سناء موزيان، التي جاءت من بريطانيا التي تستقر بها حاليا مع أسرتها الصغيرة، من أجل المشاركة في المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، كعضو في لجنة التحكيم للفيلم القصير، بالإضافة إلى مشاركتها في عدة برامج فنية بالمغرب، وكان معها هذا الحوار حول مسارها الفني وطبيعة غيابها عن الجمهور المغربي، وتجربتها في مجال الفن والغناء، وهل لازالت موزيان من الباحثات عن الحرية نسبة لعنوان الفيلم الذي أخرجته المصرية إيناس الدغيدي وأثار ضجة إعلامية في سنة 2005 بفعل الدور الجريء الذي لعبته موزيان
 

– في البداية، أين غابت الممثلة المغربية سناء موزيان، هل هو  غياب إرادي عن الجمهور، أم تغييب ؟
– غيابي عن الجمهور ليس بإرادتي إنما كان لسببين، لأسباب عائلية و أقدار إلاهية… فمنذ خمس سنوات كانت رغبتي التوقف عن العمل تماما بعدما رزقت بمولودي الأول، حيث تفرغت لرعاية ابني بنفسي و أستمتع بكل مراحل حياته الأولى و أتذوق حياة الأمومة و أتحمل مسؤولياتها بنفسي.
و بعدما بلغ ابني ثلاث سنوات من عمره و دخل لروض الأطفال.. قررت الرجوع إلى الساحة الفنية من خلال مشاركاتي بفعاليات فنية مثل مشاركتي كعضو بلجنة التحكيم بالمهرجان السينمائي الأمازيغي بطنجة، و كذلك قمت ببطولة فيلم «ليالي جهنم» من إخراج حميد بناني.
إنما لما علمت أن حياة والدتي أضحت في خطر بعدما لن تنجح عمليتها الجراحية.. تركت كل شيء و قررت البقاء بجانب والدتي لرعايتها إلى أن تعيد العملية مرة أخرى، لكن للأسف تأزمت صحتها أكثر و أكثر و قدر الله ما شاء و توفيت قبل ميعاد العملية الثانية.

– هل يمكن أن تطلعي القراء على تجربتك الفنية في مجال التمثيل وطنيا وعربيا ودوليا؟
– تجربتي الفنية في بداياتها بها شيء من التحدي النفسي وتحدي كل من لن يؤمن بموهبتي، دخلت المجال الفني بعد دراستي الموسيقية بلندن. فأول أغنية لي سافرت لأجلها للهند سنة 2000 لأتعلم وأتقن اللغة الهندية وًخاصة لهجة بنجابي لأسجل أغنية مع الشهير شاني سينج، و من خلالها عقدت مع شركة «الثوريات» لسهيل العبدول و نزلت الأغنية الممزوجة بالهندي و الخليجي بكل العالم العربي بكوكتيل مع نجوم خليجيين. وقررت الانفصال عن الشركة خوفا من فقدان حريتي الفنية و خاصة أني دخلت المجال الفني لتحقق طموحي و رغباتي الفنية و ليس لجلب المال أو الشهرة فحسب.
انتقلت إلى مصر و أصدرت ثاني أغنية باللهجة المغربية «قولي فينك» ككليب. وًمن خلالها ترشحت للعمل مع المخرجة إيناس الدغيدي بفيلمها «الباحثات عن الحرية». فقد كانت بداية قوية بالسينما باعتبار كان لي دور بطولي و الجمهور تعاطف مع شخصيتي بالفيلم وأعجب بالعديد من الأغاني التي قدمتها بالفيلم..، كما أن الفيلم شارك و حصد الكثير من الجوائز بمهرجانات عربية و دولية. ومن هنا استقريت بمصر لمدة عشر سنوات تقريبا، إلى أن أصدرت ألبومي الأول و خمس كليبات غنائية و ثلاث أفلام و بطولة مسلسل رمضاني «القمر 14”.
أما عن تجربتي بالمغرب فكانت سنة 2005 من خلال بطولة مطلقة بفيلم «سميرة في الضيعة» إخراج المخرج القدير لطيف لحلو، و الذي حصد الكثير من الجوائز على الصعيد الوطني و الدولي.. و من ضمن الجوائز التي أعتز بها جائزة أفضل ممثلة أفريقية بمهرجان بوركينا فاسو.  ثم «الطفل الشيخ» إخراج حميد بناني، ملحمة تاريخية تدور في عهد الاستعمار الفرنسي ب 1935. مع نخبة كبيرة من النجوم المغاربة.  ثم مسلسل «الحياني» مع المخرج كمال كمال، ثم السلسلة الكوميدية «حال وأحوال» من اخراج لطيف لحلو، و الفيلم « العيد ميلاد» مع المخرج لطيف لحلو.
و بأوروبا قمت ببطولة الفيلم الفلامني «الصائغ» من إخراج يان فرهاين، و هذا العمل كان أكبر تحدي لي لأني تعلمت الفلامنية في ثلاث أسابيع مع التركيز على حوار السيناريو مع مدرسة للغة الفلامنية.. قمت بتجسيد شخصية باكستانية مهاجرة إلى بلجيكا و تقع في حب صحفي بلجيكي… كما شاركت في دور «مارتا» بفيلم أمريكي «ابن الرب « و التي تشهد أحد معجزات النبي عيسى وًهو يحيي أخاها «لازاروس» الذي كان قد  توفي من أربعة أيام . و “Son of God حطم رقم قياسي بشبابيك السينما بأمريكا و نسبة المشاهدة بقنوات التليفزيون و نال العديد من الجوائز.
بعد تجربتك المتميزة في التمثيل، خضت تجربة جديدة في مجال الغناء، هل يمكن أن تتحدثي عن هذا المسار الفني وحصيلته؟
منذ بدايتي كنت أحاول التوفيق بين الغناء و التمثيل إلى أن أنزلت ألبومي الغنائي بعد مشقة صعبة و قبل الثورة المصرية بأسبوعين التي لا أحد كان يعلم بها. فضاعت كل جهودي بخصوص الألبوم… صرفت كثيرا على الأغاني ، من التوزيع و الدعاية للألبوم. شعرت بنكسة و خيبة أمل فقررت التوقف مؤقتا عن الغناء إلى أن تتحسن الأوضاع و يرجع الأمان و الرواج الفني بجميع أنحاء الدول العربية.

– الفنانة سناء موزيان تعيش في بريطانيا، منذ مدة، وتزوجت من مواطن بريطاني، هل  هذا الزواج دفعة قوية في مسارك الفني أم شكل لك بعض الصعوبات لممارسة فن التمثيل والغناء؟
-زواجي من رجل إنجليزي لم يشكل لي أي صعوبات بمساري الفني. فهو جد متفتح و مثقف و يحب الفن كثيرا و فخور جدا بكل إنجازاتي الفنية و يدفعني دائما للاستمرار و تفجير كل طاقتي الفنية، ليس فحسب بالغناء و التمثيل.. و إنما حتى في الكتابة و الرسم. لأن الفن مسار ممتد..، و ممكن أن أكتسب مهارات مختلفة، لأن الفن به العديد من  المجالات  المترابطة التي تكمل بعضها.

– قمت بدور جريء في فيلم «الباحثات عن الحرية» من إخراج إيناس الدغيدي، هل لازالت سناء موزيان تبحث عن الحرية ؟
– كلنا نبحث عن الحرية.. و نسعى لنعيش بحرية… حرية تحقيق الذات و حرية الاختيار في الحياة الشخصية و العملية.  فيلم «الباحثات عن الحرية»، كان يتحدث عن ثلاث بنات، كل واحدة منهن تبحث عن حرية مختلفة. المصرية الفنانة التشكيلية كانت تبحث عن حريتها الذاتية لتحقق النجاح في عملها لأن زوجها الأول كان لا يرغب في ذلك… و الشخصية اللبنانية كانت صحفية، و الحرية هي التخلص من القيود و الحروب التي فقدتها أهلها وحبيبها بلبنان، أما الشخصية المغربية التي قدمتها هي حرية إثبات كيانها و طموحها كمطربة من غير أي ضغوطات وًتنازلات لتحقيق ذلك.


الكاتب :  أجرى حوار:  عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 26/11/2019