القاص محمد إبراهيم بوعلو يترك «الصورة الكبيرة» معلقة على جدار الحياة

 

فقد المغرب الثقافي، قبل يومين، مساء الجمعة 23 فبراير الجاري، واحدا من أعمدة القصة القصيرة المغربية، بل من أوائل من كتبوا في هذا الجنس السردي، القاص والروائي والمسرحي محمد إبراهيم بوعلو.
ويعد الراحل بوعلو علما من أعلام جيل الستينات والسبعينات والثمانينات في مجال القصة القصيرة والرواية بالمغرب، ، مع مسار أكاديمي محترم كأستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث أصدر عدة مجموعات قصصية أشهرها تحت عنوان «السقف» ، وكان من مؤسسي المجلة الثقافية «أقلام» سنة 1964، ومجلة «فكر ونقد» رفقة الراحل محمد عابد الجابري، واشتهر كذلك بكونه رائد القصة القصيرة جدًا بالمغرب.
وغيرها. نشر كتاباته بمجموعة من المنابر: التحرير، الرأي العام (سوريا)، فلسطين، المحرر، الاتحاد الاشتراكي، أقلام.
كتب محمد إبراهيم بوعلو عدداً من القصص في تصوير واقع البؤس والحرمان الذي عانى مرارته المغاربة طوال الستينيات. ونشر معظمها في الصِّحافة الوطنية، قبل أن ينشرها في مجموعات، بالإضافة إلى كتابة رواية وعدد من المسرحيات.
وقد خلف رحيله أسى بليغا في صفوف الكتاب والمثقفين المغاربة، إذ نعاه الصحفي والكاتب محمد بوخزار على جداره الفايسبوكي واصفا إياه بـ»القصاص الواقعي جدا»، بقوله:»
«محمد.ابراهيم بوعلو، الذي غادرنا يومه السبت ؛كان معلما بالمعنى النبيل والشامل للكلمة. قصاص ملتزم دون ادعاء، من خلال واقعية اشتراكية، بنكهة مغربية.عبر في مجمل منجزه السردي عن تطلعات ونبض الجماهير الشعبية، مع ميل إلى سخرية وفكاهة مقتصدة .يعتبر من أوائل كتاب القصة القصيرة جدا، مطوعا قالبها الفني لمضمون يريده إبلاغه..
بيته كان عبارة عن ورشة أدبية، بها مستلزمات الكتابة للصغار والكبار ..وفيها يهيئ للطبع أعداد مجلة « أقلام « الرائدة، إلى جانب رفيقيه في شعبة الفلسفة بكلية الآداب: احمد السطاتي ومحمد عابد الجابري. انشغل بآداب الأطفال وأصدر مجلة على نفقته؛ هو محررها ومخرجها ورسام صورها وحاملها إلى المطبعة وموزعها.
بعد تقاعده ،ابتعد تماما عن ضوضاء الحياة، فقد كان انتقائيا في اختيار أصدقائه.
إنسان بشوش، شديد التواضع، قانع بما كتبه، لوجه القارئ؛ غير مخالط للشلل الثقافية. ظل على مبدأ لا يلين لحزب الاتحاد الاشتراكي، مقتديا في سلوكه بالمناضلين الأوفياء .
لو نشأ الراحل في بيئة أدبية خصبة، سليمة؛ و في مجتمع خال من البطش والتضييق؛ لكان قطعا، أديبا مختلفا؛ فقد سكنه « جنون» الإبداع، دون أن يتمكن دائما من قول كل ما كان يعتمل بصدق في وجدانه وصدره.
رحمه الله . وجه لا يتكرر».
أما الكاتب والقاص والناقد أحمد المديني فغقد نعى صديقه في الكتابة والحياة، قائلا:
«وداعا محمد إبراهيم بوعلو ( 1938-2024)
انتقل الى رحمة الله الكاتب والقاص الملتزم والمناضل الاتحادي العريق الاستاذ محمد إبراهيم بوعلو . عزاؤنا واحد لأسرته الصغيرة والعائلة الأدبية والجامعية المغربية والاتحادية التاريخية الكبيرة».
الباحث عبد الإله المنصوري، كتب عن رحيل الكاتب والأكاديمي المغربي الأستاذ محمد إبراهيم بوعلو قائلا:
«انتقل إلى جوار ربه أستاذنا محمد إبراهيم بوعلو، أحد رواد القصة القصيرة بالمغرب والوطن العربي.
عرفت الراحل بوعلو لأول مرة حين انتقلت لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط للدراسة طالبا في شعبة الفلسفة مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وقد كان درسه الفلسفي عميقا وممتعا، ومطبوعا بطابع خاص في طريقة تدريسه، وهي الطريقة التي كانت نجعل الطلبة جميعا مشدودين إلى درسه من البداية حتى النهاية.
ومما أتذكره من طريقته تلك أنه كان قليل الجلوس على كرسيه، بل كان يلقي درسه علينا وهو يتجول بين أرجاء الفصل أو المدرج أحيانا.
وكانت تلكم الطريقة بالنسبة لنا نحن الطلاب غريبة في حينها، حتى أنني رجعت لحضور حصة أو حصتين من دروسه بعد تخرجي من الجامعة بسنوات، لأجده على نفس النهج لم يتغير.
كان الراحل بوعلو، إضافة لتدريسه الأكاديمي بالجامعة، مناضلا ملتزما في صفوف الحركة الاتحادية وخاصة لحظة ألقها في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم الاتحاد الاشتراكي إلى حدود رحيل الأستاذ عبد الرحيم بوعبيد. «
وأضاف المنصوري أنه «إضافة لنضاله داخل النقابة الوطنية للتعليم العالي، كان الأستاذ محمد إبراهيم بوعلو مثقفا ملتزما ساهم إلى جانب كل من الأستاذ محمد عابد الجابري والأستاذ أحمد السطاتي في إصدار مجلة «أقلام» التي تعرضت للمنع في ما بعد.
كما يعتبر واحدا من أبرز كتاب القصة القصيرة في المغرب والوطن العربي. حيث كتب عدداً من القصص الواقعية ونشر معظمها في الصِحافة الوطنية، قبل أن ينشرها في مجموعات وأضمومات قصصية:
نذكر من مؤلفاته :
السقف: قصص
الجولة الأولى: مسرحية
أربعة طلاب: مسرحية
الفارس والحصان: قصص
الاتفاق: مسرحية
عودة الأوباش: دعونا نمثل، وثائق من القرن العشرين: ثلاثة مسرحيات
50 أقصوصة في خمسين دقيقة
الهروب: رواية
الحوت والصياد
الأمر يهمك
الصورة الكبيرة.
رحم الله السي محمد إبراهيم بوعلو وأسكنه فسيح جنانه ورزق ذويه ومحبيه الصبر والسلوان».
الصحفي والكاتب لحسن لعسبي نعى الراحل، فكتب:
«غادر دنيا الأحياء صباح الجمعة بمدينة سلا المغربية، الكاتب والأديب المغربي محمد إبراهيم بوعلو عن سن يناهز 86 سنة حافلة بالعطاء الأدبي قصة ورواية، مع مسار أكاديمي محترم كأستاذ مؤطر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
يعتبر سي بوعلو واحدا من أعلام جيل الستينات والسبعينات والثمانينات في مجال القصة القصيرة والرواية بالمغرب، الذي كان يصدر عن موقف تحرري وتقدمي ثقافيا وإبداعيا، كان يتوازى مع التزامه النضالي سياسيا ضمن الحركة الإتحادية (المعارضة حينها) والحركة النقابية (نقابة التعليم العالي).
علما أنه سليل عائلة وطنية مغربية عريقة هي عائلة لعلو بفرعيها في الرباط وسلا (فهو ابن عم الدكتور فتح الله ولعلو.
رحمه الله رحمة واسعة وصادق العزاء لعائلته الكريمة وكل عائلة لعلو بفروعها الثلاثة: (بوعلو، لعلو، ولعلو).
بدوره، نعى الناقد السينمائي مصطفى العلواني الراحل، معتبرا أنه «حارس معبد مجلة أقلام المغربية». وأضاف العلواني أن الراحل» يعتبر أحد
رجالات الزمن الجميل ، درسنا أواسط السبعينات بكلية الآداب الرباط
درس الأخلاق بروح مرحة وبتواضع جم، ومن غير ادعاء.
وكان يتحف قراء جريدة المحرر الغراء من العامل للجامعي بقصصه الشعبية القصيرة.
الرحمة والغفران وجنة الرضوان أيها الاتحادي الأصيل الابن البار للقوات الشعبية
زمن الالتزام النضالي القح ،» أقلام» كانت مجلة للأكاديمي وللمعتقل السياسي وكانت واحة .
صحيح جدا العصافير تختفي لتموت في سكينة حين يضيق الوقت وتتسلطن التفاهة
رحمات لا تبلى أيها الطيب».


الكاتب : ح. الفارسي

  

بتاريخ : 26/02/2024