المقاومة الفلسطينية تفوز بالبوكر العربية لـ2024 «قناع بلون السماء» السردية الفلسطينية في أقسى وجعها

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، أمس الاثنين، فوز رواية” قناع بلون السماء” للكاتب الفلسطيني الأسير بسجون الاحتلال باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر) في دورتها السابعة الدورة السابعة عشر من الجائزة لعام2024 .
وتسلمت ناشرة الرواية، رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة بالإنابة عن الكاتب باسم خندقجي التي قالت في كلمة قصيرة “باسم.. أنت الأسير المقبل على الحرية، أنت الآن بيننا”.
نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم في كلمة حول معايير اختيار هذا العمل قال إن الرواية “يندغم فيها   الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. روايةٌ تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككاً الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية. كما اشتبكت فيها، وازدهت، جدائل التاريخ والأسطورة والحاضر والعصر، وتوقّد فيها النبض الإنساني الحار ضد التخوين، كما توقدت فيها صبوات الحرية والتحرر من كل ما يشوه البشر، أفراداً ومجتمعات. إنها رواية تعلن الحب والصداقة هويةً للإنسان فوق كل الانتماءات”.
وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: “تجول رواية باسم خندقجي “قناع بلون السماء” في عوالم يتقاطع فيها الحاضر مع الماضي في محاولات من الكشف الذي ترتطم به الأنا بالآخر. كلاهما من المعذبين في الأرض، إلّا أنَّ أحدهما هو ضحية الآخر. في هذه العلاقة، تصبح النكبة الفلسطينية نصباً تذكاريًّا بصفتها أثراً من آثار كارثة إنسانية لا علاقة لضحية الضحية فيها. في نهاية المطاف، ينزاح قناع البطل بفعل سماء حيفاوية، لتطل من خلالها مريم المجدلية التي طفق البطل يبحث عنها؛ ليحرّرها من براثن دان براون في روايته شيفرة دافنشي. تحفر رواية باسم خندقجي في أعماق الأرض؛ لتستنطق طبقاتها مفصحة عن سرديتها بلغة عربية صافية تجافي التكلّف وترفض الإغراق في اجترار الوجع”.
الروائي والشاعر المغربي ياسين عدنان علق على هذا الفوز بالقول:” في الأدب شيءٌ ساحرٌ يجعله قادرًا على تجاوز أقسى الحُدود والتمرّد على أعتى القُيود. وها نحن نرى دليلًا إضافيًّا على ذلك الليلة. روايةٌ حرّرتها أجنحة الأدب الجبّارة من قبضة السجّان، لتحلّق بكبرياءٍ خارج أسوار سجون الاحتلال. يا لَجبروت الأدب. ثم إنّ الأمر لا يتعلّق بمحض رواية: بحبكة وشخصيّات وفضاء تخييلي. وإنّما بالسّرديّة الفلسطينيّة التي تحتاج إلى أن نَسْمَعها ونُسْمِعها هذا العالَمَ الأصَمّ. لذلك أنا سعيدٌ بفوز رواية “قِناع بلَون السَّماء “للأديب باسم خندقجي؛ الأسير الفلسطينيّ في سجون الاحتلال الإسرائيليّ. مبروك لباسم. مبروك لفلسطين. ومبروك لكلّ قرّاء الرّواية وأنصار الحرّيّة. .
وخندقجي روائي فلسطيني وُلد في مدينة نابلس عام 1983. درس الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وكتب القصص القصيرة حتى اعتقاله عام 2004 حين كان يبلغ من العمر 21 عامًا.
وأكمل خندقجي تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب لجامعة القدس.
كتب خندقجي منذ أسره عام 2004، مجموعات شعرية، من بينها طقوس المرة الأولى (2010) وأنفاس قصيدة ليلية (2013)، وثلاث روايات: نرجس العزلة (2017)، وخسوف بدر الدين (2019)، وأنفاس امرأة مخذولة (2020).
ومن بين أبرز الفائزين بالجائزة التي انطلقت لأول مرة في أبريل 2007: الأردني جلال برجس، واللبنانية هدى بركات، الروائي المغربي محمد الاشعري، والأردني إبراهيم نصر الله، والعراقي أحمد سعداوي، و المصري بهاء طاهر، والكويتي سعود السنعوسي، والتونسي شكري المبخوت، والفلسطيني ربعي المدهون، واللبناني ربيع جابر، السعودي محمد حسن علوان.


بتاريخ : 30/04/2024