المغرب يتوصل بمقاتلات «ميراج 9-2000» العسكرية الإماراتية ويعزز أسطوله بطائرات قتالية تركية من طراز بيرقدار TB-2

مازال المغرب يواصل تعزيز أسطوله الحربي من الطائرات التركية بدون طيار، باستقباله ست طائرات تكتيكية جديدة من نوع TB- 2 بيرقدار.
ووفقا لتقارير إعلامية متطابقة، فإن مجموعة جديدة من الطائرات التركية بدون طيار أرسلت للتو إلى المغرب، بعد استقبال 13 طائرة بدون طيار من نفس النوع في نهاية شتنبر، وهو ما أكده موقع الدفاع المتخصص Defensa. وأشارت مصادر إعلامية إسبانية إلى أن الطلب المغربي تضمن ما مجموعه 12 طائرة مسيرة بدون طيار، مؤكدة أنه سيتم تسليم دفعة ثانية من ست طائرات مسيرة في عام 2022.
وفي يوم الجمعة 24 شتنبر الأخير، تلقت القوات الجوية الملكية دفعة من ثلاث عشرة طائرة T-B2 بدون طيار من طراز بيرقدار عالية التقنية. وقبل وصول هذه الطائرات بوقت طويل، تلقى فريق من القوات المسلحة الملكية، الذي ستعهد إليه مهمة تدبير هذه الآليات المتطورة، تدريبا لبضعة أسابيع في تركيا، من أجل استخدامها بفعالية.
وتم تصوير طائرة بدون طيار من هذا النوع، مساء يوم الخميس 11 نونبر، حلقت فوق سماء العيون في الصحراء المغربية. وكانت الطائرة بدون طيار مسلحة بقنبلة من طراز MAM-L موجهة بالليزر و22 كيلوغراما من طراز GPS/INS.
وكتب موقع Defensa على الإنترنت ” هذه القنبلة الذكية يمكن أن تصيب أهدافا مختلفة مثل الدبابات، والمركبات المصفحة، ونظم الدفاع الجوي، والأشخاص، والسفن الحربية.. مشيرا إلى أن طائرة بيرقدرار T-B2 بدون طيار “تعتبر واحدة من أكثر الطائرات غير المأهولة كفاءة”.
ويعتزم المغرب بناء أسطول كبير من الطائرات بدون طيار الاستطلاعية والطائرات بدون طيار القتالية بعد هذا الطلب وأربع طائرات من “أميركان ريبر”.وتصنف “بيرقدار TB2” ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم) إذ يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفا إلى 27 ألف قدم) نحو ثمانية آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراما، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة. كما تتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار، إذ تعمل على تزويد مراكز العمليات بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء، فضلا عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.
وقد دمجت شركة “روكتسان” التركية المتخصصة بصناعة الصواريخ والقذائف صواريخ ذكية محلية الصنع من نوع “MAM-L ve MAM-C’yi» في هذا الطراز من الطائرات، وتتميز هذه الصواريخ بالقدرة على إصابة النقطة المستهدفة من بعد ثمانية كيلومترات.
من جهة ثانية، وفي نفس إطار تعزيز الأسطول الحربي المغربي، نقل عن مصادر إخبارية إماراتية وعربية، أن أبوظبي تخطط لإرسال هبة عسكرية لكل من المغرب ومصر، تتمثل في 68 طائرة مقاتلة، في إطار حلقة جديدة من التعاون العسكري بين حكومات العواصم العربية الثلاثة. يتعلق الأمر، بطائرات “ميراج 9-2000” الإماراتية المتطورة، المصنعة في الأصل على نموذج أساسي من قبل شركة “داسو” للطيران. وتعود شحنة الطائرت في الأصل، إلى القوات الجوية الإماراتية، وقد ظهرت للمرة الأولى خلال معرض الطيران بدبي في 18 نونبر 2013.
ومن المعلوم أن المغرب يعمل على إعادة تقوية ترسانته التسليحية العسكرية الخاصة، وتحديدا منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بالجزائر، وهي الهوة السياسية التي أدت لزيادة التوتر في منطقة شمال إفريقيا على العموم، وبين البلدين على الخصوص، منذ ما يزيد من 3 أشهر، واكبها تصاعد الخلاف أيضا حول موضوع الصحراء المغربية، باعتبارها القشة التي قسمت ظهر العلاقات الدبلوماسية بين الجارين، ناهيك عن استفزازات أخرى من بينها قطع التوريد بالغاز الطبيعي عبر الخط المغاربي-الأوروبي، لتكون هذه العوامل إضافة إلى أخرى غيرها، الدافع الأساسي للسباق نحو التسلح بين البلدين، ولتفتح الهبة الإماراتية فصلا جديدا من الدعم الإماراتي للقضية المغربية الأولى.
ولا يخفى على الكثيرين، أن الإمارات العربية المتحدة، تعتبر من أبرز الداعمين لحكم وسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية، ويبادلها المغرب أيضا الاعتراف بحكمها على كل من جزر “غراندي” (Grande) – لا بوتيت تونبي (La Petite Tunbe) – أبو موسى (Abu Musa)، تبادل في الاعترافات يعزز العلاقات التاريخية بين الرباط وأبوظبي، ويقوي أيضا دورهما القيادي كل في منطقته. لهذا، واظبت الإمارات العربية المتحدة على مواصلة تواصلها مع حليفها المغرب، في وقت صعب تتسم فيه الخلافات مع الجزائر بتعقيد لا مثيل له من قبل، سياسيا.
نفس الأمر بالنسبة لمصر، الحليف الآخر للإمارات، والتي ستتقاسم معه المملكة أسطول الطائرات الحربية المقاتلة.
تجدر الإشارة، إلى أن مقاتلات “ميراج 9-2000” الفرنسية (على وجه التحديد)، أتت لتعزيز الترسانة العسكرية الجوية لكل من المملكة المغربية ومصر، باعتبارها من أكثر نماذج الطائرات الحربية المتقدمة تطورا، حيث صممت لتكون مبنية على أساس النموذج الأول لسلسلة “ميراج”، التي بدأت رحلتها الأولى في أواخر سنة 1970. غير أن النسخة الجديدة من المقاتلة، تم تطويرها فقط من قبل الإمارات وتتميز بتكنولوجيا عسكرية متطورة للغاية مقارنة بالأجيال أو النسخ السابقة، وجاءت هذه الشحنة بالموازاة مع توصل أبوظبي بما يقرب من 80 طائرة جديدة مقاتلة من نوع “رافال” فرنسية الصنع أيضا.
لا يمكن اعتبار “الهدية” الإمارتية، من خلال تسليم هذا العدد من الطائرات المقاتلة لكل من مصر وبشكل خاص للمغرب، سوى ميزة جديدة لدعم وتقوية خطط المغرب التسلحية، الرامية بطبيعة الحال الدفاع عن أراضيه من كل مستفز خارجي، إذ تمثل صورة بارزة حول قوة العلاقات المغربية – الإماراتية، والمعززة بعد الزيارة الأخيرة للوزير الأول “عزيز أخنوش” لمجموعة من الدول العربية الخليجية، كما أنها تبرز دور المغرب كحليف مهم للإمارات على المدى الطويل، على غرار مبادرة تعيين السفير الإسرائيلي “ديفيد غوفرين” بالمغرب، باعتبارها مبادرة أعطت إشارة لما سيكون عليه الحال في العلاقات الدبلوماسية والتعاونية بين البلدين، ليحين بعدها الاتفاق “المغربي – الإسرائيلي الأمني” غير المسبوق، وفقا لما ذكره وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتز”.
في الأخير، لا يمثل اقتناء المملكة لأنظمة الدفاع “القبة الحديدية”، التابعة لشركة “رافائيل أدفانس ديفينس سيستيمز” (Rafael Advance Defence Systems)، سوى أبرز نقطة في الاتفاق الأمني غير المسبوق بين البلدين، المرافق لزيارة الوزير الإسرائيلي للمغرب. زيارة هي الأولى من نوعها لوزير من هذه الحقيبة الوزارية نحو المغرب، ستسمح أيضا (على حد قوله) ب”زيادة الصادرات الإسرائيلية نحو المغرب” ليس في المجال العسكري فقط، وإنما في مجالات أخرى من بينها النظم الأمنية المعلوماتية (الأمن السيبراني)، ما سيعزز الاهتمام المشترك بين البلدين في توطيد العلاقات بينهما كما الحال بين المغرب والإمارات، وذلك بفضل الدعم الإماراتي المهم الذي يزيد من قدرة الرباط القيادية في قلب إفريقيا وشمالها أيضا.


الكاتب : عماد عادل - المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 14/12/2021