اللقلاق

أنا وكتابي في الشرفة، اللَّقلاقُ في صَومَعتِه
بِعَينيَّ أجوسُ سطوراً ضئيلةً مِن قصيدة نثر، واللقلاقُ
يَطيرُ فجأةً من أعلى وَحْدتِه
ليُحوِّم قريباً مِن مَصابيح الشارع.
تُضيء الكلمات تحتي أكثر مِن المتَوقَّع،
فارِدةً ريشَها الأبيض، لِتحمِلَني أجنحتُها إلى الصومعة.
اللَّقلاقُ لا يَراني، لكنَّه يَبدو على غَير عادَته.
طويلاً يُحوِّمُ فوق البيوت، قبل أن يغِلقَ منطادَه
وَيَقفَ وقفتَه الشامخة، مُفسِحاً المكان َلِأنثاه
لِتقاسمَه ليلة أُخرى من العَزف على قيثارة لا مَرئية،
بَعْدَ أنْ تلاشى دُخانُ آخر العربات
واستعادَ البحر مَوجَةً بيضاءَ
تتهادَى بالأسفل مثل تَرتيلةِ ليليةٍ هادئةٍ.
آخرُ سَطرٍ في القصيدة،
يُغلِقُ الآن كتابَ الليل على مدينة يَعزفُها طائران
مُتوَحِّدان على الصومعة، يَفتحانِ
كتابَ الأحلام، وأنا القارئ الوحيدُ
تُخشْخِش كلماتي في الشرفة.


الكاتب : نبيل منصر

  

بتاريخ : 09/09/2022