المحتفِلون

لَسْتَ مِنْهُمْ
ولَسْتَ في الْخَارِجينَ
وَلَسْتَ في الدَّاخِلينَ.
لَا تَقِفْ قَلِقا،ً
لا تَسْأَلْ،
مِنْ أَيْنَ لَكَ بِطَلَلٍ تَبْكيهِ؟
مُحْتَفِلُونَ
وَالْأَرْضُ دَائِرَةٌ في رُؤوسِهمْ.
مُحْتَفِلُونَ
وَالْأَرْضُ ساكِنَةٌ في رَأْسِكَ.
هَذَا سُؤَالُهَا
أَمْ سُؤَالُكَ نَبَتَ مَقْلُوباً:
جِذْرُهُ لِلرِّيحِ،
عُروشُهُ لِلتُّرابِ.
هَذَا سُؤالُ الْأَرْضِ
أَمْ سُؤالُكَ
أَمْ سُؤَالُ
السَّماءِ الْمُنزَّهَةِ
عَمَّا بَيْنَكُمَا مِنْ طِينٍ تَخْتَصِمَانِ عَلَيْهِ.

سَبْعُونَ كَفّاً ضُمَّتْ،
في أَيِّهَا يَكْمُنُ السِّرُّ الْيَتيمُ؟

وَشَبِيهَةُ النَّخْلَةِ تِلْكَ
دَعْهَا تَتَقَرَّ الْغَيْبَ
فَهْيَ الْأَحَقُّ بِتَاجِ العِرَافَةِ.

وَالسِّرُّ التَّمِيمَةُ
بِهِ الدَّاخِلُ دَاخِلٌ،
بِهِ الْخَارِجُ خَارِجٌ،
بِهِ الْوُجُودُ شَعْرَةٌ بَيْنَ حَقٍّ وَبَاطِلٍ.

وَهَذا الطارئ مِنْ قريبٍ
وَلَيْسَ عَلَيْهِ حَريرٌ،
هَذَا الطارئ مِنْ بَعِيدٍ
وَلَيْسَ عَلَيْهِ غُبَارٌ
مَنْ يَكُونُ كَيْ تَنْهَضَ،
مِنْ أَجْلِهِ،
الْحَنَاجِرُ بِالْآهاتِ؟
هَذَا الْمُتَوَّجُ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَمَوَّجَ كَرَامَاتُهُ في الْعُيُونِ،
هَذَا الْمُتَوَّجُ،
هَذَا الْمَخْلُوعُ.
فَلْيَقُلْ كَلِمَةً يَتيمَةً تُضَاهي السِّرَّ الْيَتِيمَ،
تَشْهَدُ عَلَيْه وَيَشْهَدُ عَلَيْهَا.

الْمُحْتَفِلونَ؛
قَلِيلُونَ فِي لَيْلِهُمْ،
كُثْرٌ في نَهَارِكَ.

ذَوُو قُرْبَى لِلنَّخْلَةِ
غُرَبَاءٌ عَنِ الطَّائِفينَ بِهَا وَالسّاجِدينَ لَهَا.
الْمُحْتَفِلُونَ
مُنْشَغِلونَ بِنِيرَانٍ كُبْرَى


الكاتب : أبو بكر متاقي

  

بتاريخ : 19/08/2022