بسبب اعتداء شنيع على مساعدة في العلاج المهنيون وفيدراليو الصحة بالداخلة يراسلون الوزارة للاحتجاج

  • تعرضت مساعدة في العلاج، مساء يوم الجمعة 22 أكتوبر حوالي الساعة السادسة مساء، لاعتداء شنيع بالمستشفى الجهوي بالداخلة، بعد إسقاطها أرضا وسحلها والاعتداء عليها بالضرب من طرف شخص كان يرغب في زيارة قريب له يتواجد بمصلحة العزل كوفيد حيث يتلقى العلاج بعد إصابته بالفيروس، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، التي أكدت أن هذا الأمر لا تسمح به المساطر القانونية والإدارية.
    ووجدت المساعدة نفسها عرضة للتعنيف بعد أن أخبرت المرتفق بعدم قدرتها تلبية طلبه، وهو ما وثقه تسجيل بالفيديو يظهر حجم الاعتداء والعنف الذي تعرضت له المعتدى عليها التي كانت تقوم بواجبها المهني داخل المؤسسة التي تشتغل بها، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان تفاصيل حوادث متعددة لاعتداءات بدنية وأخرى لفظية، تعرض لها مهنيو الصحة في كثير من الحالات، التي وجدوا أنفسهم خلالها عرضة لكل أشكال الأذى والغضب، الذي قد يكون ضد المنظومة الصحية فإذا به يستهدف أجسادهم.
    وخلّف حادث الاعتداء على مساعدة العلاج بالداخلة موجة سخط عارمة في أوساط مهنيي الصحة الذين قرروا تنظيم وقفات احتجاجية تدعو لحمايتهم من كل اعتداء يطالهم بعدما أضحت مرافق المؤسسات الصحية مستباحة، وفي هذا الصدد وجّهت النقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو المؤسسة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، رسالة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية معربة من خلالها عن سخط وتذمر كل الأطر الصحية دون استثناء جراء تفاقم ظاهرة الاعتداءات الجسدية واللفظية وتزايد حوادث العنف داخل المؤسسات الصحية على امتداد التراب الوطني بشكل يومي ومستمر، مستعرضة عددا من الحالات، ومن بينها «حادث صفع ممرضة بالدار البيضاء على يد رجل سلطة، ومحاولة اختطاف تقنية في المختبر بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء ثم حادث الاعتداء على المساعدة في العلاج، التي هي عضو بالمكتب الإقليمي للنقابة بالداخلة، التي تعرضت لاعتداء جسدي ونفسي شنيع أثناء فترة الحراسة الخاصة بها».
    واستنكر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية ما وصفه بـ «تملص مصالح الوزارة محليا، جهويا ومركزيا عن مواكبة ودعم ومؤازرة ضحايا الاعتداءات، وغياب أي مقاربة فعلية للتصدي والحد من التنكيل المستمر واستباحة حرمة وكرامة الأطر الصحية بشكل فظيع في جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحضرية والقروية»، الأمر الذي شددت النقابة على أنه «يؤثر سلبا على سلاسة الخدمات الصحية ويعرقل استمرارية العمل ويهدد الممتلكات العمومية، ويضرب بعرض الحائط مقومات الحماية والسلامة الجسدية والنفسية التي يتوجب على الوزارة ضمانها داخل فضاءات العمل». وحمّلت النقابة مسؤولية ما يقع للوزارة، مؤكدة «تقصيرها في معالجة مشاكل الأطر الصحية وتركهم في مواجهة مفتوحة مع المواطنين الغاضبين بسبب تدني الخدمات الصحية وضعف الكثافة الطبيبة والتمريضية ومحدودية العرض الصحي وغياب أدوات ومستلزمات العمل والاكتظاظ وطول المواعيد «، داعية إلى «ضرورة الدعم العملي والفعلي وإرساء آلية مستمرة ودائمة لمؤازرة قانونية وإدارية ومهنية-نفسية ناجعة لضحايا الاعتداءات الجسدية واللفظية داخل فضاءات العمل، وسنّ قوانين صارمة ومراجعة العقوبات الزجرية للضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه استباحة كرامة وحرمة الأطر الصحية بكل فئاتها، وكذا تزويد جميع المؤسسات الصحية الاستشفائية والوقائية بعناصر الأمن الوطني أو / و القوات المساعدة الوحيدة المؤهلة لتوفير الأمن والحماية داخل أوساط العمل كما هو معمول به في عدد من الدوائر الحكومية الأخرى».
    من جهته أكد حمزة إبراهيمي، عضو المجلس الوطني للنقابة، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه بالرغم من كون الأطر الصحية منهمكة بكل قواها في التصدي والإسهام بكل تضحية ونكران ذات في دحر وباء كوفيد 19، وهي مناسبة «نحيي جميع مهنيي الصحة على انخراطهم الواسع في الصفوف الأمامية المفعم بالوطنية والعطاء»، فإن ذلك لم يحل دون تعرضها للاعتداءات والتجهم بالعنف الجسدي واللفظي أثناء قيامها بواجبها المهني وبشكل كبير، علما بأن الأزمة الصحية المنبثقة عن الوباء، يؤكد المتحدث، بيّنت لعموم المواطنات والمواطنين أن الأطر الصحية مغلوبة على أمرها وبأنها الحلقة الأضعف في ظل منظومة صحية متجاوزة ومتهالكة. وشدّد الفاعل النقابي على أن لحظة الاعتداءات هي مدخل الحقيقة التي طالما اشتكت وحذرت منها الأطر الصحية والهيئات النقابية لسنين عديدة، والتي تؤكد التناقض بين الخطاب والرسالة الرسمية لمسؤولي القطاع المتعاقبين والواقع المزري الذي يصدم به يوميا المواطن والمرتفق بالمؤسسات الصحية الاستشفائية والوقائية، الحضرية منها والقروية، وتبين حجم الضغط النفسي وعدم الرضا عن العرض الصحي وطبيعة الخدمات مما أدى في كثير من الحالات إلى توتر العلاقة بين المواطنين والأطر الصحية، والتي من نتائجها آلاف حوادث الاعتداء الجسدي واللفظي التي خلفت ندوبا جسدية ونفسية عميقة لدى مهنيي الصحة، وأدت إلى رغبة العديد منهم في مغادرة سفينة القطاع بحثا عن أفق مهني أرحب سواء بالقطاع الخاص الذي تعد فيه الاعتداءات محدودة جدا أوالهجرة خارج المغرب.

الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 26/10/2021