بعد أن تقرر هدم بيته العريق بآسفي … إدمون عمران المالح يعود إلى واجهة الحياة!!

 

الكاتب المغربي الكبير إدمون عمران المالح سليل مدينة آسفي يعود إلى واجهة الحياة، ليخصب النقاش حول الذاكرة وواجب الحفاظ على التراث المادي واللامادي المتنوع والمتعدد بمدينة آسفي العريقة… والسبب يعود إلى حالة البيت الذي ترعرع فيه إدمون عمران المالح، وهو من أصول يهودية أمازيغية من قبيلة آيت عمران جنوب الأطلس، ازداد بآسفي يوم 30 مارس من سنة 2017 ببيته الكائن بزنقة النجارة الرقم 10 بالمدينة العتيقة بآسفي ، هذا البيت أضحى اليوم مهددا بالهدم والمحو من الذاكرة الثقافية المحلية الغنية والمتنوعة .. قرار الهدم اتخذته السلطات المحلية بآسفي بذريعة أن بيت الراحل مهدد بالانهيار، دون تقدير للمكانة الاعتبارية لكاتب كبير أغنى بكتاباته الحقل الثقافي وطنيا ودوليا، بل ودون استحضار القيمة الأركيولوجية والمعمارية لهذا البيت الذي يدخل ضمن تراث المعمار العبري المغربي .
جمعية ذاكرة آسفي، ومن موقع حرصها على حماية التراث المادي واللامادي، بادرت إلى مراسلة وزارة الثقافة في الموضوع، وطالبت بتقييد وحماية هذا البيت الذي احتضن ميلاد وطفولة الكاتب المغربي إدمون عمران المالح، وتسجيله ضمن التراث العبري المغربي، وطالبت الجمعية بإصلاح وترميم وإعادة توظيف هذا البيت العريق تكريما لروح إدمون عمران المالح وتثمينا للهوية المغربية بروافدها المتعددة .
لقد سجل إدمون عمران المالح اسمه بجدارة ضمن الكتاب الكبار بإصداره لعدد من الروايات كان أولها «المجرى الثابت سنة  1980، وآخرها كتاب الأم صدر سنة 2004 ، إلى جانب العديد من الدراسات الأدبية والنقدية ..وقد توج الكاتب، ضمن هذا المسار المميز لكتاباته بجائزة الاستحقاق الوطني سنة 1996، وهي أرفع جائزة ثقافية وأدبية رسمية تمنح بالمغرب تكريما لمجموع أعمال إدمون عمران المالح، الذي حاز سنة 2004 على وسام الكفاءة تقديرا لإنتاجه الأدبي ومواقفه الوطنية .
آسفي تحتاج اليوم إلى مصالحة مع ماضيها المضيء، وحماية تراثها الروحي والثقافي، وهي لا تحتاج لمعاول الهدم بل لإرادة البناء، أمام واقع الانهيار المتتالي لجزء من معالمها.. ومنها قصر البحر، الكنيسة البرتغالية وعدد من الزوايا الصوفية !
لقد اعتبرت مخرجات النموذج التنموي المغرب بلدا غنيا بتنوعه الثقافي، وعمقه التاريخي وتراثه المادي واللامادي، لذلك أكدت توصياته أن تتحول الثقافة بالمغرب إلى رافعة متعددة الأبعاد للرخاء الاقتصادي وللرابط الاجتماعي وللقوة الناعمة في المجال الجيوسياسي. كما ستشكل الثقافة – ضمن هندسة النموذج التنموي الجديد – موردا للنمو والاستثمار والتشغيل ..لذلك يمثل العمق التاريخي لبلادنا ضمن هذا السياق ميزة يتعين استغلالها كرافعة للاستقرار على المستوى الإقليمي والإشعاع الثقافي والتعايش ..
فشكرا لك إدمون عمران المالح لأنك ذكرت القيمين على شأننا العام بأنك كنت هناك بيننا، شكرا لروحك التي نبهتنا كي لا نخطئ أو نخلف موعدنا مع التاريخ !!


الكاتب : منير الشرقي

  

بتاريخ : 19/04/2022