المستشار الاتحادي يوسف مسكين ينبه إلى خطورة الوضع بجماعة تسلطانت ويطالب بتدخل عاجل لوالي مراكش

نبه المستشار الاتحادي بجماعة تسلطانت بعمالة مراكش يونس مسكين إلى خطورة الوضع الذي تجتازه الجماعة بسبب حالة الشلل الكلية التي تعرفها نتيجة فقدان من يدير دفتها لعدم كفاءة التسيير وغياب القدرة على الإنصات والتفاعل الجدي مع انتظارات المواطنات والمواطنين واحتياجاتهم الملحة التي تتفاقم يوما عن يوم بسبب العطالة التي يعرفها المجلس.
وحمل المستشار الاتحادي يونس مسكين مسؤولية الوضع المأزوم بالجماعة إلى رئيستها، التي أدخلت المجلس في سكتة دماغية جعلته غير قادر على القيام بمهامه التي أسندها له المشرع، مُخْلفا التزاماته تجاه السكان، الشيء الذي أضر كثيرا بحياتهم اليومية، وأكد أن جماعة تسلطات، التي تعد من أغنى الجماعات حيث يتجاوز فائض الميزانية 3 ملايير، تسير نحو الهاوية بسبب سوء تسيير رئيسة المجلس وتدبيرها. وهو الوضع الذي تعكسه العشوائية التي يعرفها تدبير مختلف القطاعات كالنظافة والنقل والمركز متعدد الاختصاصات والطرق والإنارة العمومية وغيرها، حيث أن كل خدمات القرب تعيش على وقع أزمة واضحة تؤثر على جودة الحياة وتزيد من الاحتقان في صفوف السكان.
ومن النقط التي تظهر الأزمة التي يتخبط فيها المجلس الجماعي لتسلطانت بسبب غياب أي رؤية أو حنكة في تسيير شؤونه، يثير يوسف مسكين ملف المشاريع التي برمجت في المجلس السابق ورصدت ميزانيتها، ومع ذلك لم تنفذ في ظل المجلس الحالي رغم مرور أزيد من سنة على انتخابه، وعدّد المستشار المذكور مظاهر الفوضى والتسيب التي تهيمن على تسيير شؤون المجلس، من مثل مضاعفة الميزانية المخصصة للوقود وكذا ميزانية العمال العرضيين الذين تضخموا من دون مبرر يذكر، وتخصيص ميزانية ضخمة لمحاربة الفئران في جماعة أكثر من نصفها دواوير قروية وغيرها من التصرفات، التي تكشف بجلاء مدى الارتجالية والعبثية في صرف مالية الجماعة، وتظهر عمق الأزمة التي يتخبط فيها المجلس والمتمثلة في غياب القدرة على التدبير المعقلن وغياب أي رؤية سياسية قابلة للتنفيذ في إطار مشروع تنموي متكامل، بل إن بنود صرف الميزانية تشكل ضربا واضحا لمراسلة وزير الداخلة الرامية إلى ترشيد النفقات.
ومن مظاهر التسيب بجماعة تسلطانت التي تحدث عنها المستشار الاتحادي يوسف مسكين، آفة استعمال سيارات الجماعة بوقودها لأغراض شخصية سواء من قبل بعض الموظفين أو من طرف بعض نواب الرئيسة .
وأشار إلى عدد من المشاريع المجمدة المبرمجة سابقا، من مثل إنشاء أقسام دراسية وتشييد الطرق وتوسيع شبكة الإنارة العمومية وتشييد ملاعب القرب وتأهيل عدد من الدواوير. وأكد أن مما زاد الطين بلة التدبير الانفرادي للرئيسة وغياب حكمة الإنصات لديها وإصرارها على عدم الاستفادة من المسيرين السابقين الذين لديهم تجربة في التدبير.
وطالب يوسف مسكين بتدخل عاجل لوالي مراكش من أجل إيجاد حل للمعضلة الخانقة التي يتخبط فيها المجلس الجماعي لتسلطانت، محذرا من أن درجة الغليان في صفوف السكان توشك على الانفجار بسبب تعطل الأداء التنموي للمجلس وغياب تأمينه لخدمات القرب، وسط انتقادات حادة للساكنة وللمجتمع المدني.
ومعلوم أن 21 عضوا بمجلس جماعة تسلطانت يهددون بتقديم استقالتهم في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه، وتتحدث مصادر من داخل الجماعة عن أزمة ثقة ما بين الرئيسة وأعضاء المجلس سواء من الأغلبية أو المعارضة، مؤكدة أن كل المساعي الحميدة التي أنجزت في هذا الإطار من أجل إيجاد حل لهذا الاختناق باءت بالفشل بسبب تعنت الرئيسة وغياب حس التقدير السليم لديها، وهو ما جعل عددا كبيرا من الأعضاء مقتنعين بأنهم وصلوا إلى الباب المسدود، وأنه لا بديل عن تدخل عاجل للجهات المعنية، لإخراج الجماعة وساكنتها من هذا النفق المغلق.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 15/11/2022