بعد تنديد طويل .. إطلاق مشروع 640 مرحاضا عموميا بالدارالبيضاء

أخيرا، انتبه مدبرو الشأن المحلي البيضاوي إلى معضلة أن البيضاويين يعيشون منذ عقود طويلة ، بدون مراحيض عمومية، الأمر الذي يتسبب يوميا في إحراج الساكنة والزوار على حد سواء ، حتى إن معظم الساحات والفراغات تحولت إلى فضاء مرحاضي شاسع، حتى أضحى شعار « ممنوع البول والتغوط « عنوانا مؤثثا في معظم الجدران وسط مدينة أرادتها الدولة أن تصبح عاصمة للمال والأعمال ، ونقطة جذب للاستثمارات الدولية ، مع تعالي الأصوات المنبهة لمعضلة الاستعصاء البيولوجي الاضطراري الذي فرض على الناس من لدن المدبرين غير المكترثين ، والتلوث المحدث في مدينتهم والمخجل للجميع.
تم مؤخرا، إطلاق مشروعين صحيين يتعلقان بالراحة البيولوجية لأبدان الساكنة : المشروع الأول، يتعلق بإصلاح المرافق الصحية القديمة المحدثة منذ الحماية ، حيث كان موضوع صفقة عمومية، تهدف لإصلاح هذه المراحيض المتفرقة على بعض الممرات والفضاءات العامة،ويتعلق الأمر بمرافق تتوزع على خمس مقاطعات منها سبعة مرافق بمقاطعة سيدي بليوط ، وثلاثة مرافق صحية بمقاطعة مرس السلطان ومرفقان صحيان بمقاطعة الصخور السوداء ومرفق صحي بمقاطعة آنفا وآخر بمقاطعة الفداء .
والمشروع الثاني، يذهب إلى إحداث 128 مرفقا صحيا جديدا بتراب الجماعة البيضاوية برمتها ، موزعة على كل مقاطعاتها الست عشرة بمعدل ثمانية مرافق لكل مقاطعة بما مجموعه 640 مرحاضا عموميا بكلفة مالية تقدر بمليار و 408 ملايين سنتيم ، وسينجز المشروع على أشطر : الشطر الأول، يشمل مقاطعات أنفا والحي الحسني، والمعاريف وسيدي بليوط ، حيث ستستفيد من 32 مرفقا صحيا بكلفة تقارب 11 مليون سنتيم لكل مرفق ، ويتكون كل مرفق من خمس وحدات ، منها وحدتان خاصتان بالنساء، ووحدتان للرجال، ووحدة خاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة . وقالت بعض المصادر بأن هذا الشطر كان موضوع طلب عروض أطلقته الجماعة . أما باقي الأشطر المتعلقة بالمقاطعات الأخرى، فهي في طور الدراسة والإنجاز . والملاحظ أن المقاطعات التي تضم الأحياء الفقيرة تأتي دائما في ذيل أسبقية الاهتمامات، رغم أنها تعاني من هذا المشكل أكثر من الأحياء المتخللة لمركز المدينة والتي تحسب « راقية « ، إذ على الأقل في هذه الأحياء توجد مقاه ومطاعم باهية يمكن أن يلجها الناس للتنفيس عن البدن خاصة النساء. أما في الأحياء الشعبية فتتحرج النساء من ولوج المقاهي وغيرها بحكم أن مفهوم المقهى هناك له طابع ذكوري.


بتاريخ : 05/11/2020