«المقر الجديد لبائع الطيور» : عنوان الشاعر والناقد عمر العسري حاليا

صدرت حديثا عن دار «أكورا AGORA» للنشر والتوزيع المغربية، الطبعة الأولى ( 2021 )من ديوان «المقر الجديد لبائع الطيور « للشاعر والناقد المغربي عمر العسري، وهو العمل الشعري الرابع .
يقع ديوان «المقر الجديد لبائع الطيور» في مائة وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط، إذ يُستهل بيافطة شعرية تضم ثلاثة مقتبسات، وبعدها مباشرة تأتي عشر قصائد، وهي عبارة عن خطاب تتقاطع فيه الحياة المعاصرة الجديدة بالتخييل وهندسة القصيدة على نحو يحاكي معمار المدينة ومصائر الناس المنفتحة على المجهول واللامرئي.
جاء القسم الأخير من الديوان، عبارة عن منفذ شعري للإغاثة، ومنه تتوج الرحلة الكتابية والقرائية بقصيدة تختلف في تشكلها وبنائها لتضعنا أمام عتبة شعرية ختامية مريحة في التلقي والتأويل.
إحدى عشرة قصيدة ترتق العلاقة بين الأنا ووجودها، تلتقط كل شيء لتعيد صياغته وفق منطق جديد داخل فضاء شعري له مدخل ومنفذ مجازيان لهذا المقر الجديد.
على ظهر الغلاف، نقرأ ثلاث شهادات لشعراء عرب، وهم : جمال القصاص من مصر، وموسى حوامدة من فلسطين، ومحمود خير الله من مصر. تفاعلوا مع هذه التجربة، كل من رؤيته وزاوية نظره. غير أنهم التفوا حول جوهر العلاقة التي تخلقها قصائد «المقر الجديد لبائع الطيور» سواء على مستوى التحليق الخفيض الذي تنحوه القصائد، أو من خلال شكل العلاقة مع الأشياء والعناصر.
هكذا كتب الشاعر والناقد المصري جمال القصاص:
ينفتح ديوان «المقرّ الجديد لبائع الطيور» على الأشياء في وجودها الظاهر والمخبوء، وتبدو الذات الشاعرة شغوفة بالتقاط المنسيّ، الهارب في نثار الذكريات والملامح العابرة المباغتة، بينما يكسر اللّعب نمطية السؤال، ورتابة الكينونة المستقرة بأنساقها وعلائقها التعبيرية المباشرة التقليديّة.. لابأس، إذن، أن تنحرف الأشياء عن وظائفها ودوالها التقليدية، فهنا تكمن حيوية الذات الشاعرة، ويصبح النبش في شقوق اللغة والعلامات والرموز بمثابة هوية جديدة، تتماهى فيها رمزية «بائع الطيور»، مع الأنا في نشدناه الدائم للحرية واللعب».
أما الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة فكتب عن الديوان:
«أعرف قصائد عمر العسري السابقة، وفي هذه المجموعة، التي يحيل فيها السماوي شعرًا، ثمّ يهبط بالقارئ نازلًا سلم الشعر ليمنحه تأويلا مختلفا وكأنّه يحمل كاميرا سماويّة تتدرج وتهبط، وتلتقط ما لا يلتقطه الأرضيون من الشعراء، لقد بلغت الصورة لديه شفافية قادرة على تصوير مشاعر الكائنات التي تدب على الأرض والتي يحياها في قصائده إلى بشر آدميين يتنفسون ويتحركون بوحي منه» .فيما كتب الشاعر المصري محمود خير الله:
«عمر العسري شاعرٌ يحفر نصَّه من مادتيْن: القَسوة والألم، نصوصه كثيفةٌ وهشّة، إلى حدِ الرهافة أحياناً رغم أنّه يقلب طاولة العلاقة بين الذات والعالم، أثناء الرحلة لرصد مسافاتٍ غائبة أو لتغطية مساحاتٍ انقرضت من العالم، وبات على الشعرِ أن يملأها كحيلةٍ تعويضيّة عن القبح، القصيدة تفعل فينا تماما ما تفعله الحياة، تعرينا وتنبش في ماضينا، كأنها لحظات خطرة في أقل عدد ممكن من الكلمات».


بتاريخ : 05/11/2021