اهتمام العلوم الاجتماعية بموضوع البيئة سيضيف إليه بعدا جديدا

افتتحت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية باب الرواح بالرباط، عشية الخميس، ندوة دولية حول البيئة والتنمية المستدامة، بجلسة شدد فيها المتدخلون على الدور الذي تضطلع به العلوم الاجتماعية في مجال البيئة حيث يمكنها أن تضيف إليه بعدا جديدا، وتفتح آفاقا جديدة لمساءلة هذا الموضوع.
وأجمعت كلمات افتتاح الندوة، التي تنظمها الكلية المذكورة (جامعة محمد الخامس) ومؤسسة (فكر للتنمية والثقافة والعلوم)، على مدى يومين، على أن المسألة البيئية تضع العلوم الاجتماعية أمام ورش إبستيمولوجي ومنهجي واعد، متفقة على أن علوم الحياة والأرض والعلوم الإنسانية والاجتماعية مدعوة ، أكثر من أي وقت مضى ، إلى إعادة صوغ أسلوبها ومناهجها في مساءلة الطبيعة والمجتمع على قاعدة متفق حولها وبطريقة مندمجة.
وعبر الباحث جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، عن أسفه لكون الاهتمام بالمؤسسات والممارسات الاجتماعية في علاقتها بالبيئة والتنمية المستدامة ظل، إلى غاية اليوم ، «ضعيفا وخجولا»، حيث لم تكن الأسئلة الأساسية المتعلقة ببناء مجتمعات مستدامة محط طرح جريء وصريح.
وسجل الباحث الهاني أهمية هذه الندوة التي أرادها أن تكون فضاء لمطارحة أسئلة تظهر للجميع، خاصة المسؤولين على تدبير الشأن العام في المملكة، أن الآداب والعلوم الإنسانية «ينبوع لا يمكن للتنمية المستدامة أن تقوم لها قائمة وأن تبلغ شأنا بعيد المدى دون أن ترتشف من معينه».
من جهته، رأى محمد غاشي، رئيس جامعة محمد الخامس، في كلمة ألقيت عنه بالنيابة، أن المقاربة الاجتماعية والمعالجة السوسيو – ثقافية لموضوع البيئة والتنمية المستدامة تتسم باشتغالها الفعال نظرا للصلة الثقافية التي تربط بين البيئة، بوصفها وجودا إيكولوجيا، وبين التعاطي الاجتماعي الذي يستغل الثروات الطبيعية في نطاق من العادات والتقاليد أملتها أنماط من الحياة الاجتماعية والمرجعيات الذهنية والسلوكات الاعتيادية والتجمعات البشرية.
وأكد رئيس الجامعة أنه بات ضروريا إيلاء الاهتمام للعلاقة القصوى القائمة بين المعارف الاجتماعية وموضوع البيئة والتنمية المستدامة لما تلعبه العلوم من دور محوري في تنمية المجتمع، وما تسهم به من دراسات وأبحاث تعالج كافة القضايا بما فيها قضية التنمية المستدامة.
بدوره، أبرز محمد الدرويش، رئيس مؤسسة (فكر للتنمية والثقافة والعلوم)، الأنشطة الفكرية المتنوعة وذات الطابع الراهني التي تشتغل عليها المؤسسة ضمنها المجال التنموي، مسجلا السياق الذي تنعقد فيه هذه الندوة والمتميز بارتفاع أصوات علماء خاصة في مجال الاجتماع الذين يقودون اتجاهات وتيارات يطلق عليها اسم «البيئوية» تدعو المنتظم الدولي إلى حماية مكونات المجتمع البيئي واحترام التوازنات الطبيعية التي أصبحت مختلة بفعل تدخل الإنسان.
وأفاد الدرويش بأن هذا اللقاء الفكري يروم إسماع صوت الأساتذة الباحثين المختصين في علوم الاجتماع ودعوتهم إلى تعميق الأبحاث في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، خالصا إلى أن مقاربة هذا الموضوع تستدعي الانخراط في منطق إبستمولوجي يعيد صياغة المسألة البيئية وحدودها مع العلوم الطبيعية بمنظور اجتماعي متعدد الأبعاد.
وتتواصل الندوة، التي تبحث في موضوع محوري «البيئة والتنمية المستدامة.. أدوار جديدة وآفاق واعدة للعلوم الاجتماعية»، في ثلاث جلسات، فضلا عن محاضرة افتتاحية تقدم بها الأكاديمي عبد الله ساعف، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث حملت عنوان «العلوم الاجتماعية والتحولات البيئية والمناخية»، وأخرى ختامية تتطرق لتثمين الموارد الطبيعية كرافعة للتنمية.


بتاريخ : 28/12/2019