الفنان زروال  يترجل عن صهوة الحياة  ويلتحق برفيقه قشبال 

قال ذات  تكريم، نصفي الثاني مات،
وأنا أنتظر أجلي

عن سن تفوق الثمانين سنة ،ترجل عن صهوة الحياة،  الفنان القدير محمد بشار المعروف باسمه الفني  «زروال»مساء يوم  الثلاثاء2 يونيو2020،  بمستشفى  الحسن الثاني بسطات.وذلك بعد  أن تم نقله من منزله، حيث أصيب بأزمة صحية، ليفارق  الحياة بذات المستشفى، مخلفا وراءه سجلا  من الأعمال  الفنية التي راكمها  طيلة مسيرته  الفنية  رفقة  الفنان الراحل  الحاج علي بشار «قشبال «.


برحيل  الفنان  القدير زروال  ،تكون  الساحة  الفنية  المغربية،قد فقدت  أحد  الأسماء  التي  شكلت  ثنائيا  رفقة الفقيد  «قشبال «لمدة عقود، حيث  استطاعا رغم  عصاميتهما  أن يلجا  قلوب  المغاربة بدون  استئذان،وهيمنا  لعقود  على الساحة  الفنية  بأعمالهما  الفنية  التي  كانا  يستنبطانها  من وحي المعيش اليومي، ومن صميم واقع  المجتمع  المغربي. و قد  ساهمت  نشأتهما  بعاصمة الشاوية مدينة  سطات، وأصولهما البدوية من قبيلة أولاد بوزيري ،وهي القبيلة التي ينحدر منها العربي باطما وغيره  من الفنانين ،وتقاربهما  العائلي أيضا، كل ذلك ساهم في التمكن  من ناصية الكلمة  البليغة  والصورة العميقة المعبرة.التي وظفت  في أعمالهما  الفنية.
الفنّان «زروال»  الذي  تم تكريمه منذ سنتين بإحدى دورات  المهرجان الوطني للوتار من طرف جمعية المغرب العميق لحماية الثرات بشراكة  مع مجلس جهة الدار البيضاء سطات، ،وهي الدورة  التي حملت اسم رفيقه الحاح علي بشار «قشبال»،لم ينس  فيها وهو في لحظة تكريم وفرح  رفيق دربه قشبال ، وكانت شهادته مؤثرة ومعبرة، تترجم وتعكس طينة  ومعدن الرجل الوفي والأصيل  ،معبرا عن ذلك بقوله  «أنا فرحان ولكن نصفي الثاني مات، وأنا أنتظر أجلي بدوري،هذا قدر الله».
سنتان  إلا شهرين بالتمام  والكمال فقط،  هي المدة  التي  مرت  على رحيل الفنان القدير الحاج علي بشار «قشبال «الذي غادرنا إلى دار البقاء يوم الخميس 2 غشت 2018.ليلتحق به محمد بشار «زروال، بعدما تأثر بشكل كبير لهذا  الرحيل وهذا الغياب ، وهو  الذي  كان  مرافقا  لنصفه الفني  والإنساني الآخر طيلة عقود.
وقد   شكل الفقيد زروال  رفقه الراحل «قشبال «ثنائيا مميزا، وهو ثنائي  «القشابيل والزراويل «كما كان يحلو  لهما معا تعريف نفسيهما،حيث  ولجا بيوت المغاربة بدون استئذان،  وأدخلا  الفرحة إلى قلوبهم  منذ الاستقلال، وجاب هذا الثنائي كل الأسواق في البدايات خاصة في الشاوية، وتنوعت المواضيع التي كان يعالجها هذا الثنائي بحس فكاهي. قبل أن ينتشر اسمهما ويستحوذ على قلوب المغاربة كبارا وصغارا، وزادت شهرة هذين الفنانين العصاميين مع تنشيطهما للمهرجانات والحفلات وبروزهما كفنانين من الطراز الأول بالإعلام خاصة الرسمي منه. الشهرة التي نالها قشبال وزروال واهتمام المسؤولين بهما لكونهما ينحدران من مدينة سطات وما كانت تشكله هذه المدينة من ثقل في الزمن القريب، كل ذلك لم يغير شيئا في سلوك وتواضع هذين الهرمين ،بل ظلا متواضعين خدومين وفيين لعلاقاتهما الاجتماعية وحريصين على استضافة «الطلبة «في منزلهما وتلاوة القرآن الكريم.
قشبال وزروال أحدثا تغيراً في الصورة النمطية لواقع العملية الفنية بأسرها، فالمشهد السابق الذي كانت تقدمه الشاشة لم يخرج من منظومة الفنان الواحد، لقد كانا مغنيين وممثلين في نفس الآن ،وهو الأمر الذي سار عليه العديد من الفنانين الذين شكلوا ثنائيات فيما بعد ،وكثير منهم اختاروا هذه المدرسة التي أسسها قشبال وزروال من حيث استلهام المواضيع من الواقع المعيش ،إذ عالجا كل المواضيع التي يمور بها المجتمع المغربي في تفاصيله وجزئياته ،بل إن هذا الثنائي قدم خارطة وجغرافيا المغرب للجمهور في الوقت الذي كان السفر يكاد يكون مستحيلا، فمن خلال منتوجهما الفني تعرف المغاربة على العديد من الأماكن والمدن كما تجسد ذلك أغنية المغرب أو «تفجيجة».
رحم  الله  الفقيد محمد بشار وأسكنه فسيح الجنان وألهم  عائلته  الصغيرة والكبيرة  الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 04/06/2020

أخبار مرتبطة

  لم تقتنع المحكمة الابتدائية الإدارية بالدار البيضاء بالتبريرات التي قدمها محمد بودريقة، رئيس مقاطعة مرس السلطان، من أجل تفادي

وقعت وكالة بيت مال القدس الشريف، الجمعة، بالرباط، اتفاقية شراكة وتعاون مع الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين، أعلنت من

تكاد هذه اللوحة تنطق لتكشف عن المستور ، وتقول أشياء عن تلك المرأة التي في قلبها غصة ، و تعاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *