بدرب السلطان مهاجر مغربي يطالب بالإنصاف وعدم التمييز

 

لم يكن «محمد.ش»، المواطن المغربي، الذي قضى سنوات بديار المهجر، وظل مرتبطا بأرض الوطن ويزور في كل مرة منزل العائلة تحديدا الكائن بالزنقة 8 من حي الأندلس 1 بدرب السلطان بالدارالبيضاء، يعتقد أن طلبا تقدم به إلى أحد العمّال الذين تعاقبوا على المنطقة، والذي تم التفاعل معه إيجابيا، سيتم «الانقلاب» عليه بعد سنوات لاحقة، وسيجد نفسه في دوامة من المعاناة ؟
تفاصيل الشكاية على لسان محمد، تنطلق بسرد لوقائع جرت في وقت سابق، بعد تقديمه لطلب من أجل تشجير مساحة فارغة أمام منزل الأسرة الذي سيستقر به لاحقا. طلب جاء «بعد تسجيل شوائب مرتبطة بسلوكات معينة من جهة، يكون هذا الفضاء المقابل لمنزله مسرحا لها، فضلا عن أن أزقة حي الأندلس 1 وسيدي معروف وغيرهما بنفس النفوذ الترابي للملحقة الإدارية المعنية يعرف تشجير مساحات خلفية وأخرى أمامية من جهة ثانية، بل إن أزقة برمّتها تم إغلاقها وأضحت تستغل من طرف ساكنتها».
إن «الوضع بالمنطقة كان ولا يزال هكذا منذ سنوات، وهو ما شجّعني على التقدم بطلبي»، يضيف، مبرزا أنه في حالته «هناك معطى إيجابي، لأن منزلي جاء متواريا إلى الخلف مقارنة بالمنازل القريبة، شأنه في ذلك شأن منزل آخر، وبالتالي لا يسبب هذا الأمر أي عائق أمام الراجلين ولا يتطاول على الرصيف المخصص لهم». موضحا أنه بعد 12 سنة، توصل باستدعاء من قائد الملحقة الإدارية الذي طلب منه إزالة السياج الحديدي الذي كان محيطا بـ «الفضاء الأخضر»، مضيفا بأن المسؤول «تعهّد شفويا بترك الحالة على ما هي عليه ما دام الأمر لا يشكل أي عائق».
«طلب/توجيه، امتثلت له بكل تلقائية، قبل أن أفاجأ لاحقا بقرار للهدم صادر عن القائد، ثم حضوره ومسؤولين آخرين في تاريخ آخر إضافة إلى جرّافة، وتم إتلاف تلك المساحة الخضراء الصغيرة، في خطوة اعتبرها المتضرر «مكرّسة للتمييز والحيف، وتضرب روح دستور 2011 الذي يؤكد على المساواة بين المواطنين»، مشددا على «أن مختلف الأزقة بحي الأندلس مرورا بحي المسجد وأحياء سيدي معروف من الأول إلى السادس، تعرف حضور مشاهد أكثر جرأة، وأن عددا منها يحتضن بناءات تم تشييدها بالآجور والإسمنت ولم يتم المساس بها»؟
«تخريب»، وفقا لوصف المتضرر، خلّف «ألما في نفسي وأفراد أسرتي، حيث أحسسنا بالحكرة»، مبرزا أن «ما تمت تهيئته منذ 12 سنة، بترخيص من المسؤول الترابي الأول عن المنطقة وفي واضحة النهار وبتدخل المصالح الجماعية، حتى لا تظل تلك المساحة فضاء للتخلص من النفايات والقاذورات ومرتعا لأنواع مختلفة من الممارسات، تم اليوم تخريبه، إذ تم إتلاف الأرضية ولم يتم إصلاحها منذ أكثر من شهرين إلى اليوم»؟
ودعا المشتكي في شكايته ، التي وجّه نسخا منها إلى عدد من المسؤولين محليا وجهويا ومركزيا، إلى «إنصافه وتكريس دولة الحق والقانون التي يكون فيها الجميع على قدم المساواة»، مشددا على «دور القضاء في نوازل من هذا القبيل، ومدى شرعية اللجوء إلى قرارات إدارية، خاصة في ظل أوضاع امتدت لسنوات غير مسببة لأي ضرر، بل إنها جاءت للحدّ من أضرار أخرى «خارجية»، واليوم تم استهدافها دونا عن غيرها لأسباب مجهولة»؟


الكاتب : وحيد .م

  

بتاريخ : 07/12/2021