المركب الجراحي للمستشفى الإقليمي ببنسليمان يصاب بـ «الشلل المزمن»

يعيش المركب الجراحي بالمستشفى الإقليمي بنسليمان وضعية استثنائية ترخي بتبعاتها الوخيمة على صحة المرضى، الذين لم يجد عدد منهم الطريق للخضوع لعمليات جراحية منذ حوالي السنة، خاصة النساء الحوامل اللواتي تحتّم حالتهن الصحية إجراء عمليات قيصرية للولادة، مما يتطلب منهن ومن أسرهم تدبر صيغ أخرى قد يكون لها ما بعدها.
وأوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أنه تم استغلال مصلحة الجراحة من أجل استشفاء المرضى المصابين بكوفيد 19، وتم تعليق كل التدخلات الجراحية المبرمجة مع الاحتفاظ بالعمليات الاستعجالية، مبرزة أن هناك حوالي 200 مريض ومريضة في لائحة الانتظار يترقبون متى تتم برمجة التدخلات الجراحية التي هم في حاجة إليها، إذ لم تعمل إدارة المستشفى على تصحيح هذه الوضعية رغم نهاية الموجة الوبائية المتعلقة بالمتحور أوميكرون.
وضعية أخرى تطرح أكثر من علامات استفهام، استنكرتها مصادر «الاتحاد الاشتراكي» والمتمثلة في عدم التوفر على طبيب مختص في التخدير والإنعاش، بالنظر إلى أن الطبيبة المتوفرة تتوفر على رخصة ولادة، وهو ما أدى إلى الدفع بإبرام شراكة مع إحدى الجمعيات من طرف المصالح الإدارية المختلفة من أجل التكفل بواجبات الاستعانة بخدمات طبيب مختص في التخدير والإنعاش يتم التعاقد معه ظرفيا، حتى يتسنى الرفع من عدد العمليات الجراحية وتجويد الخدمات بالمستشفى، إلا أن هذه الخطوة لم يتم تفعيلها وتعترضها العديد من العراقيل غير المفهومة، حتى يستمر هذا الوضع الذي يدفع المرضى ثمنه باهظا صحيا واجتماعيا.
ودعا عدد من المهتمين بالشأن الصحي بمنطقة بنسليمان الإدارة الترابية ومسؤولي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية جهويا ومركزيا للتدخل من أجل تصحيح هذه الوضعية المعتلة، التي تتفاقم حدتها يوما عن يوم وتتسبب في تداعيات متعددة الأوجه، في الوقت الذي تقطع فيه بلادنا مراحل مهمة من أجل ضمان عدالة صحية مجالية وتمكين كل المواطنين من الحق في الصحة والاستشفاء والعلاج.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/03/2022