المنتخب الوطني يحرج أبطال العالم ويخرج من السباق برأس عالية

تنتظره غدا فرصة من أجل مرتبة الشرف

 

لا يمكن أن نكون جاحدين ونحمل لاعبي المنتخب الوطني ووليد الركراكي أكثر من طاقتهم، عقب الخروج من نصف نهائي مونديال قطر 2022 على يد المنتخب الفرنسي، حامل لقب النسخة الماضية.
لقد اجتمعت مجموعة من العوامل وأدت إلى انتهاء هذه المغامرة الجميلة، وأيقظتنا من ذلك الحلم الرائع الذي عشناه على مدى أيام المونديال، بعدما نجح الفريق الوطني في صنع ملاحم كروية، وتحقيق إنجاز غير مسبوق إفريقيا وعربيا.
نعم أدى اللاعبون بشكل أكثر من رائع، خلال المباريات الست التي خاضوها حتى الآن، في انتظار اللقاء السابق يوم غد السبت أمام كرواتيا من أجل الرتبة الثالثة، واستبسلوا في كل المباريات، بما فيها نصف النهائي، حيث سيطروا على اللعب وتحكموا في مجريات المباراة، لكنهم افتقدوا للفعالية في الأمتار الأخيرة، وحرم الفريق الوطني من فرصة العودة في النتيجة، بعد الهدف المبكر الذي أحرزه الفرنسيون على يد ثيو هرنانديز في الدقيقة الخامسة، عقب خطأ دفاعي مكلف.
ومن خلال التشكيلة التي دخل بها وليد الركراكي مباراته أمام فرنسا، بدا أنه غير متيقن من جاهزية العميد غانم سايس، فأدخل إلى جانبه الثنائي أشرف داري وجواد الياميق، كي لا يبذل جهدا كبيرا، ويسهل على هذا الثلاثي الحد من خطورة الجناحين مبابي وديمبيلي، لكن ما تخوف منه حدث، واستقبلت شباك الحارس بونو هدفا مبكرا بعثر كل الأوراق التقنية والتكتيكية للناخب الوطني، الذي سيجد نفسه في موقف حرج للغاية، بعدما اضطُر إلى تغيير العميد سايس في الدقيقة 21 بسليم أملاح، الذي خاض اللقاء بضماد على الركبة، لأنه يعاني بدوره من إصابة.
هذا التغيير الاضطراري أعاد بعض الهدوء إلى المنتخب الوطني، الذي فرض ضغطا على المنتخب الفرنسي، عبر انسلالات سفيان بوفال، بمساندة من حكيمي، وزياش.
وفي الدقيقة 27 وعلى إثر كرة متبادلة بين زياش وبوفال داخل معترك العمليات، سيتعرض لاعب أنجي الفرنسي لعرقلة أمام أنظار الحكم المكسيكي سيزار راموس، الذي شاهد شيئا آخر بدل الخطأ على بوفال، ووجه له بطاقة صفراء، بداخل التحايل.
ورغم التخلف في النتيجة إلا أن العناصر الوطنية قدمت مردودا كبيرا، ولاسيما لاعبي وسط الميدان، بقيادة الدينامو سفيان أمرابط، الذي أفشل الكثير من المحاولات الفرنسية في المهد، وعز الدين أوناحي، الذي لعب بارتياح وقدم أداء رفيعا، نقل به في كثير من الأحيان الخطورة إلى معترك الخصم، ولاسيما في الدقيقة العاشرة عندما أرسل كرة من 25 مترا سيطر عليها الحارس الفرنسي لوريس.
وتقمص جواد الياميق ثوب المهاجم، وأرسل في الدقيقة 44 كرة أكروباتية، لكن القائم الأيمن للحارس الفرنسي رفض هدفا جميلا.
وبعد العودة من مستودع الملابس، وجد الركراكي نفسه مضطرا إلى التدخل لإجراء تبديل اضطراري هو الثالث في هذه المباراة، حيث ترك المزراوي مكانه لعطية لله، بعدما أسقط قبل صافرة البداية نايف أكرد (المصاب) من اللائحة الرسمية، وأدخل بدلا منه أشرف داري.
وشكلت الجهة اليسرى مصدر خطورة مغربية كبيرة، تحت مساندة كبيرة وهائلة من المدرجات، حيث كانت الجماهير المغربية في الموعد كالعادة، ما جل المنتخب الفرنسي ينكمش إلى الوراء، تاركا السيطرة التامة للاعبين المغاربة، مع انتظار «الغفلة» لضرب الفريق الوطني بهجمة مرتدة، وهو ما كان في الدقيقة 79 بواسطة كولو مواني، بعد 44 ثانية من دخوله بديلا لديمبيلي.
وأضاع حمد لله وأبو خلال وأوناحي العديد من الفرص السهلة، خاصة بعد انسلال الزلزولي، بديل أملاح (د78)، بعدما استعصى عليه إكمال المباراة. ومرر لاعب أوساسونا كرة جميلة إلى المربع الصغير للمنتخب الفرنسي، لكنها لم تجد من يتعامل معها بالفعالية اللازمة.
نعم خرجنا من نصف النهائي، لكننا كتبنا تاريخا جديدا في عالم كرة القدم، وحظي الفريق الوطني بإشادة واسعة، وشكل صوتا لكل العرب والأفارقة وكل الشعوب المقهورة، فحق له أن يكون فاكهة مونديال قطر.
ويبقى الأمل يوم السبت في مباراة الترتيب، حيث سيكون الأسود على موعد من فرصة كبيرة لإنهاء هذه المشاركة الرائعة، بإنجاز يضعه كثالث أحسن منتخبات العالم.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 16/12/2022