عقدت المحكمة الإفريقية للوساطة والتحكيم CAMAR، يوم السبت الماضي 24 شتنبر 2022، مؤتمر الاستثمار، وهو أول مؤتمر خاص بلقاء السفراء الأفارقة بالمغرب وبعض سفراء الدول الاقتصادية الكبرى، والذين لبوا دعوة المحكمة الإفريقية وحضروا اللقاء بأحد فنادق مدينة الرباط فيما لم تسمح الضغوطات للبعض منهم بالمشاركة في هذا المؤتمر، الذي كان عنوانه ” الاستثمار والتحكيم التجاري والرياضي بالقارة الإفريقية”، ويبقى هذا اللقاء أو المؤتمر من ضمن أهداف المحكمة الإفريقية للوساطة والتحكيم والتي بلغ عدد مندوبيها 21، كما أن هناك أيضا ممثلين لأمريكا وأوروبا وحتى آسيا، ومن أهداف المؤتمر يقول الخبير علي اوحميد، رئيس المحكمة الإفريقية، جلب مستثمرين للمغرب ؛ الدولة التي تحتضن المقر الرئيسي لهذه المحكمة ويبقى الهدف الثاني هو الموازاة مع السياسة الدبلوماسية لجلالة الملك محمد السادس، وذلك من خلال الانفتاح على كل الدول القارية والاستثمار بها، بالإضافة إلى أن بلدنا المغرب له دور رائد في هذا المجال، كما أن جلالة الملك محمد السادس في مؤتمر العدالة الذي انعقد بمدينة مراكش سنة 2019 نص في كلمته على التغيير وتطوير منظومة العدالة وإعطاء التحكيم اهتمام خاص.
كما ذكر علي اوحميد بأن للمحكمة الإفريقية دورا عمليا والذي يتجلى في حل النزاعات الحاصلة بين المستثمرين والشركات أو بين الدول والمستثمرين، وسيكون للمحكمة الإفريقية دور فعال في هذا المجال على المستوى القاري بعدما كانت المحكمة الأوروبية من نفس الاختصاص هي التي تسيطر وتهيمن، وكانت لها حصة الأسد في هذه القضايا ، لكن أصبح لهذا الجهاز اليوم دور هام في المنافسة والحصول على أعلى نسبة من هذه النزاعات.
وستنظم المحكمة الإفريقية الملتقى الثاني على المستوى القاري والدولي مستقبلا بمدينة مراكش، كما سيتم عقد مؤتمر السنة المقبلة بدكار حول الاستثمار بالقارة الإفريقية بعد جائحة كورونا.
واختتم علي اوحميد كلمته للجريدة بالتعبير عن استيائه الكبير من القنوات الوطنية الثلاث وكذا وكالة المغرب العربي والإذاعة الوطنية حول غيابهم التام وعدم الحضور لتغطية حدث دولي وقاري بتحديات كبيرة وحضور شخصيات وازنة من إيطاليا وفرنسا وتركيا وممتلي شركات دولية وهيئة الخبراء من دول قارية ومسؤولين من وزارة العدل المغربية، رغم مراسلاته لكل المعنيين بالقنوات، ومن جهتهما نوه كل من السفير التركي والسفيرة السينغالية بهذا المؤتمر وبالأهداف المسطرة للمحكمة الإفريقية.