بعد موجة أولى بلغت خسائرها 10 آلاف و300 هكتار … حرائق تخلف قتيلا وجريحا وعشرات الهكتارات من الغابات في بني ملال وتاونات وطنجة والعرائش مجددا

أفادت السلطات المحلية بإقليم الفحص – أنجرة بأن الجهود تتواصل منذ أمس الاثنين، من أجل إخماد الحريق الغابوي الذي اندلع على مستوى دوار «واد الرمل»، بجماعة القصر المجاز، دائرة أنجرة، والذي أتى، لحدود الساعة، على حوالي 35 هكتارا من الغطاء الغابوي المكون من الصنوبر والبلوط الفليني والأصناف النباتية الثانوية، دون تسجيل أية إصابات بشرية.
وأوضح المصدر نفسه أنه تمت لأجل ذلك تعبئة فرق للتدخل مشكلة من مصالح الوقاية المدنية والمياه والغابات والسلطات المحلية وأفراد القوات المساعدة وأعوان الإنعاش الوطني، إلى جانب عناصر فريق السلامة التابع للوكالة الخاصة طنجة المتوسط.
كما جرى تسخير العديد من المعدات والوسائل التقنية، من ضمنها ناقلات صهريجية وشاحنات للتدخل الأولي وآليات أخرى وطائرتين لإخماد النيران من نوع «كانادير»، حيث تم لحدود الساعة تنفيذ 36 طلعة إطفائية جوية لصب المياه وإخماد بؤر النيران.
وخلص ذات المصدر إلى أن كافة الموارد والوسائل ستبقى معبأة بشكل متواصل إلى غاية احتواء الحريق وإخماده بشكل نهائي.
أتى حريق، اندلع أمس الأحد حوالي الساعة الخامسة و20 دقيقة مساء، بغابة جبل تمسيت بجماعة فم العنصر (إقليم بني ملال)، على حوالي 25 هكتارا دون أن يتسبب في سقوط ضحايا، حسب ما أفادت به السلطات المحلية.
وذكر المصدر ذاته، أن الحريق الذي تم احتواؤه بالكامل، بفضل جهود عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي و المياه والغابات، قد يكون اندلع على إثر موجة الحر الشديد التي يشهدها إقليم بني ملال.
وقد تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة لتحديد الأسباب الحقيقية لاندلاع هذا الحريق.
وأفادت السلطات المحلية لإقليم العرائش بتسجيل اندلاع حرائق غابوية، منذ أمس الاثنين، بكل من غابة «بوهاشم جبل العلم»، الواقعة بالمجال الترابي لجماعتي تازورت وبني عروس، وغابة «المنزلة» بجماعة الساحل وكذا بالقرب من دوار «الرمل» بجماعة زعرورة، حيث تجندت كافة السلطات والمصالح المعنية من أجل مكافحتها.
وأوضح المصدر نفسه أنه تمت لأجل ذلك، تعبئة فرق للتدخل مكونة من عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، إلى جانب أفراد من الإنعاش الوطني ومتطوعين من الساكنة، مدعومين بآليات إطفاء وشاحنات صهريجية وسيارات إسعاف وسيارات نقل وأربع طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع «كانادير».
وأشارت السلطات المحلية إلى أن المجهودات الأولى لفرق التدخل همت تأمين سلامة ساكنة الدواوير المجاورة لأماكن الحرائق، حيث تم، بشكل وقائي ودرء لكافة المخاطر المحتملة، نقل 500 أسرة من مساكنها انطلاقا من 10 دواوير معنية بحريق غابة «بوهاشم جبل العلم» و36 أسرة انطلاقا من دوار «الرمل».
وأوضح المصدر أنه تم تسجيل حالتي وفاة اختناقا لسيدتين لم ترغبا في الاستجابة لنداءات السلطات المحلية والقوات العمومية بضرورة إخلاء المساكن المهددة بالنيران.
وأشار إلى أن فرق مكافحة النيران، تمكنت لحدود الساعة، من تطويق الحريق المسجل على مستوى غابة «المنزلة»، حيث أتى على ما يناهز 30 هكتارا من الغطاء الغابوي، كما تمكنت من تحويط 90 بالمائة من الحريق المندلع بالقرب من دوار «الرمل» بجماعة زعرورة، فيما تتواصل الجهود للسيطرة على أربع بؤر نيران نشيطة بكل من جماعتي تازورت وبني عروس.
قتل شخص وأصيب آخر الإثنين في حريق في إقليم تاونات بشمال المغرب حيث تشتعل بؤر نيران مجددا بعد أيام على احتواء الحرائق، وفق ما أفادت السلطات المحلية.
والضحيتان متطو عان كانا يشاركان في إخماد حريق في إحدى غابات الإقليم القريب من فاس ومكناس، على ما أوضحت مصادر محلية لوكالة فرانس برس.
ونقل الجريح إلى المستشفى وهو ليس في حال الخطر.
وسعت أجهزة الإطفاء ليل الإثنين الثلاثاء للسيطرة على الحريق بعد تأمين سلامة عدد من القرويين، بحسب السلطات المحلية.
وأتت النيران في المنطقة على حوالى 33 هكتار من المناطق الحرجية.
واشتعلت النيران مجددا بدرجات متفاوتة في عدة بؤر خلال الساعات الماضية في شمال المغرب ولا سيما في إقليم العرائش إلى جنوب طنجة، الذي سبق واجتاحته مؤخرا حرائق غابات عنيفة أوقعت قتيلا.
يعتزم المغرب إطلاق برنامج لاعادة تشجير نحو 9 آلاف هكتار من الغابات التي أتت عليها حرائق اندلعت مؤخرا شمال المملكة، وفق ما أعلنت الحكومة الجمعة، في خطة تتضمن أيضا دعم المزارعين وإعادة بناء بيوت متضررة.
تتضمن الخطة المعلنة أيضا دعم المباني التي لحقت بها أضرار، وإعادة إحياء الأنشطة الزراعية وتربية الماشية والنحل في المناطق القريبة.
ورصدت لها ميزانية تناهز 290 مليون درهم (نحو 28 مليون دولار).
وكان وزير وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يوم الإثنين، بأن المساحة الإجمالية المتضررة بجرائق الغابات المتزامنة التي شهدها عدة مناطق بالمملكة، بلغت 10 آلاف و 300 هكتار.
وأوضح صديقي في معرض جوابه على أسئلة شفوية بمجلس النواب حول «أسباب وتداعيات حرائق الغابات التي عرفتها بعض مناطق المملكة»، أن المساحة التي كانت مهددة بأن تحترق كليا كادت أن تصل إلى 123 ألف هكتار، مشيرا إلى أن النيران كادت أن تأتي في إقليم العرائش على مساكن تضم أزيد من 5200 عائلة، وأن 35 دوار كان مهددا.
وأكد الوزير أن الحرائق أصبحت تحت السيطرة إلى حدود الساعة، باستثناء حريق اندلع زوال اليوم الإثنين على مستوى جماعة تازروت تتعامل معه طائرات «كنادير»، منوها إلى وجود بعض البؤر بالمناطق المنكوبة التي تنبعث من حين لآخر والتي يتم احتواؤها بالسرعة اللازمة والتدخلات البرية والجوية، مع الأخذ بعين الإعتبار المحافظة على حياة المتدخلين وسلامة الساكنة المحلية كأولوية قصوى.


بتاريخ : 27/07/2022