المتحف الحربي بكندا معلمة تصون التراث الفني والثقافي وترقى بالأذواق

 

تقاس ثقافة الشعوب باهتمامها بالتاريخ الحضاري والمستقبلي ،ذلك ما تعمل على بلورته دولة كندا حيث أقامت عددا هاما من المتاحف في طبيعتها، متحف الفنون ومتحف الطبيعة ومتحف حقوق الإنسان ومتحف التاريخ ومتحف السيارات الحربي بمدينة أوطاوا، حيث أتيحت لي الفرصة لزيارته خلال الأسبوع الفارط.
كانت الطبيعة ربيعية وأشعة الشمس الدافئة تتسلل بين أغصان الأشجار المورقة وتلامس صفحة النهر العظيم الذي ينطلق من شمال كندا مارا بالمدن الكبرى ليصب في المحيط الأطلسي،
لا أستطيع تحديد مساحة هذه المعلمة التي تتميز بهندستها ونمطها الفني الذي يعكس أحدث التصاميم المعمارية الحديثة.
وقفنا أمام باب المتحف الذي كان مغلقا، فانفتحت بشكل أوتوماتيكي حيث دلفنا بالسيارة إلى مستودع فسيح جدا يسع لمئات السيارات اقتنينا التذاكرب20دولار للتذكرة وتم إرشادنا إلى مبتغانا .
اندهشت كثيرا لجمالية المكان المضاء بألوان حمراء خافتة هذا الفضاء الذي يضم أربعة أروقة كل رواق تستغرق زيارته 45دقيقة، فالرواق الأول يشتمل على الأسلحة التي استعملها الاستعماران الفرنسي والإنجليزي لإبادة القبائل الهندية الكندية، وفي جانب آخر توجد تماثيل لبعض رؤساء القبائل الهندية والأسلحة البدائية التي كانوا يستعملونها في القنص ، كما يوجد بالرواق الأسلحة التي استعملت خلال الحرب التي شبت بين الاستعمارين الفرنسي والانجليزي، أما الرواق الثاني فيضم الأسلحة والقنابل والبنادق التي استعملت في الحرب العالمية الأولى وصور بعض الضباط والجيوش التي شاركت في المعارك.
انطلقنا بعد ذلك لزيارة الرواق الثالث الذي يعكس أحداث الحرب العالميه الثانية والتطور التكنولوجي للأسلحة المستعملة من غواصات ودبابات وطائرات بالإضافة إلى السيارة السوداء مرسيدس للرئيس النازي هتلر وهي هدية قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لكندا التي ساهم جنودها في تلك الحرب.
أما الرواق الرابع فخصص لأحداث الحرب الباردة،
وحتى يطلع الزائر على الوقائع التاريخية، فإن مصممي المتحف وضعوا قرب الصور والحروب سماعات يستطيع الزائر الاطلاع بواسطتها على تسجيلات خاصة بتلك الوقائع.
أما الطبقة السفلى للمتحف وهي قاعة كبرى وضعت فيها مجموعة من الدبابات و المدافع الثقيلة والسيارات الحربية وبعض الطائرات وغواصة وكثير من البنادق والرشاشات والراجمات التي استعملت في الحربين العالمية الأولى والثانية.
بقدر ما أعجبت بالمتحف ورونقه ،بقدر ما تأسفت على الأرواح البشرية التي ذهبت ضحية القوى الإستعمارية،
والخلاصة هي أن المتاحف تعمل على تشجيع الفنانين والمبدعين وتساهم في ترويج إنتاجاتهم ،كما أنها تصون التراث الفني والثقافي وتعرفنا على هوية المجتمعات وتوفير المعلومات الصحيحة حول تاريخ البلدان وفنونها وثقافتها.


الكاتب : أوطاوا: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 11/05/2024