الفنان يوسف فنينو يعزز ثقافة الاعتراف بإهداء إحدى لوحاته لأستاذته

 

احتضنت ردهات ثانوية ابن تومرت التأهيلية، المتواجدة بالقرب من المدينة القديمة للعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، صبيحة يوم 18من شهر فبراير الجاري، حفلا فنيا بعنوان «الوفاء»، حضرته العديد من الأطر التربوية فضلا عن الفنان الشاب يوسف فنينو الذي حضر هذا النشاط الاحتفالي باعتباره أحد التلامذة القدماء.
لمعرفة المزيد حول هذا اللقاء اتصلت الجريدة بالفنان الشاب الذي صرح قائلا بأن الحفل المنظم من طرف جمعية أباء التلاميذ  يدخل في إطار ثقافة الاعتراف التي تعتمدها هاته الهيأة، واسترسل موضحا بأن الفكرة خطرت له منذ أسابيع قليلة، فاتصل عبر الهاتف بجمعية الأباء التي تمثلت خلال هذا اللقاء في شخص السيدتين: سعيدة باهلة وفتيحة مرسول، واردف قائلا بأن التظاهرة تضمنت تكريما واحدا الذي استفادت منه أستاذة الفرنسية بشرى العسكاري وكان داخل القسم وأمام تلامذتها، وقبل هذا التكريم تم توزيع شهادات تحفيزية لبعض التلامذة الذين حصلوا على معدلات جيدة خلال الدورة الأولى.
واستطرد يوسف متوجها لمنبرنا قائلا بأنه قدم لأستاذة مادة الفرنسية الغالية على قلبه، لوحة من يده تعبر عن الوفاء والاحترام اللذين يكنهما لها.
وقد جاءت كلمته خلال التكريم كالتالي «أستاذتي الغالية مهما قلت من كلمات فالشكر قليل في حقك، كم كنت حنونة ورائعة مع تلامذتك، فلك مني كل الحب والتقدير والاحترام. وبإذن لله ستكونين دائما في قلوبنا».
الجميل في الأمر هو هذا الإحساس، والاعتراف بالامتنان والجميل والعرفان، تجاه مربيينا من طرف أحد التلامذة القدماء، خاصة عندما يواصل هؤلاء مسارهم وينجحون. وقد شاء القدر أن يكون نجاح يوسف فنينو في المجال الفني الذي بصم فيه أسلوبه. والذي يزيد الحدث رونقا وإشعاعا، الاختيار المتميز لمكان الحدث، إذ تم التكريم في إحدى المؤسسات العريقة للعاصمة الاقتصادية المعروفة التي تخرجت منها العديد من الأطر المغربية والتي لحسن الحظ لم يطلها التخريب، كما حال العديد من البنايات التعليمية التاريخية و القاعات السينمائية أيضا، الشهيرة في الدار البيضاء.
وللإشارة فيوسف فنينو، فنان تجريدي من مواليد سنة 1993 بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، استهواه هذا الميدان منذ طفولته الأولى، لكنه صقل موهبته في إطار دورات تكوينية وورشات تابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، كما تتلمذ على يد والده الفنان التشكيلي عبد الله فنينو، الذي مارس الفن لمدة خمسين سنة. واشتهر الشاب في وسطه بهوسه بكل ما هو تاريخي، وفي هذا الإطار تمت دعوته مرارا كفنان تشكيلي ومصمم لبعض الملابس والوسائل التقليدية في عدة مهرجانات وطنية ودولية وفي التظاهرات التي تعرض التحف والنقود القديمة، كما أنه فنان لا يتوقف عن تنظيم أو حضور معارض مختلفة حتى في فترات الحجر الصحي التي يعرفها العالم، بحيث تمت دعوته في العديد من المعارض الافتراضية خلال الشهور الأخيرة. ومن التظاهرات التي شارك بها تلك المنظمة من طرف جمعية «أجيالكم للثقافات والفنون والتنمية» ويديرها الفنان التشكيلي عبد اللطيف صبراني، فضلا عن المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية بنسختيه الأولى والثانية الذي احتضنته مدينة بورصة التركية، وهو معرض جماعي يحمل عنوان «ألوان الورد»، الذي تديره سجى جلانة الفنانة السورية المقيمة بتركيا، ويشارك فيه مجموعة من الفنانين من مختلف دول العالم العربي. كما عرف فنينو أيضا بحمله لحلم يراوده منذ مدة، ويتمنى تحقيقه في يوم من الأيام، ألا وهو امتلاك فضاء خاص به، يستطيع أن يعرض فيه لوحاته علاوة على مجموعة من الإبداعات والتحف التي يتوفر عليها، من إبداع فنانين شهيرين..


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 01/03/2021