«الملتقى الوطني للنقد الأدبي» بخنيفرة يدعو لتنظيم دورة خاصة بالثقافة الأمازيغية

احتفى بالشاعر صلاح بوسريف وكرم الإعلامي أحمد بيضي

 

اختتمت فعاليات الدورة الثانية لـ «الملتقى الوطني للنقد الأدبي» (دورة الشاعر صلاح بوسريف)، المنعقدة، بخنيفرة، أيام الجمعة، السبت والأحد 24 و25 و26 فبراير 2023، بجلسة ختامية طرح فيها المشاركون ملاحظاتهم وتوجيهاتهم لتجاوز الاختلالات، وبناء تصوّر مشترك وناضج للدورات المقبلة، ليخلص النقاش إلى مجموعة من التوصيات تم التأكيد فيها على ضرورة «اعتماد لجن القراءة الأولية للنصوص الإبداعية المشاركة، واللجن العلمية وتحديد شروط المشاركة في الجلسات النقدية».
وفي ذات السياق، شدد المشاركون في أشغال الملتقى، المنظم من طرف «مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام»، على ضرورة «التفكير في تنظيم ملتقى خاص بالثقافة الأمازيغية والقضايا الإبداعية والنقدية المرتبطة بها»، و»تخصيص مباحث محدّدة في الندوات من أجل تغطية مجالات محور الدورة»، مع الدعوة ل «تنظيم مسابقة سنوية للنقاد الشباب»، والعمل على «توثيق أشغال الملتقى في إصدارات ورقية، واستمرار التوثيق الرقمي على طول السنة في الصفحة الرسمية لمركز روافد».
الملتقى، شهد مشاركة عدد لافت ومتميز من النقاد والمبدعين والشعراء، قد افتتحت بأجواء ثقافية وازنة من تنشيط الشاعرة ذة. نعيمة قصباوي، وبكلمة للناقد ذ. حميد ركاطة باسم المركز المضيف، «مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام «.
اليوم الثاني من «الملتقى الوطني الثاني للنقد الأدبي»، كان الجميع على موعد مع الجلسة النقدية الأولى حول «تمثلات الآخر في التجربة الشعرية للمبدع الشاعر صلاح بوسريف»، والتي جرت بتسيير من الكاتب والناقد ذ. عبدالمالك أشهبون، ومشاركة الأستاذين: عبدالله شريق بمداخلة في موضوع: «الوجود والعدم، الموت والخلود في تجربة صلاح بوسريف الشعرية»، ورشيد طالبي بمداخلة حول «الذات الشاعرة والهوية المتشظية في شعرية الشاعر صلاح بوسريف: ديوان كتاب الليل والنهار أنموذجا».
ولامست مداخلتا ذ. عبدالله رشيق وذ. رشيد الطالبي جوانب مختلفة من تجربة صلاح بوسريف في الكتابة الشعرية و»تنوع المتخيلات والأشكال والأبعاد بالرؤية الحداثية، وتمثلات الآخر الميتافيزيقي الغائب واللامرئي المرتبط بتمثلات الوجود والعدم والموت والخلود «.كما قدم الفنان التشكيلي ذ. شفيق الزكاري شهادة في حق صديقه الشاعر صلاح بوسريف، والذي وصفه ب «المنتصر للجبل»، و»المشاكس المدافع عن الشعر والشعراء»، قبل عرضه لجوانب خفية من سيرة هذا الشاعر المحتفى به، الشخصية منها والفكرية والجمعوية، ولتجربته الشعرية.
وبعده حرص الشاعر صلاح بوسريف على التقدم بكلمة انطلق فيها من دعوة المبدعين إلى التسلح بما هو إنساني، معتبرا الكتابة «صيرورة وجزءا من جروحنا الشخصية»، فيما أكد «أن نفسه الذاتية لا تعنيه بقدر ما سيتركه من نصوص للأجيال القادمة.
الجلسة النقدية الثانية تناولت موضوع: «الشعر المغربي المعاصر والهوية المنفتحة»، سيرها الفاعل الثقافي والناقد ذ. محمد العمراني، وتمت بمشاركة عدد من النقاد، الأساتذة: محمد عياش بورقة حول «جدلية الشعر والهوية: مسارات متحولة وتجليات نصية»، مصطفى داد في موضوع: «هوية الشعر وأشرعة الكتابة المبحرة نحو المستقبل»، ثم أيوب كريم بمداخلة حول «براديغمات الشعر المغربي وسؤال الهوية من العرفانية إلى الحساسية الجديدة».
وكما كان مقررا، فقد تميزت فعاليات «الملتقى الوطني الثاني للنقد الأدبي»، بحفل تكريم الإعلامي والحقوقي ذ. أحمد بيضي، الذي قدمت في حقه شهادة لكل من الناقد ذ. حسام الدين نوالي الذي استعرض بالتفصيل سيرة المحتفى به الإعلامية والحقوقية والنضالية، والحب الكبير الذي يكنه له الجميع، إلى جانب شهادة الشاعرة ذة. مالكة حبرشيد التي استعرضت فيها شخصية أحمد بيضي الذي «لم يبتعد عن مدينته، ولم يتنكر لها يوما رغم ضغوطات الحياة ومغرياتها، والذي تتوحد عند ذكره كل الشهادات والمواقف والآراء». كما رأت فيه الإنسان الذي «لا يختلف بشأنه اثنان في غيرته ووطنيته، وانتصاره للعدل والحق حيثما كان، فوق المنابر، وعلى صفحات الجرائد، حتى صار بيته مفتوحا لكل الناس ومحجا للمثقفين والسياسيين والمبدعين والفنانين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم»، باعتباره «كمواطن غيور على بلده ومدينته ووطنه .. كقيدوم الإعلاميين بالمدينة، حريص على الصدق في الخبر والصورة، وكمثقف مؤرق بهموم وقضايا المجتمع، وكحقوقي يرى أن قوة المجتمع المدني هي العمود الفقري لكل ضغط على سلطة الاستبداد».
ومن جهته، تقدم المحتفى به، أحمد بيضي، بكلمة شكر فيها عموم المحاضرين والمهنئين، وكل الذين قالوا في حقه أجمل الكلمات الدافئة التي «لن تزيده إلا انفتاحا على باقي الأمكنة المعتمة والاحتمالات الممكنة، بل ومسؤولية مضاعفة على مواصلة الطريق في عباءة سيزيف»، معتبرا تكريمه «تكريما لمدينته ولوطنه ومكوناته المجتمعية، كما هو لحظة نبل وقيمة إنسانية رفيعة، ليس بالضرورة اختصارها في شهادة وحفل عابر وهدية رمزية، بل هي من أجل الإنصاف والاعتراف والعرفان في مواجهة الجحود المقيد بالفوضى العارمة التي تتشابه فيها القيم»
وبمناسبة فعاليات الملتقى، حرص أحمد بيضي على «مناشدة المثقفين والشعراء الاستمرار، بالحرف والكلمة، في الحيلولة دون موت الحلم، وفي رفع النقاب عن الجمال المخبوء خلف ليل العالم الحالك، عبر مساعدة الأصوات الحرة على تكريس قيم حقوق الإنسان والعدالة والمساواة والحرية والتضامن والكرامة الاجتماعية وحرية الرأي والتعبير، وعلى بناء قيم المواطنة والتسامح والاختلاف والحقوق اللغوية والمكونات الثقافية ببلادنا، مقابل مناهضة مظاهر الحيف والتمييز والفساد والتطرف والكراهية والشر والعنف.»..
الملتقى عرف قراءات شعرية وشاركت فيها باقة من الشواعر والشعراء، فتح الله بوعزة، مالكة حبرشيد، فدوى الزياني، نعيمة قصباوي، مريم بوسفيان، عبدالرحيم سليلي، خديجة بوعلي، موسى أشهبون، لطيفة الصافي، علي وهبي، سعيد الإسماعيلي، وإلى جانب الشاعر قاسم لوباي الذي شارك بلغة موليير، شارك الشاعر محمد الغازولي باللغة الأمازيغية، فتيحة واضح، مليكة معطاوي، نبيلة حماني، فاطمة بوهراكة، رشيدة الشانك، عبدالرحمان الوادي، ، إيمان الونطدي، ثم الزجال الكبير احميدة بلبالي، ليسدل الستار على فعاليات الملتقى في صباح اليوم الثالث بجلسة خاصة لتقييم الملتقى، وتلاوة البيان الختامي والتوصيات.


الكاتب : خنيفرة: مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 07/03/2023