المجهول..شقيقك في الحياة

 

مَن مثلك،
شاعر بلافطرة
يستعيد قدرته على استعمال الخوف؟

صديقي، أنت لازلت مبتدئا في الموت
كي أسألك ماذا ستفعل بالأبدية؟
وملكات عديدة في توظيف الصمت..

هي ذي الحياة يا صديقي
لعبة عليك أن تتظاهر فيها بأنك غير حي
حتى تسقط فجأة في شعاع ضاحك
مثل نافورة ماء..

يمكن أن نصنع شيئا آخر بهذا الحزن
شيئا آخر غير القصيدة…
القرون التي مرت
كانت أكثر صمتا
لو أنك كتبت فيها ما كتبته لضجيجنا

المجهول من الآن فصاعدا
شقيقك
في الحياة التي لن تعيشها بعد
أبدا
ستكون هناك أناقة بلا جسد
بقايا بذلات من يخرج للكنيسة يوم الأحد
ستسير ولا شك مثل رجل وئيد،
تسبق حياتك الأخرى
تتزحلق ولا شك فوق موتك
مثل فرس متجه نحو الحقول..
حيث ستخطر لك معركة لن تشارك فيها..

الذي يمسح كلمات على كم جلبابه
يسكن بالقرب من الصومعة
لكي يوقظ طفولته
ويستطيع أن يجمع جسمه الغائر في السرير
وما يستطيع من كلماته البريئة
ويسير ما تبقى من موته
ومن مرضه…

( من ديوانه الصادر حديثا: جاؤوا لنقص في السماء)


الكاتب : عبد الحميد جماهري

  

بتاريخ : 22/01/2021