المبدعة، بديعة الراضي تعددت النوافذ فمن أي نافذة نطل؟

 

«»الفن طويل، والحياة قصيرة«« قولة للروائي جوزيف كونراد..

بديعة الراضي، مثل نبتة »»النجم»«، تقاوم، وتخرج للوجود، سواء من صخر أو من جبل، أو من الهامش، إلى العاصمة، لا تنحني في وجه التيار، ولا تتلثم في وجه الزوابع، بل تجدها إلى جانبك، وما تقوم به أنت، تقوم به هي الأخرى، على جميع الأصعدة والمواقف.
بديعة، طائر الفينيق، تنبعث من الرماد لتقول لنا: ها أنا، وهاهي النوافذ التي أشغلها، وأطل منها.

أولا: نافذة المسرح
لأنه أب الفنون، ومنه تسطع الشمس على كل الأجناس الأدبية، بشكل دائري أو عمودي، ليحدث الالتفاف، ويعم التطهير – الكاترسيس، يفسح المجال، عبر الكورال، للإدلاء بوجهات النظر، عبر التكرار، أو الرقص، أو الظل، وعبر التحام الإخراج مع الفضاء السينوغرافي، تكون بديعة عبر روح الكتابة، حيث تفاصيل الامتداد الصحراوي، وعبر معانقة الرمال، لتجسيد الألم، من أجل اكتمال الوطن، ومن هذه النقطة إلى الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

ثانيا: نافذة الرواية
من المسرح إلى الرواية، وذلك ليس بالأمر الهين، من زرع الأفكار، وتجسيدها على الخشبة، إلى الأفكار المغلفة بوجهات النظر، عبر البياض، ومشاركة القارئ الضمني، لتتنفس الحياة بشكل مباشر، فهي ترعى الجمل السردية، وتهتم بها، حتى تشب عن الطوق، لتحمل المسؤولية، وتنقل اعترافات الواقع، بكل ثقة ومصداقية، قصد التآخي، وغسل الذات من الأردان، مما يبعث روح الشعرية في هذه الجمل، حيث الآخر من مسامه يحاور، ويتكلم، كما وقع لبطلتها إستير.
تعيد الواقع إلى بداياته، ليدرك أصله وفصله دون ادعاء، ويمشي الواقع «حافي القدمين»، فوق الأشواك.

ثالثا: نافذة السياسة
تأثرا بأساتذتها، محمد برادة، محمد اليابوري، سعيد يقطين، تبدأ الكتابة وتتنوع، المقالة السياسية، الإشراف الثقافي إلى التحليل السياسي، والحوار السياسي، بكل أشكاله، إلى تحمل المسؤولية في المكتب السياسي، إلى المجلس الأعلى، بكل ثقة ومهنية صادقة.
من أنوال، إلى الاتحاد الاشتراكي، مسافات النضال والتضحية ومجابهة الواقع، حزما واستطاعة، حتى يغتسل ويتطهر، ومازلنا نبحث عن «صابون تازة» مجازا لمحو الدنس، وعودة البهاء.
ثم مسؤولية رئاسة رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا، بكل جدارة واستحقاق وتطوير.
بديعة الراضي، كلها تواضع واحترام وتقدير، مذ عرفناها إلى الآن، تقول الحق، ولو كان على نفسها، دون خوف أو وجل، تشير إلى نبع الخير، كما تشير إلى مستنقع الشر…
تسطع مثل شمس الحقيقة
لتدفئة الحزانى، وأبناء السبيل
حرفها ند، لإحساسها
لترتفع المقامات حد الشطح الصوفي
بديعة
ووديعة
ليس غزلا
ولكن غزال تستجلي رائحة الماء
طفلة تنتظر ربت الحنان هدايا
ولو كان عنوانا
لرواية تأتي، على أجنحة الفراشات، لتبعث من جديد
سمندلا يشير إلى الرياح القادمة
تستظهر هذه المعادلة عن ظهر قلب
كل ماهو عقلي وواقعي
وكل ماهو واقعي عقلي
معادلة هيجلية
سطرت عليها من الباكالوريا
العقل تاريخ يكتب
والواقع أوراق من الألم والفرح
أيامك فرح أيتها البديعة الراضي.


الكاتب : محمد عرش

  

بتاريخ : 02/02/2024