المشاكل النفسية «تتربص» بالتلاميذ على بعد أيام من خوضهم للامتحانات الإشهادية .. الدكتورة سريا الدغمي لـ «الاتحاد الاشتراكي»: الآباء مطالبون بالتخلي عن هاجس المعدّلات المرتفعة وآفاق ما بعد الباكلوريا المتعددة خففت من الضغوط

 

تنطلق ابتداء من يوم الأربعاء 31 ماي وعلى امتداد الأيام الأولى لشهر يونيو سلسلة من الامتحانات، كما هو الحال بالنسبة للامتحان الوطني لنيل شهادة الباكلوريا أو الامتحان الجهوي الموحد بالنسبة للسنة الأولى باكلوريا، على أن تليها محطة الامتحانات الاستدراكية شهر يوليوز، فضلا عن باقي الامتحانات الإشهادية الأخرى المتعلقة بالسلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي. وتعرف هذه المحطة التعليمية بروز العديد من المشاكل التي يعاني منها ومن تبعاتها التلاميذ من مختلف الفئات العمرية، قبل وإبان الامتحانات، وتعيش معهم تفاصيلها الأسر في كل البيوت، بسبب حالة الضغط، إما الذاتية أو الأسرية لدى البعض، والخوف من عدم تحقيق نتائج إيجابية بالشكل المنتظر، الأمر الذي تترتّب عنه تبعات نفسية يكون عددا منها له مجموعة من الآثار العضوية كذلك على اليافعين، في فترة عمرية جد حساسة.
وضعية، أكدت الدكتورة سريا الدغمي، وهي طبيبة ومعالجة نفسانية للطفل والمراهق في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أنها لم تعد بنفس الحدّة المتعارف عليها سابقا، نظرا للتغيرات التي عرفتها المناهج الدراسية والكيفية التي يتم بها إجراء الامتحانات، خاصة بالنسبة لتلاميذ الأولى والثانية باكلوريا، إضافة إلى الآفاق لما بعد الباكلوريا التي لم تعد منغلقة والتي بات يطبعها التنوع، مما شكّل متنفّسا وعاملا يبعث على طمأنينة التلاميذ وأسرهم حول مستقبل فلذات أكبادهم.
وشدّدت الأخصائية النفسية على أن المجتمع في حاجة إلى كل الكفاءات في مختلف المجالات، الأدبية والعلمية والتقنية والقانونية والاقتصادية وغيرها، وهو ما يجب ترسيخه في ذهن التلميذ، من طرف الأطر التعليمية والتربوية والأسر على حدّ سواء، حتى لا يظل هاجس الحصول على نقط مرتفعة للولوج إلى مؤسسات بعينها يتحكم في سلوكاته ويؤثر على تفاعلاته. ودعت الدكتورة سريا الآباء والأمهات، علاقة بفترات الامتحانات وما قد يعيشه بعض التلاميذ من ضغوطات، إلى تشجيعهم وتحفيزهم وعدم التركيز على المعدّلات، مشيرة إلى أن الامتحان يجب أن يكون مجرد خطوة شكلية تختتم المجهودات التي تم بذلها على مدار السنة وخلال المرحلة التعليمية ككل.
وأبرزت المتحدثة أن بعض المشاكل النفسية التي قد يعاني منها بعض التلاميذ، لا ترتبط بالضرورة بمرحلة الامتحانات، لأنها تظهر حتى خلال فترات المراقبة المستمرة، والتي تكون على شكل حالات للقلق أو بعض النوبات العصبية، ويطبعها الإحساس بالشك وغيرها من التفاصيل الأخرى، مشددة على أن منها ما يكون وراثيا ومرتبطا بوضع أسري معيّن. وأوضحت الطبيبة الأخصائية أن هذه المشاكل النفسية تترجم عند العديد من اليافعين والمراهقين إلى آلام عضوية على مستوى البطن أو الرأس، مؤكدة على أن هاته الحالات يتم استقبالها في العيادات والمؤسسات الصحية المختصة والتعامل معها في إطار جلسات خلال السنة ولا يتم انتظار فترة الامتحانات الإشهادية للقيام بذلك.
وأشارت الدكتورة سريا إلى بعض الحالات التي تبرز خلال فترات الامتحانات التي تهمّ تلاميذ نجباء، اعتادوا الحصول على نقاط مرتفعة بفضل اجتهادهم، الذين قد يتأثرون في حال وقع مشكل ما وحصلوا على معدّل أو معدّلات أقلّ وغير معتادة، لعامل من العوامل، مؤكدة على أن هؤلاء يكونون في حاجة إلى جلسات نفسية مساعدة للتأقلم مع مختلف الوضعيات، ويتعين دعمهم وتحفيزهم من طرف أسرهم لتجاوز هذا الإشكال حتى لا يكون عائقا أمامهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/05/2023