بأعالي جبال الأطلس الكبير الشرقي الجفاف والغلاء يهددان الزراعة والمواشي ومطالب بدعم الساكنة في «معركة الصمود»

 

للسنة الثالثة على التوالي، تشهد جبال الأطلس الكبير الشرقي، طبيعة ذات لون أسود شاحب يؤشر على التداعيات المقلقة لتوالي سنوات الجفاف، خاصة بدائرة اميلشيل، التي يعاني السكان بها بشكل غير مسبوق، ناهيك عن الأشجار التي تحتضر وتتصارع بدورها من أجل البقاء والصمود في وجه ضربات التغير المناخي.
«إن ما يزيد الطينة بلة هو الارتفاع الصاروخي لأسعار الأعلاف بالأسواق وندرة بعضها خاصة المركبة منها بالأسواق الأسبوعية، وهو ما يزيد من ارتفاع أثمانها، والذي يؤدي إلى تراجع أعداد المواشي والأبقار بالمنطقة» تقول مصادر محلية ، لافتة إلى «أن هذا الوضع العسير بات يرخي بظلاله على فرص الشغل، وبالتالي ارتفاع في نسبة البطالة إلى مستويات مقلقة لا سيما في صفوف النساء باعتبارهن المكلفات بتربية الأبقار ومختلف المواشي بالمنطقة».
«وضعية تجعل الترقب سيد الميدان، في انتظار أن تجود السماء بتساقطات مطرية أو ثلجية تعيد البسمة للوجوه والطمأنينة للقلوب» تضيف المصادر نفسها، لافتة إلى «أن الساكنة المحلية باتت تعيش تذمرا كبيرا، وذلك بعد أن ازدادت أحوال الغالبية تدهورا وهشاشة، بعدما اضطر أغلب الاهالي لبيع مواشيهم بسبب شح الغطاء النباتي، كما بدأ البعض منهم في التفكير في الهجرة نحو المدن، وهو ما قد يزيد أزمة على أزمة اذا لم يتم إيجاد حلول لهذه المعضلة الخطيرة».
وحسب شباب من المنطقة – عبر منصات التواصل الاجتماعي – فقد سبق تنبيه الجهات المسؤولة إلى «ضرورة اتخاذ ما يلزم من خطوات استعجالية لتفادي استفحال الاوضاع والعمل على إيجاد حلول ناجعة لتجاوز أزمة الجفاف التي تضرب مناطق الأطلس الكبير الشرقي وخاصة دائرة املشيل»، حيث تمت المطالبة بـ «العمل على إنجاز آبار جماعية وتجهيزها بالمضخات والطاقة الشمسية لإنقاذ الأشجار المثمرة من الموت – دعم الكسابة بحصص استثنائية من الشعير المدعم والأعلاف المركبة لإنقاذ القطيع من الهلاك – تطعيم القطيع بالأدوية ضد الأمراض التي تنتشر في فترات الجفاف – تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية، خاصة في المؤسسات التعليمية بأهمية المحافظة على الماء – إطلاق مشاريع استثمارية لتوفير فرص الشغل بالمنطقة، التي تعاني أوضاعا قاهرة ازدادت قساوة جراء التأثير السلبي للتغيرات المناخية».


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 25/01/2023