الفيدراليات والفيدراليون بالشمال يلتئمون بتطوان للاحتفال بفاتح ماي

 

رغم الأجواء الممطرة، التي عرفتها مدينة تطوان، خلدت الفيدراليات والفيدراليون بجهة طنجة تطوان الحسيمة، العيد الأممي «فاتح ماي 2024»، وذلك تحت شعار: «تعبئة مستمرة للتصدي للمخططات التصفوية وتحصين المكتسبات»، بحضور أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد غدام ، مصطفى عجاب ومشيج القرقري، والكاتب العام للشبيبة الاتحادية فادي وكيلي العسراوي، وعضو المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل  رضوان العناز، والكاتب الجهوي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة طنجة تطوان الحسيمة محمد المموحي، وأعضاء المكاتب الجهوية والمحلية للفدش، والمكاتب الإقليمية والمحلية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، و برلماني الحزب هذا إلى جانب حضور حشد كبير من الفيدراليات والفيدراليين والمتعاطفين مع الفعل النقابي الحقيقي والرصين.
وأبرز عضو المكتب المركزي للفدش رضوان العناز، في كلمته بالمناسبة، أن الحكومة الثلاثية المتغولة، التي قدم رئيسها قبل أيام أمام البرلمان بمجلسيه حصيلة منتصف ولايتها، منتشية بإنجازات لا تجد صدى عند المواطن المغربي، ولا نرى لها إضافة في التراكم المطلوب لتعزيز المشروع الديمقراطي، وذلك بسبب تغييب هذه الحكومة لأي حوار سياسي مع الطيف السياسي والاجتماعي والمدني، وفي ظل الاستمرار باستغلال تفوقها العددي في المؤسسات التمثيلية في إقصاء المعارضة من المشاركة السياسية في القرارات الوطنية الكبرى وفي القرار الاقتصادي والاجتماعي .
وأضاف المنسق الجهوي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بالجهة، أن الحكومة تختزل مفهوم الديمقراطية وسمو الدستور في محطة الاستحقاقات التي مكنتها من الوصول إلى التحكم في المؤسسات التمثيلية، ولا تعتبر أن الديمقراطية صيرورة من التراكمات التي تتطلب إشراك كل مكونات المجتمع في مقدمتها المعارضة، في تسطير السياسات العمومية، التي ترهن مستقبل المواطنات والمواطنين لعدة عقود وتكون لها تداعيات على معيشتهم ومستقبل الأجيال المتتالية.
وبخصوص الحوار الاجتماعي، أكد عضو المكتب المركزي للفدش، أنه لا يجب اختزاله كما وقع مع الحكومة الحالية، في المأسسة والتوافق حول ميثاق هذا الحوار، وإنما بالنتائج الملموسة لصالح الطبقة العاملة، معتبرا أن الحوار الاجتماعي لم يؤد إلى نتائج تتجاوب مع المطالب الحقيقية للشغيلة المغربية، وفي مقدمتها زيادة عادلة في الأجور توازي ما تم إقراره في قطاع التعليم وتحترم الالتزامات المترتبة عن الاتفاقات الموقعة بقطاعات الصحة والعدل وتضع إطارا مؤسساتيا وجدولة زمنية للحوارات بالقطاعات الأخرى، وفي مقدمتها الجماعات المحلية والغرف المهنية.
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مصطفى عجاب، أن إصرار الفيدراليات والفيدراليين على الحضور بكثافة في هذه المحطة النضالية، رغم سوء أحوال الطقس التي خيمت على مدينة تطوان، تأكيد على الانبعاث الجديد للفدش، التي يراها الاتحاد الاشتراكي تستعيد وهجها  وحيويتها وموقعها في الحقل الاجتماعي المغربي.
واعتبر مبعوث المكتب السياسي أن إقصاء الفيدرالية للشغل من الحوار الوطني، على الرغم من تمثيليتها الواسعة للشغيلة المغربية وخاصة في قطاع الوظيفة العمومية، يشكل دليلا آخر على منهاج التغول، الذي دأبت على نهجه هذه الحكومة في مواجهة كل الأصوات النظيفة في هذه البلاد.
وشدد العجاب، في ختام كلمته، على أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل كانت ولاتزال الصوت التقدمي الوازن الذي من شأنه تحسين مكتسبات الطبقة العاملة المغربية وتحصينها، داعيا إلى المحافظة على وحدة الفدش، وأن تبقى نقابة وهيئة جامعة لكل التوجهات وكل الحساسيات التي تتقاسم معنا قيم النضال والكفاح من أجل الديمقراطية وحقوق الطبقة العاملة والشغيلة المغربية.
أما الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية فادي وكيلي العسراوي، فأكد في كلمته بالمناسبة، أن الشغيلة المغربية تخلد هذا اليوم الأممي على بعد سويعات من تغني رئيس الحكومة بحصيلة نصف ولايته، التي تعتبرها الشبيبة الاتحادية، فاشلة وتكريسا للتغول ودغدغة لعواطف الشعب المغربي بأرقام صدقها هو وأغلبيته فقط.
وأشار العسراوي إلى أن نسبة البطالة اقتربت لأول مرة بالمغرب من 14 في المائة، منتقلا إلى التأكيد أن برنامج «أوراش» يشكل كرة ثلج كبيرة ستنفجر في وجه بلادنا عندما ينتهي هؤلاء الشباب إلى أتون البطالة، وكذا برنامج «فرصة» سينتهي بمجموعة من الشباب إلى المثول أمام المحاكم والمتابعات القضائية، معرجا إلى ما يعتمل بالجامعة المغربية من برامج لم تستطع الوزارة تنزيلها، وحراك طلابي قد يؤدي إلى سنة بيضاء بسبب ضعف تواصل هذه الحكومة.
مشددا في ختام كلمته، على أن الشغيلة المغربية جرى خيانتها بإقرار زيادة 1000 درهم للقطاع العام، في بلد نسبة التضخم ارتفعت به إلى أرقام غير مسبوقة بالمنطق الليبيرالي لهذه الحكومة وزواج المال والسلطة بشكل مفضوح.
باقي تدخلات المسؤولين القطاعيين والمحليين أكدت على ضرورة التعبئة من أجل مواصلة خلق التراكم في المشروع الفيدرالي كبديل نقابي ديمقراطي موسوم بالإنصات لهموم وإنشغالات الشغيلة المغربية، والحرص على الترافع عن مكتسبات الطبقة العاملة وتعزيز دور المرأة بالإنصاف والمساواة وتحرير قدرات الشباب والتجسيد الفعلي للدولة الاجتماعية في إطار دولة الحق والقانون والمؤسسات.
وتوج هذا العرس الفيدرالي بتنظيم مسيرة عمالية جابت أهم شوارع مدينة تطوان، وعرفت مشاركة مكثفة للفيدراليات والفيدراليين حلوا من مختلف المدن والمناطق بالشمال، على الرغم من الأحوال الجوية السيئة التي خيمت على سماء مدينة تطوان.


الكاتب : مكتب تطوان- جواد منصور

  

بتاريخ : 03/05/2024