امرأة في مواجهة الموت 26: التشريح يكشف وفاة شخص كان يعاني من مرض القلب وليس الاعتداء الجنسي

اختارت أن تعيش بين الثلاجات وطاولات التشريح، أن ترافق الأموات طيلة 15 سنة تقريبا وهي تستنطق الجثت بحثا عن عدالة فوق الأرض قبل تحتها، مشاريط متنوعة ومناظير مختلفة وحقائب وقناني بيولوجية بمشرطها تُعلي الحقيقة، كما ان تقاريرها لا يدخلها باطل فهي مهيأة لتنصف المظلوم، مشاهد الموت اليومية لم تضعف قلبها أمام موت متكرر ليل نهار وعلى مدار السنة. فقد اعتادت العيش وسط أجساد متحللة وأشلاء بشرية واجساد متفحمة واخرى فقدت ملامحها. من أجل أن تعلن عن الحقيقة كاملة انها الدكتورة ربيعة ابو المعز خلال هذا الشهر الفضيل سيبحر معنا القارئ لتفكيك جزء من مرويات الدكتورة ربيعة ابو المعز إخصائية الطب الشرعي بمستشفى محمد الخامس.

 

تستحضر الدكتورة ابو المعز العديد من الذكريات والاحداث التي شهدتها مصلحة الطب الشرعي سواء عندما كانت مسؤولة عنها في اكادير أو في الجديدة حيث تشتغل الآن، وكما أن الأموات جزء من هذه المرويات فلها ايضا جزء مع الأحياء، ويتعلق الأمر بالخبرات الطبية التي تحال عليها من اجل تحديد الضرر الذي أصاب بعض ضحايا الاعتداءات الجنسية والجسدية، ومن بين ما تتذكر قاصر من ذوي الاحتياجات الخاصة مصاب بمتلازمة المثلث الصبغي كان ضحية لاعتداء جنسي من طرف أربعة من شباب الحي ، كان لا يعرف إلا اسمائهم الشخصية يذكرهم باستمرار سواء أمام ابو المعز أو المحققين المكلفين بملف التحقيق.
عندما اعتقلت مصالح الأمن الوطني الشبان الأربعة، وتعرف عليهم الضحية ازدادت معاناته مع المرض، حيث كانت ابو المعز تتابع حالته الصحية والنفسية بناء على تطورها، وفي الوقت الذي كان فيه الشبان الأربعة يخضعون للتحقيق والمحاكمة، أسلم الضحية الروح لبارئها.
مما دفع بالمصالح القضائية إلى إحالة جثته على التشريح ، كانت ابو المعز تعلم جيدا أن الضحية يتوفر على ملف طبي يتعلق بإصابته بمرض مزمن في القلب ويتابع علاجه لدى اخصائيين ، إلا أنها كانت مكبرة على إخضاعه التشريح طبي من اجل معرفة أسباب الوفاة.
اخضعت الجثة للتشريح وبعد الاطلاع على نتائج التحليلات تبين أن الضحية توفي جراء معاناته مع مرض القلب ، وليس بمخالفات الاعتداء الجنسي الذي تعرض له.
وهنأ تستحضر الدكتورة ربيعة انه بإمكان الضحية الذي يتعرض لاعتداء جنسي او جسدي المطلوب فيه إجراء تشريح طبي أو فحص ربط وفاته بالمرض الذي كان يحمله ، إلا أن مريض بالقلب مثلا تعرض للجهاد كبير اثناء عراكه مع شخص آخر أن يتوفى اثناء العراك، وهو لا يحمل أي اثر بارز للعنف أو الضرب أو أية اثر أخرى.
وهنا يتم الربط بين الوفاة ولحظة الاعتداء التي سرعت بالوفاة، حيث يستحضر الطب الشرعي حسب ابو المعز الملفات المرضية المطلوب فيه التشريح أن كان يعاني من مرض ما قبل وفاته أو ملف طبي من اجل استنطاقه.
ومهما استحضرنا ابو المعز، والحكايات كثيرة إلا أن الطب الشرعي يتطلب الكثير من الدقة الاستنطاق من اجل الوصول إلى النتائج


الكاتب :   مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 02/05/2022