امحمد مالكي: لا تأقلم بدون بناء المعرفة وضبط العلاقة بين الدين والسياسة

في توصيفه لمظاهر أزمة الفراغ الاستراتيجي في العالم العربي، وعوائق التأقلم وشروط الفاعلية التي تمكنه من بناء شراكة قوية تعي التحولات العالمية اليوم وتستجيب لمتطلباتها، ربط الباحث المغربي امحمد مالكي، الأستاذ بكلية الحقوق بمدينتي مراكش ومسقط العمانية، مفهومي»التأقلم» و»الفاعلية» بمفهوم لا يقل أهمية والمرتبط بـ «الكفاءة» ليكون تشخيص الواقع العربي مؤسسا على رؤية واقعية تستشرف من ثمة الحلول.
ويرى مالكي أن التأقلم يتحدد في فهم التحولات فهما عقلانيا، يتأسس على ترجيح مصالح العرب والتفاعل مع العالم بهدف بناء شراكات قوية عن طريق البحث عن مشترك في عالم يتغير بسرعة، وعبر اجتراح منظور جديد لهذا العالم، ونمط تفكير جديد حفاظا على المصالح الإقليمية أو الوطنية.
ورسم امحمد مالكي خارطة طريق للخروج من الإشكالات الراهنة التي تطرحها التحولات العالمية على العرب، والتي يجب التفكير فيها جماعيا، ومجملها:
بناء معرفة حقيقية بنموذج تعليمي ناجح باعتباره مفتاح المستقبل، ثم الاتفاق على تدبير شؤوننا العامة بفلسفة جديدة للشأن العام مؤسسة على الممارسة الديمقراطية، داعيا الى حل إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة بحيث لا يستثمر أحدهما الآخر، وربما هذا مكمن الخلل في كل البلدان العربية، ليخلص الى ضرورة ترسيخ ثقافة الاختلاف والتسامح، وتوطين ثقافة المشاركة الديمقراطية التي تربط في أدائها الفاعلية بالكفاءة ، هذه الكفاءة التي تتوفر اليوم بين صفوف الشباب والمرأة.
إن العمل بهذه الآليات الجديدة، يمكن، حسب المتحدث، أن يغير تموقع العرب في سيرورة التحولات العالمية ، ويضمن لهم موقع قدم داخل خريطة آخذة في التشكل تقطع مع الأحادية القطبية والهيمنة الغربية.


بتاريخ : 21/10/2023