المهرجان الدولي للسينما المستقلة يطفئ شمعته الثالثة بين أحضان المعاريف بالدارالبيضاء

 

يستمر المهرجان الدولي للسينما المستقلة في مساره بخطى تابثة و مطمئنة، حيث شهد المركب الثقافي محمد زفزاف بالدارالبيضاء، ليلة الجمعة 19 أبريل الماضي، افتتاح فعاليات دورته الثالثة، بحضور ثلة من السيفيليين والمهنيين و الفنانين والنقاد، اجتمعوا في أجواء أشبه بعرس فني ثقافي، “همهم الوحيد الالتزام بالحفاظ على الفن السابع ورقيه، داخل قاعات تلم حولها ولائم من الأفلام المتنوعة من مختلف البلدان بغية الرقى بالذوق السينمائي”، حسب ما دار بين ردهات المكان.
فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدار البيضاء
FICIC
تنظم، هاته السنة، طيلة سبعة أيام، من 19 أبريل إلى 25 منه، بمساهمة من مجموعة من الشركاء من بينهم المركز السينمائي المغربي، وأمريكن أرت سنتر، والمركب الثقافي الفرنسي..
وتم تقديم المهرجان بكونه يعرض سينما لا حدود لها “بلا حدود”، سينما مستقلة، لها حرية التحرك والتفكير، تؤمن بثقافة الاختلاف، والإبداع المطلق، وانطلاقا من ذلك فبرنامج دورته هاته السنة، يضم إبداعات مخرجين شباب، وأيضا مخرجين كبار.
وفي هذا الإطار اختارت إدارة المهرجان تكريم مخرجين متميزين، هما المخرج العالمي ليوص كراص، والمخرج المغربي سعد الشرايبي
استهل رئيس المهرجان، حمادي كروم، مداخلته، بالحديث عن المكان الذي يحتضن التظاهرة، حي المعاريف بشكل عام، وكذا المبنى الذي كان سابقا كنيسة وتحول إلى مركب ثقافي تمت تسميته في السنوات الأخيرة ب “محمد زفزاف
و اعتبر بأن حي المعاريف هو قلب الدار البيضاء النابض ، و استذكر أن المعاريف كان نموذجا لكل المغاربة، و أن العديد من السياسيين قد تمكنوا من جعله كذلك، المغرب المتحضر المغرب المدني ، وأضاف مستدلا بمثال مغربي شعبي:
منين يجيك الضيم وما تلقا ما دير، أجي للمعاريف
والغريب، يضيف كروم، بأن بالمعاريف، كان يتواجد ما يقارب 5 أو 6 قاعات سينمائية، أي كان لكل شعب سينماه.
من جهته، صرح رئيس مقاطعة المعاريف، في مداخلته، بأن هاته الأخيرة محظوظة، لكونها تستقبل فعاليات هذا المهرجان، واستعرض مجموعة من الأنشطة والفنانين والمشاهير المثقفين الذين أتوا إلى المركب الثقافي محمد زفزاف. كما و عد الحضور، بأن يعيد مكتب الجماعة الإشعاع الذي عرفته هاته الساحة، وذلك من خلال إنشاء ساحة جديدة، سيتم استغلالها لتشجيع الثقافات
منظموا المهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدارالبيضاء، الذي احتضنته ثلاثة أماكن بالمدينة الاقتصادية: المركب الثقافي محمد زفزاف بالمعاريف والمركز الثقافي الأمريكي و المعهد الفرنسي بالدار البيضاء، وعدوا، هم أيضا، المهتمين والسينيفيليين، ببرنامج متميز خلال فعاليات الدورة الثالثة، يضم أفلام من مختلف البلدان، من بينها فرنسا وبلجيكا والبوسنة والهرسك وكرواتيا وصربيا وايران وألمانيا وجورجيا والنرويج وانجلترا وروسيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر وايطاليا والمغرب ، عروض لأفلام قصيرة وطويلة مساهمة في مسابقات المهرجان. وبالموازاة مع العروض السينمائية، تمت برمجة دروس ماستر كلاص ودرس في السينما، وندوة حول السينما المستقلة لفائدة المخرجين الشباب، علاوة على معرض للصور وفيلم موجه للأطفال.
وتعرف الحضور على أعضاء لجنتي التحكيم، وهي كالتالي:
لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، و تتكون من الرئيس: الهنغاري جورجيو باولوس ، والمخرجة المغربية غيثة القصار و المنتج والمخرج الفرنسي فليب إيلوس
ولجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي يترأسها المخرج المغربي نور الدين الخماري، (الذي للإشارة تعذر حضوره الافتتاح، بسبب وفاة والده)، والتي تضم أيضا:
الفنانة التشكيلية المغربية شمس الصهباني، والمخرج الياباني يامادو إيساو،ثم المخرج الفرنسي لوغون كونش
وخلال حوار منبرنا مع رئيس المهرجان، حمادي كروم، أجاب ها الأخير عن سؤال حول التميز الذي يسعى لتحقيقه المنظمون خلال هاته السنة، مؤكدا، بأن مجرد تنظيم مهرجان في مدينة كالدار البيضاء، يعد تحديا، لأنه قد يحضر عدد كبير من الجماهير كما قد لا يحضر أحدا، ولذلك، يضيف كروم، بأنه انطلاقا من ملاحظاته خلال مدة إقامته بالدارالبيضاء ومعرفته للمتطلبات، أصبح يعرف دقات قلب المدينة. وبالتالي فمجرد أن تتمكن من إحضار جمهور من مختلف الفئات العمرية والأجناس، ستستطيع، حسب قوله، من جلب الباقي من الجماهير. وبالنسبة لعشاق هذا النوع من السينما، متواجد، خصوصا عندما يقفون على كون إدارة المهرجان، تسعى لحضور مهرجانات كثيرة في مختلف البلدان وتنتقي لهم أفلاما لم تبث في أي مكان، فهذا في حد ذاته هو التميز.
و استغل منبرنا تواجد محمد كافي بين الحضور، وهو للإشارة ممثل مغربي عايش وعمل مع عدة ممثلين ومخرجين، بدأ مساره الفني منذ سنة 1969 بالمعهد البلدي بالدار البيضاء، إذ التحق بفرقة المسرحي الراحل محمد الصديقي واشتغل بها مدة خمس سنوات، قبل أن يلج مرحلة الاحتراف، التي تميزت بأعمال بالتلفزة المغربية وكذا عدة أفلام مغربية، وذلك لأخذ بعض من ابتساماته حول تنظيم المهرجان، فأجاب بأنه، كمتتبع للمشهد السينمائي بالمغرب وللمشهد الفني ككل، لا يمكن إلا أن يكون سعيدا لحضوره المهرجان الذي يقوم على تنظيمه أشخاص مهنيين ومتمكنين وسينيفيليين ، حسب قوله، وبالتالي، فهو يعتبر نفسه محظوظا و المستفيد الأكبر من تنظيم هذا المهرجان ، لأنه يمكنه من لقاء اشخاص يعرفون المعنى الحقيقي للسينما


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 26/04/2024