المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات إفريقيا حلم يتحقق بصيغة المؤنث

وسط حضور وازن من الفعاليات المختلفة المشارب

 

لحظة إبداعية وثقافية وإنسانية مائزة، تلك التي وقعت عليها رابطة كاتبات المغرب وهي تؤسس لحدث ثقافي قاري، ينتصر لتوحيد الرؤى ومقاسمة الأحلام والتوجه إلى المستقبل، أمس الخميس 9 مارس 2003 برحاب المكتبة الوطنية بالرباط، بالإعلان عن تأسيس رابطة كاتبات إفريقيا، وسط حضور حكومي وسياسي وديبلوماسي وثقافي وإعلامي كبير.
حلم حملته الرابطة منذ شهور، ورافعت من أجله لدى كل المؤسسات المدنية والحكومية، انتصارا لصوت الكتابة وصوت الكاتبة وصوت إفريقيا أولا وأخيرا.
أكثر من 40 دولة مشاركة في المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات إفريقيا، التأمت أمس 9 مارس 2023، بالمكتبة الوطنية للمملكة، لإطلاق مشروع بلغة الإبداع والقيادة، حلم قارة بتوجيه إلى المستقبل وتأسيس إفريقيا الأفارقة، إفريقيا الشامخة، المتملكة للإرادة والمعرفة.
هي لحظة، كما جاء في كلمة رئيسة اللجنة التحضيرية لمؤتمر رابطة إفريقيا، بديعة الراضي، لصناعة التغيير بصيغة المؤنث، لنفض الغبار عن إفريقيا المنتجة ثقافيا.
وأضافت الراضي أن كل كاتبات إفريقيا يلتئمن اليوم للتأسيس للمسار الحقيقي للتغيير، الذي لا يمكن إرساؤه إلا عبر مشروع ثقافي فكري يشتغل على العلاقة بين الإنسان والإنسان في احترام للخصوصيات الثقافية والدينية والسياسية، وفي احترام للاختلاف.
إن المحلي، كما أشارت رئيسة رابطة كاتبات المغرب، بإمكانه إذا تم تجديد آلياته وتطوير إمكانياته أن يرتقي إلى العالمية، ويحقق تفرده وتميزه، مضيفة في لحظة ثقافية متميزة أنه تم اختيار 9 مارس تاريخ المؤتمر التأسيسي، يوما للكاتبة الإفريقية.
وفي كلمته، خلال انطلاق المؤتمر التأسيسي لكاتبات إفريقيا، اعتبر وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد المهدي بنسعيد أن انعقاد هذا الحدث الثقافي القاري يعكس التزام المغرب بالعمل مع ومن أجل إفريقيا، وهو حدث يتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، ويستحق التشجيع والدعم كمبادرة ثقافية تسعى إلى إشعاع الثقافة الإفريقية الضاربة في عمق التاريخ.
بنسعيد أشار أيضا إلى أن المبادرات الثقافية إفريقيا لا تزال دون سقف انتظارات شعوبها، معتبرا أن الثقافة التنويرية هي أفضل السبل للخروج مما تعانيه القارة.
من جهته أكد محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة، على الاختيار الثابت للمغرب نحو تعزيز العلاقات جنوب – جنوب، كبلد اختار أن يكون بوتقة لتعايش اللغات والأعراف والثقافات ما مكنه من حل جل قضايا القارة الإفريقية، وهو ما أطر خطوته بعودته إلى الاتحاد الإفريقي، بما هي عودة إلى روح الانتماء واستشراف المستقبل بتفاعل مع الفضاءات الأخرى، بعيدا عن كل نظرة تحن إلى الماضي الاستعماري واستعلاء يمتح من قاموس الخضوع والتبعية. واعتبر محمد الفران أن خطوة اليوم هي لتأكيد مسار النساء الإفريقيات الرائدات اللواتي صنعن التاريخ الراهن للقارة في مختلف المجالات.
بدورها، دعت وزيرة التضامن والإدماج والأسرة عواطف حيار، في كلمتها، إلى ضرورة إغناء إنتاج المعرفة والثقافة بإفريقيا، خاصة حول إشكاليات النساء الإفريقيات، معتبرة أن فكرة تأسيس رابطة كاتبات إفريقيا فكرة نبيلة تستحق التنويه بانفتاحها على الثقافات الإفريقية لأنها تفتح مجالات واسعة للتواصل مع الأصوات النسائية بالقارة.
ولفتت حيار إلى أن المغرب الذي كتب عبر التاريخ مع جيرانه الأفارقة تاريخا حافلا، يكتب اليوم تاريخا إفريقيا بصيغة المؤنث.
وكما انطلق حفل الافتتاح بلوحة رائعة جسدت قيمة المعرفة والقراءة كسبيل للارتقاء بالشعوب والحضارات، معرفة ينخرط فيها الرجال والنساء من أجل الذهاب إلى المستقبل، كان الاختتام تعبيرا إنسانيا دافقا ينم عن وحدة المشترك الإنساني والإفريقي، مشترك تكتبه الكاتبة والكاتب بلا تصنيفات جندرية أو تقسيمات تخضع للتمييز.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 10/03/2023