انحباس التساقطات تسبب في تراجع حقينة سدود المملكة بملياري متر مكعب

«المسيرة» ثاني أكبر سد في المغرب لم يعد يخزن سوى 6.8 % من طاقته الاستيعابية

 

 

شهدت السدود الرئيسية بالمملكة خلال الأسابيع الماضية تراجعا ملحوظا في حقينتها جراء النقص المسجل في معدل التساقطات المطرية بعدد من مناطق المملكة، حيث تراجع حجم المياه المخزنة بسدود المملكة من 7.4 ملايير متر مكعب خلال بداية يناير 2021 إلى 5.4 مليار متر مكعب حاليا، وهو ما يمثل تراجعا يناهز ملياري متر مكعب مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، كما هبطت نسبة ملء السدود خلال نفس الفترة من 46 في المائة إلى حوالي 33 في المائة . ويعزى هذا التراجع في مستوى مياه السدود إلى عاملين رئيسيين، أولهما انحباس التساقطات المطرية في هذه الفترة الشتوية على عكس السنة المنصرمة، وثانيهما ارتفاع ضغط الطلب على المياه السطحية لمختلف الاستعمالات (الفلاحية والصناعية والشرب…).
وتفيد آخر إحصائيات قطاع الماء بوزارة التجهيز حول وضعية السدود يوم 25 يناير 2021 ، أن حقينة سدود المملكة التي تبلغ سعتها الإجمالية 16 مليار متر مكعب سجلت حتى الآن نسبة ملء تناهز 33.9 في المائة، وهو ما يشكل تراجعا بأزيد من 12 في المائة.
ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 145 سدا كبيرا، و250 سدا صغيرا، وتتفاوت نسبة الملء داخل هذه السدود حسب موقعها الجغرافي، فبينما تعرف بضعة سدود واقعة على الأنهار الكبرى وفي المناطق المطيرة نسبة ملء عالية، كما هو الحال بسد وادي المخازن بالقصر الكبير 67.5 في المائة، وسد الوحدة بتاونات، وهو أكبر سد في المغرب، والذي وصلت نسبة ملئه إلى 59 في المائة، وسد النخلة بتطوان 70 في المائة، وسد شفشاون89.5 في المائة .. تعاني السدود الواقعة في وسط وجنوب المملكة من تراجع ملحوظ في مخزونها المائي كما هو الحال بالنسبة لسد بين الويدان بإقليم أزيلال الذي نزلت حقينته من 22 في المائة في 25 يناير 2021 إلى 14.4 في المائة في 25 يناير 2022، ونفس التدهور عرفه مخزون سد المسيرة وهو ثاني أكبر سد بالمغرب، الواقع في إقليم سطات حيث هبط معدل ملئه إلى 6.8 في المائة علما أن هذا السد يؤمن الحاجيات المائية للعديد من المناطق الواقعة في جهة الدار البيضاء- سطات.
وبينما شكلت السدود، عبر عقود، صمام أمان للمغرب الذي يعتمد اقتصاده على الموارد المائية بشكل كبير، أصبحت هذه الأخيرة تتناقص عاما بعد عام، بفعل التقلبات المناخية، حتى أصبحت المملكة اليوم في وضعية حرجة دقت ناقوس الخطر بشأنها العديد من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية.
ولمواجهة هذه الأزمة المائية، بادر المغرب إلى وضع برنامج الأولويات الوطنية لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027. والذي يغطي كافة مناطق المملكة. ويتعلق الأمر بتحسين إمدادات المياه، ولاسيما من خلال بناء السدود وإدارة الطلب على المياه، وخاصة في القطاع الزراعي، وتعزيز إمدادات مياه الشرب في المناطق القروية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في ري المساحات الخضراء والتواصل والتوعية بهدف تعزيز الوعي المرتبط بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها. وقد أعطى الملك تعليماته السامية لتنفيذ هذا البرنامج الذي ستبلغ كلفته الإجمالية 115 مليار درهم. وبشكل ملموس، يهدف البرنامج إلى تعزيز الإمكانات الوطنية من خلال بناء 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 مليار متر مكعب. بالإضافة إلى السدود الصغيرة والسدود التلية، نظرا لما لها من أهمية خصوصا بالنسبة لسكان المناطق الجبلية والقروية البعيدة ودورها في تعبئة المياه المحلية الناتجة عن الأمطار الغزيرة المؤقتة.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 26/01/2022