الممثلة نادية نيازي رئيسة للجنة تحكيم بمهرجان سينمائي شبابي

تم اختيار الممثلة القديرة نادية نيازي لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان السينما والبيئة، المزمع تنظيم دورته الرابعة بسيدي وساي- ماسة من 26 إلى 29 أكتوبر 2022 من طرف جمعية «أسنفلول»، بدعم من المركز السينمائي المغربي، وبشراكة وتعاون مع جماعة سيدي وساي والمجلس الإقليمي اشتوكة أيت باها والمجلس الإقليمي للسياحة وشركاء آخرين.
ومعلوم أن هذه الفنانة الرقيقة ظلت، رغم علو كعبها في التشخيص السينمائي والتلفزيوني، بعيدة عن الأضواء، مفضلة إشباع رغبتها في تقمص الأدوار المختلفة في الظل ومتجنبة بتعفف المتواضعين الكبار مظاهر البهرجة الزائفة التي عادة ما ترافق أشباه الممثلات والممثلين .
وكلما شاهدتها في فيلم سينمائي أو عمل تلفزيوني جديد إلا وزاد إيماني بكونها ممثلة موهوبة وأصيلة لم تعطاها بعد الفرص الكافية لإظهار قدراتها التشخيصية الدفينة والهائلة.
كانت نادية نيازي جد مقنعة في أدائها لدور الأم في فيلمي «مرجانة» (2021) لجمال السويسي و»الأوراق الميتة» (2014) ليونس ركاب ، كما كانت تلقائية في ظهورها في أفلام «بلا موطن» (2018) لنرجس النجار و»فيراي» (2018) لكريمة كنوني و»عبد الشر» (2016) لمحسن نظيفي و»المسيرة» (2015) ليوسف بريطل و»أمك» (2015) للفرنسية تورية بنزاري و»هم الكلاب» (2013) و»النهاية» (2011) لهشام العسري.
وفي أفلامها السينمائية الأخرى ك «الملجأ» لإبراهيم الإدريسي و»براق» لمحمد مفتكر و»صورة مجسمة للملك»، من إخراج الألماني توم تيكفر وبطولة الأمريكي طوم هانكس، و»عاشقة من الريف» لنرجس النجار، الذي فازت عن دورها فيه بجائزة أفضل ثاني دور نسائي بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في نسخته 13،  و»سنوات المنفى» و»ثابت أو غير ثابت» و»شوف الملك في القمر»  لنبيل لحلو و»ملائكة الشيطان» لأحمد بولان و»خونة» لشون غوليت و»ملكة الصحراء»  للمخرج الألماني ورنر هرزوغ  و»محطة الملائكة» لمحمد مفتكر وهشام العسري ونرجس النجار وغيرها، كان حضورها قويا أمام الكاميرا، بغض النظر عن طول أو قصر مدة هذا الحضور في زمن الفيلم. إن هذا الحضور القوي يتجلى في قدرتها على التأثير في المتلقي بنظراتها وقسمات وجهها وحركاتها وكلامها وصمتها، وإقناعه بأدائها الجيد للشخصية التي تتقمصها في الفيلم .
نادية نيازي من فصيلة الممثلات القديرات والمبهرات بأدائهن العفوي كعائشة ماهماه وراوية (فاطمة هراندي) وغيرهما، ويظهر من مكونات فيلموغرافيتها السينمائية أنها تنتقي أدوارها بعناية وذلك لأن جل المخرجين الذين اشتغلت معهم لحد الآن لهم مكانتهم المحترمة في حظيرة الإبداع السينمائي المغربي والعالمي. وهذا ليس غريبا على ممثلة راكمت تجربة فنية معتبرة منذ انطلاق مسيرتها كممثلة سنة  1980، وهي طالبة في شعبة الأدب الأنجليزي،  ضمن تجارب المسرح الجامعي في بداياته. ولعل حنينها إلى المسرح هو الذي يجعلها تشارك من حين لآخر في بعض المسرحيات من قبيل «أوفيليا لم تمت» (2015) للمبدع نبيل لحلو، التي وضع لها الموسيقى زوجها المبدع يونس ميكري، وشاركتها في بطولتها الممثلة القديرة صوفيا هادي.
لم يقتصر حضور هذه الممثلة الموهوبة على السينما والمسرح فقط بل انفتحت على التلفزيون المغربي والأجنبي من خلال مشاركتها في مجموعة من الأعمال نذكر منها:  مسلسلات وسلسلات «جروح» (2022) لأحمد أكساس و»حديدان وبنت الحراز»(2021) لمحمد نصرات و»سلمات أبو البنات» (ج2 وج3- 2021) لهشام الجباري و»صدى الجدران» لسعيد آزر و»شيب وشباب» لعادل الفاضلي و»أحلام نسيم» لعلي الطاهري و»نشركوا الطعام» لنرجس النجار و»كابول كيتشن»  للثلاثي جان باتريك بينس وألان مودي وفردريك بيرت … وسيتكومات «كول سانتر»  لنرجس النجار وهشام العسري و»ياك حنا جيران» لإدريس الروخ … وفيلم «البركة فراسك» (2019) لعادل الفاضلي…
إن اختيارها لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان السينما والبيئة، وإلى جانبها الباحث والناقد السينمائي المتألق الدكتور محمد اشويكة والمخرج السينمائي الأمازيغي المتمكن أحمد بايدو، هو اختيار أكثر من موفق من طرف شباب يتوقون إلى تطوير أدائهم الجمعوي المرتبط بتيمة «السينما والبيئة». فتحية صادقة لهم ولها ولكل من يدعم الثقافة السينمائية بسيدي وساي- ماسة وإقليم اشتوكة أيت باها.


الكاتب : أ. سيجلماسي

  

بتاريخ : 28/10/2022