انطلاقة ناجحة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات  وتكريم المناضل والفاعل الجمعوي عبدالسلام أبو إبراهيم

انطلقت مساء الثلاثاء 25 أكتوبر الجاري حوالي السابعة والنصف بالمركز الثقافي لمدينة سطات أنشطة الدورة 14 للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بحفل افتتاح، نشطته باقتدار الإعلامية وفاء ميراس (من القناة التلفزيونية المغربية الأمازيغية) وحضره جمهور غفير من السينفيليين من مختلف مدن المملكة وساكنة المدينة من كل الأجيال وفنانون وإعلاميون ونقاد سينمائيون وممثلو السلطات المحلية والمجالس المنتخبة ووزارتي التربية الوطنية والشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي والمعهد الفرنسي وغيرهم من الأفراد والمؤسسات.
في البداية رحب مدير المهرجان ورئيس الجمعية المنظمة له الأستاذ سعيد النظام بالحاضرين وشكر كل الشركاء والداعمين، الذين لولا سندهم وتعاونهم الإيجابي لما كان بالإمكان إخراج هذه الدورة الجديدة إلى حيز الوجود، بعد سنتين من الجمود والغياب بسبب جائحة كورونا، ولم يفته التذكير بأهداف المهرجان المتمثلة في تربية الذوق الفني والنقدي وترقية الإحساس الجمالي في التعامل مع الأشياء والمنتوجات الثقافية والفنية والأدبية والتقنية وغيرها.
بدوره رحب رئيس المجلس الجماعي لمدينة سطات، الأستاذ المصطفى الثانوي، بضيوف المهرجان وساكنة المدينة وشكر الجهة المنظمة وكل المساندين لهذه التظاهرة الفنية والثقافية وعلى رأسهم سلطات المدينة ومجالسها المنتخبة ومختلف المؤسسات العمومية والخاصة، الذين جعلوا من مدينة سطات قبلة لرواد وعشاق الفن السابع من داخل المغرب وخارجه. ولم يفته التأكيد على دعم المجلس الجماعي الدائم لهذا المهرجان المتميز ومساندته المطلقة لجمعية الفن السابع المنظمة له.
أما الأستاذ ضمير اليقوتي، رئيس الفدرالية المغربية لسينما الهواة، فقد أشار في كلمته إلى الدور الذي لعبه هواة السينما في ضخ دماء جديدة في شرايين الإبداع السينمائي بالمغرب، رغم أن وضعهم لا يزال ضبابيا في النصوص القانونية المنظمة لقطاع السينما بالمغرب. ولم يفته التذكير بالبصمة القوية التي تركها الراحل نور الدين الصايل، الأب الروحي للثقافة السينمائية بالمغرب، في عدة أجيال وعلى أكثر من صعيد، بما في ذلك رواد جمعية الفن السابع ومهرجانها المتخصص في أفلام الهواة.
بعد هذه الكلمات الثلاث، تابع الحاضرون وصلة الدورة 14 للمهرجان، ثم فيديو بعنوان «لحظة العشق السينمائي» وهو عبارة عن متتالية «علي صوتك بالغنى…» مقتطفة من فيلم «المصير» للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، كما تم تقديم تشكيلة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بحضور رئيسها المخرج رؤوف الصباحي وباقي أعضائها (عبد الحق الزروالي وسعيد المغربي وبشرى أهريش) باستثناء الأستاذ حميد اتباتو، الذي منعته  ظروف صحية طارئة عن التواجد بسطات، ومؤطرو الورشات التكوينية، وأعضاء وفد سلطنة عمان: محمد عبد الله العجمي (مدير مهرجان الباطنة السينمائي الدولي وأمين سر الجمعية العمانية للسينما والمسرح) وعمار بن أحمد آل إبراهيم  (مدير مهرجان مسقط السينمائي الدولي الحادي عشر ونائب رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح) وقيصر سالم خدوم الهنائي (سيناريست وعضو فعال في الجمعية المذكورة)، في إطار فقرة «سينما أخرى». بعد أخد صور تذكارية بالمناسبة أعلن رئيس لجنة التحكيم رؤوف الصباحي عن الإنطلاقة الرسمية للدورة 14 للمهرجان.
مباشرة بعد عرض فيديو تضمن ملصقات الأفلام القصيرة المشاركة، هذه السنة، في المسابقة الرسمية، تم تكريم المناضل والفاعل الجمعوي الأستاذ عبد السلام أبو إبراهيم (73 سنة)، ذاكرة سطات الحية، الذي انخرط منذ سنة 1965 في العمل الثقافي والرياضي والسياسي والنقابي وساهم في تأسيس وتشجيع الأندية السينمائية بالمدينة قبل 1973 (تاريخ ميلاد الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب) وبعدها. وقد تضمنت فقرة هذا التكريم عرض فيديو يعرف بالمحتفى به من خلال حديثه عن مراحل من حياته ونضالاته على واجهات عدة، تخللته صور له ولعائلته وأصدقائه من مختلف مراحل عمره. كما تضمنت شهادة جامعة مانعة ألقاها في حقه الناقد والأستاذ الجامعي الدكتور شعيب حليفي، وتسليمه  ذرع وشهادة التكريم من يدي رئيس المجلس الجماعي لمدينة سطات والمخرج السطاتي حسن بنجلون تحت تصفيقات الجمهور الحارة. وفي كلمته بالمناسبة شكر الأستاذ عبد السلام أبو إبراهيم المنظمين والحاضرين والأستاذ حليفي مشيدا بما تقوم به جمعية الفن السابع من أعمال مفيدة من بينها ترسيخ قيم المواطنة وثقافة الاعتراف والوفاء بين الشباب. وختم حفل الإفتتاح بعرض فيلم قصير فيه حنين إلى مراحل الطفولة وشغبها واحتفاء بدروب وأزقة المدينة العتيقة والفضاءات المجاورة لها وتداخل بين البعدين الروائي والوثائقي أنجزه الأخوان حسن وضمير اليقوتي بعنوان «همس الممرات الضيقة» (25 د- 2019)، قدمه للحاضرين قبل العرض الأستاذ ضمير اليقوتي، مشيرا إلى أنه بمثابة حصيلة أو نتيجة لعمل تجاوز بقليل ثلاثة عقود من العمل السينفيلي داخل نادي الفن السابع بسطات، وهو عبارة عن فيلم هاوي بالقلب ومحترف بالمساطر، يعرض لأول مرة في مهرجان سينمائي بالمغرب بعد اختياره في مهرجانات دولية تجاوز عددها الثلاثين وحصوله على مجموعة من الجوائز بلغ عددها لحد اليوم رقم 18.
تجدر الإشارة إلى أن المحترفات التكوينية الخمسة قد انطلقت صباح اليوم الموالي (أي الأربعاء 26 أكتوبر 2022) بالمركز الثقافي لسطات وفضاءات أخرى، وتخصصات هذه  المحترفات هي: كتابة السيناريو (من تأطير محمد الشريف الطريبق)، التصوير (من تأطير محمد رائد المفتاحي)، التحليل الفيلمي (من تأطير سعيد المزواري)، إعداد الممثل (من تأطير بشرى أهريش)، صناعة فيلم التحريك (من تأطير أليكسي هينو).


الكاتب : أحمد سيجلماسي

  

بتاريخ : 29/10/2022