بعضها محتل والآخر تعرّض لـ «التلف» : أرصفة بأحياء بيضاوية تهدد سلامة الراجلين وترفع من معاناتهم

«تعيش» الأرصفة بعدد من الأحياء البيضاوية حالة من «القهر»، إما بسبب الاحتلال الكلي أو الجزئي الذي يقوم به عدد من الباعة الجائلين ومن أصحاب المحلات التجارية المختلفة وحتى من أصحاب بعض السيارات الذين يهجرون الشوارع مفضلين ركن مركباتهم على الرصيف وغيرهم، أو بسبب الوضعية المتردية التي باتت عليها على مستوى بنيتها، بشكل لم يعد ممكنا السير عليها بشكل آمن، لأنها أضحت تشكل تهديدا للسلامة وتدفع بالراجلين إلى استعمال الشارع رغم المخاطر المختلفة التي قد يكونون عرضة لها جراء هذا الاستعمال غير الآمن؟
أرصفة تم العبث بها وطالها «التلف»، باتت مشكلا كبيرا وعبئا ينضاف إلى سلسلة الأعباء التي يعاني منها المواطنون عوض أن تكون حلاّ، كما هو الحال بالنسبة لعدد من الأرصفة بمقاطعة المعاريف، التي تحيط بمجموعة من المؤسسات الاستشفائية التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، سواء تعلق الأمر بالرصيف المحاذي لمستشفى 20 غشت بزنقة سبتة، أو ذلك المجاور لمستشفى ابن رشد عبر نفس الزقاق، مرورا بمعهد التمريض، فمركز تحاقن الدم وصولا عند مستشفى الهاروشي. هذه الأرصفة المؤدية صوب مؤسسات صحية، لا يستعملها «الأًصحّاء» بالضرورة فقط، بل حتى المرضى والحوامل وغيرهم ممن لا يتوفرون على وسيلة نقل خاصة، الذين يضطرون إلى المشي فوقها وهي التي يمكن أن تتسبب لهم في عارض آخر غير منتظر أو عليهم أن ينزلوا إلى الشارع المكتظ على مدار الساعة فيكونون عرضة لحوادث مختلفة قد ترفع من حاجاتهم الصحية، لتتحول من البحث عن فحص أو غيره إلى البحث عن تدخل من طبيعة استعجالية!
وضعية متردية تعيشها هذه الأرصفة الموجهة لاستعمالات الراجلين، التي لم تدفع وبكل أسف، وعلى امتداد سنوات، القائمين على الشأن العام بمقاطعة المعاريف للتدخل من أجل «علاجها»، علما أبن من بين مستعمليها من المارة من يسير فوقها على قدميه، ومنهم من يستعمل عكازا أو عكازين، ومنهم من يكون مضطرا لدفع كرسي متحرك به مسن أو مريض أو غيرهما، في اتجاه هذه المؤسسات العلاجية، لتنطلق ، بناء على هذا الواقع ، فصول صعوبة الولوج إلى المرفق الصحي من على مسافة بعيدة قبل حتى الوصول إلى بوابته، ويجعل المعنيين بالأمر يحسون بكل السخط وهم يعاينون كيف أن المسلك  الطبيعي المخصص للراجلين لا يمكن أن يتيح لهم هذه الإمكانية، بل يدفعهم إلى «حلول» أخرى بديلة، تنطوي على مخاطر متعددة؟
حالة تعتبر مثالا لحالات أخرى في مناطق وأحياء متعددة، تعيش أرصفتها حالة «هوان» شاملة، توجد في الأحياء الفقيرة وحتى «الراقية «منها، إن لم تكن وضعيتها متردية محفّرة كما لو أنها تعرضت لقصف ما، فإن الاحتلال المختلفة أشكاله، بـ «عربة مجرورة» أو بسيارة رباعية الدفع أو بداعٍ من الدواعي المختلفة، هو نفسه الذي يحول بين الراجلين واستعمال الرصيف المخصص لهم، الذي تمت مصادرته منهم عنوة وعن سبق احتلال و«تمرّد».


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/12/2022