بعد إخلاء شارع «سين» بالحي المحمدي بالدار البيضاء

الباعة الجائلون يطالبون السلطات بحلول مستعجلة وآنية مراعاة لظروفهم الاجتماعية

 

نظم الباعة الجائلون بسوق شارع «سين» التابع لملحقة التقدم بالحي المحمدي، بعد عصر أول أمس الخميس 2يناير2020، وقفة احتجاجية تنديدا بالظلم والحيف الذي طالهم نتيجة قيام السلطات بإخلاء السوق بشكل مفاجئ ودون سابق انذار، مماعرضهم للتشرد وهددهم وعائلاتهم بالجوع وضيق ذات اليد نتيجة فقدانهم لمورد رزقهم الوحيد.
وقد عرفت الوقفة حضورا مكثفا للمعنيين الذين رفعوا الأعلام الوطنية واللافتات مرددين شعارات تعبر عن احتجاجهم وخيبتهم مما آلت إليه أوضاعهم المعيشية من سوء، مطالبين المسؤولين بإيحاد حلول استعجالية لوضعيتهم المزرية.
وباسم الباعة المتضررين، صرحت السيدة «ح.ف» لجريدة الاتحاد الاشتراكي، قائلة إن مشكلهم ابتدأ منذ عشرة أيام خلت بعد أن حلت السلطات المحلية بالمكان وقامت بإخلاء السوق فجأة وبدون مقدمات، وأسهبت في حديثها مؤكدة أن الباعة كانوا يمارسون تجارتهم البسيطة منذ تسعينيات القرن الماضي في هدوء ودون مشاكل وبشكل طبيعي إلى أن طلب منهم قائد الملحقة بشكل ودي، بعد عيد الأضحى، أن يخلوا السوق حتى يتسنى تنظيفه. وبالفعل امتثلوا لطلب القائد، وبعد حملة النظافة رجعوا إلى أماكنهم المعتادة لكن شريطة أن يشرعوا في تجارتهم ابتداء من الثانية بعد الزوال يوميا وألا يتركوا سلعهم تبيت في الشارع، وهذا ما فعلوه، حيث استجابوا لطلب قائد الملحقة الذي، تؤكد «ح. ف»، يثق فيه الباعة، ولا يزالون، ثقة تامة. وتضيف المتحدثة، وهي للإشارة مجازة في الاقتصاد شأنها في ذلك شأن العديد من الباعة الحاصلين على الإجازة بل منهم من يحمل شهادة دكتوراه ولكنهم لم يجدوا غير هذه السوق ملاذا حاربوا بواسطة التجارة فيه البطالة باحثين عن مصدر رزق شريف يقيهم شر العوز والفقر، قالت إن الأمور سارت بشكل طبيعي إلى يوم 21 دجنبر2019 حين فوجئوا، عصر ذلك اليوم، برئيس الدائرة صحبة أربعة قياد تابعين لجماعة الحي المحمدي مدعومين بأفراد القوة العمومية وقد حلوا بالمكان آمرين الجميع بإخلاء السوق وجمع سلعهم، دون سابق إنذار وبشكل تركهم في حيرة من أمرهم، وتضيف أنهم توجهوا، بعد مرور ثلاثة أيام، لطرق باب رئيس الدائرة الذي استقبلهم استقبالا يليق بالمواطن المغربي، حسب قول المتحدثة، ووعدهم بالنظر في ملفهم وطلب منهم مهلة حتى يجد الحل، وأكدت «ح..ف» في معرض حديثها أن لقاءهم مع رئيس الدائرة ركزوا فيه على ضرورة إيجاد حلول آنية واستعجالية لوضعهم، بالنظر إلى كونهم فقدوا مورد رزقهم الوحيد ورزق عائلاتهم بين ليلة وضحاها وبطريقة مفاجئة لم يكونوا مستعدين لها، مما عرضهم للتشرد والبطالة التي أصبحوا يعيشون على إيقاعها منذ إخلاء السوق الذي يتواجد بشارع «سين» المجاور لقيسارية الحي المحمدي منذ تسعينيات القرن الماضي، وكان يشكل نقطة جذب مهمة بالمنطقة. كما طالبوا بأحقيتهم في الاستفادة من الأسواق النموذجية التي أحدثت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مثل باقي الباعة الجائلين المنتشرين بجوانب القيسارية وبالشوارع الأخرى. ولم تغفل المتحدثة الإشارة إلى الخطب الملكية التي ما فتئ جلالته يحث فيها المسؤولين على الاعتناء بالفئات الهشة من المواطنبن وايلائهم الاهتمام الكامل وإيجاد حلول ناجعة تساعدهم على الخروج من هشاشتهم وفقرهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم وتمويل مقاولاتهم الصغرى مؤكدة أنهم يعتبرون أنفسهم مقاولة صغرى في حاجة إلى تمويل وتقنين وهيكلة لضمان عيش كريم في احترام تام لكرامتهم ومواطنتهم واحترام للقانون، وختمت المتحدثة كلامها بالقول إن» أملنا كبير في عامل جلالة الملك على عمالة الحي المحمدي وفي جميع المسؤولين خاصة السيدة مديرة المصالح الاجتماعية بعمالة الحي المحمدي لينظروا بروح القانون والإنسانية لمعاناة هؤلاء الباعة الذين وجدوا أنفسهم فجأة عرضة للضياع والمصير المجهول رفقة أسرهم وأطفالهم، بل إن شبح الجوع والفاقة أصبح يتهددهم بعد عشرة أيام متواصلة دون مزاولة تجارتهم، التي رغم بساطتها، تقيهم شر مد اليد والاستجداء»، وتساءلت رفقة باقي المتضررين: بماذا سنعيش وفينا الأرملة والمطلقة والمريض الذي لم يعد يجد ثمن الدواء، وشباب مجازون يفتحون بيوتا ويعيلون أسرا، كما أن الكثير منهم تنتظره أقساط قروضهم التي يمولون بها تجارتهم الصغيرة، مؤكدين أن وقفاتهم الاحتجاجية هاته ستتواصل إلى أن تتحقق مطالبهم.
يذكر أن عدة مجالس محلية اتخذت منذ سنة 2008 قرار بناء أسواق نموذجية للحد من ظاهرة احتلال الملك العام من طرف الباعة الجائلين أو ما يعرف ب»الفراشة» لكن العديد منهم لم يستفيدوا من هذه المبادرة واستفاد منها آخرون لا علاقة لهم بهؤلاء الباعة، وبقيت ظاهرة احتلال الملك العام تتسع يوما عن يوم دون حلول ناجعة وحاسمة تأخذ بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي لهذه الفئة من المواطنين.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 04/01/2020

أخبار مرتبطة

بعد سلسلة من الإجراءات والمساطر التي ترمي إلى جعل كل الجماعات الترابية التابعة لعمالة الصخيرات مدنا بدون سكن صفيحي، وكذا

ناشدت أسرة من مدينه أزيلال كل الجهات المسؤولة والمختصة من أجل التدخل للبحث عن ابنها المتغيب الذي انقطعت أخباره في

يشتكي عدد من سكان دوار اسكار مما يعتبرونه عزلة يعيشونها بسبب الحالة التي آلت إليها الطريق الرابطة بين الدوار ومركز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *