بسبب أوضاعها المتردية داخليا وخارجيا : مهنيو النقل الطرقي بالمحطة الطرقية أولاد زيان قرروا الاحتجاج بالامتناع عن أداء «الواجبات المادية»

اختار مهنيو النقل الطرقي بالمحطة الطرقية أولاد زيان خلال الأسبوع الأخير الامتناع عن أداء الواجبات المادية لـ «المحطة»، وحددوا الأربعاء 6 دجنبر موعدا لتنفيذ هذا القرار، في خطوة تأتي بعد قرار مماثل تم اتخاذه وتقرر تنفيذه في 13 أكتوبر الفارط من السنة الجارية، احتجاج على الأجواء الداخلية والخارجية التي يعشيها هذا المرفق، والتي حوّلته إلى فضاء لـ «النفايات» وللممارسات الشائنة والخادشة للحياء، إضافة إلى مشاكل أخرى، كما هو الحال بالنسبة لما يتعلق بالإشراف على المحطة، وما يتعلق بالإنارة والنظافة والحراسة، والوضعية المتردّية لهذه البناية؟
خطوة احتجاجية جديدة، أعلن أرباب النقل والشغيلة بمقر المحطة الطرقية اللجوء إليها بعدما وجدوا الأبواب موصدة، خاصة من طر فمصالح الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، بعيدا عن النقاش المرتبط بمشروعية استخلاص أي مبلغ مادي والجهة المخوّل لها ذلك قانونا، بسبب العديد من الإشكالات المطروحة في هذا الباب، المتعلقة بحق الملكية والتملك وسؤال الوجود أصلا في ارتباط بالوضعية القانونية للمحطة، وما رافق ذلك من تعثرات خلال كل هذه السنوات منذ افتتاحها في 2009 إلى اليوم، تتعلق بالجهات التي تكلّفت بالتحصيل، الذي ترافقه اليوم العديد من علامات الاستفهام، بسبب حجم العائدات ومردوديتها، التي لا تحتكم إلى أي منطق مالي وقانوني، وفقا لعدد من المتتبعين؟
محطّة، هي عنوان على كل الفوضى، بسبب كمّ النفايات والأزبال الغارقة فيها، وغياب كل ما يمكن أن يعزّز الإحساس بالأمن والأمان، إذ تكفي جولة بسيطة على مستوى مرافقها الداخلية، سواء تعلّق الأمر بالطابق الأرضي أو السفلي، أو حتى بداخل فضاء وقوف الحافلات، للوقوف على كل ما يبعث على القلق وحتى النفور. أما ما تعرفه المحطة على المستوى الخارجي، فتلك قصة أخرى، يعيشها المارة كل يوم، التي تتوزع فصولها ما بين فوضى مرورية، ونتانة ممتدة، وقبح وتشويه مجالي، يعاني من تفاصيلها السكان، الذين أعياهم الاحتجاج وطرق أبواب المسؤولين دون أن يتم تصحيح كل هذه الاختلالات، بالرغم من كل المحاولات التي تقوم بها السلطات المحلية هناك، والتي تصطدم بالكثير من الإكراهات والتحديات، التي تجعل من تدخلاتها ذات وقع نسبي، يساهم في علاج بعض الأعطاب، في حين يستعصي التعاطي مع أخرى.
ودفع قرار مهنيي النقل الطرقي بالمحطة، السلطة الترابية إلى التدخل من أجل محاولة امتصاص حجم الغضب المستشري في نفوس أرباب النقل والشغيلة الطرقية، حيث تم عقد اجتماع مع ممثليهم، بهدف ثنيهم عن تنفيذ الشكل الاحتجاجي المسطّر، مقابل تقديم وعود بتدخل السلطات لمحاولة علاج المشاكل الداخلية، التي قد تكون غير معنية بجزء منها، بحسب عدد من المهتمين، خاصة ما يتعلق بتدبير الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، في حين تظل الوضعية الخارجية وما يرافقها من أعطاب وعلل تتطلب قرارا مسؤولا، وموقفا موحدا بين كل الأجهزة والقطاعات المتدخلة، يرفع الأذى عن الساكنة ويقدم بدائل لمعالجة كل الاختلالات المستمرة، في انتظار إنهاء زمن المحطة من تراب درب السلطان وتفعيل ما يتم تداوله بخصوص المشروعين الجديدين؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/12/2023