بنكيران…بايت وسخون يا لفقيه !

 

قد أفلح بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في إخراج صنف جديد من»العلوم الفقهية» الخاصة به، وهو «فقه الفطائر في نكاح القاصر «!
اكتشفنا اليوم، كما بالأمس أننا أمام مُنظّر فقهي من درجة «خبّاز» ، فما سنسرده عليكم لا أعتقد أن أحدا سيتقبله لأنه لا يمكن أن يصدر مثل هذا الكلام إلا من أبله تمادى في الخطاب الشعبوي لدرجة الإسفاف، والطامة الكبرى أنه كان يرأس الحكومة في مرحلة معينة من التاريخ السياسي المغربي.
ففي لقاء داخلي قبل أسابيع، ترأس فيه نشاطا حزبيا لنساء تنظيمه، وفي سياق تبرير معارضة مشروع تجريم زواج القاصرات، تحدث بنكيران بلغة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها موغلة في إذلال المرأة، وإهانتها وتقزيم دورها في حدود إشباع رغبة الرجل الجنسية..
قبل التعليق لابد من سرد ما قاله السيد بنكيران بالحرف وبالدارجة ولو أنه ليس من عادتي الكتابة بها.. يقول بنكيران: «هاديك اللي كا يقولو عليها قاصر راها ماشي طفلة بنت 14 و لا 15 عام ماشي طفلة ومن حقها تتزوج.. الزواج راه فرصة… دابا الخبزة إلا بردات ما كاتبغيش تاكلها ياك .. موجها كلامه للحضور.. كا يخص الخبزة تكون سخونة باش تاكلها ،هههههه، ياك… هاديك البنت في إبانها كا تكون صغيرة وجميلة وما كاتقراش وجاها واحد من الطاليان معقول ومزيان علاش ما تتزوجش… «
انتهى كلام الفقيه «بوخبزة»
هذه هي إذن نظرة بنكيران للنساء، هن مجرد خبزات، منهن القاصر» الخبزة السخونة» والتي يريد أكلها، والراشدة « الخبزة البايتة» التي لايريد أحد أكلها..
يحق لنا التساؤل: هل نحن حقا هنا أمام أمين عام لحزب سبق أن ترأس الحكومة، أم أمام شخصية تروج للزواج بالصغيرات «السخونات» على حد تعبيره.
فأي مستند فقهي يتحدث به هذا؟ بالتأكيد إنه فقه اللغو، والذي طغى على الخطاب السياسي ببلادنا لدرجة اختلطت الأمور، ولم يعد الكثير يميزون بين الخطاب، ظاهره وما يخفيه..
هكذا إذن يعتبر مخرج «فقه الفطائر في نكاح القاصر « أن المرأة التي تجاوزت سن الرشد، مجرد، خبزة بايتة لا يهتم بها أحد، فهو لا يشتهي إلا الخبز السخون..
وفي نفس السياق واللقاء، اكتشفنا أن فقيهنا يدافع عن زواج المتعة، ولا غرابة في ذلك ومن بينهم من يعقد القران فقط بعبارة «زوجتك نفسي»، فعقد النكاح عندهم بدعة وأنتم تعرفون مآل البدع…
فعندما يقول بأنه ما المانع إذا تقدم شخص قادم من إيطاليا للزواج من قاصر جميلة أعجبته أن تتزوجه؟
هنا تماديت في غيّك، وأقول لك: ألم تطلع عندما كنت رئيسا للحكومة على التقارير المخيفة لعدد المطلقات، قاصرات وراشدات على حد سواء بمنطقة الفقيه بنصالح والنواحي واللائي تم تزويجهن من مهاجرين كما حببت ذلك أنت؟
أحيلك هنا على المحكمة المختصة لترى بعينيك، لك أن تستمع إلى ضحايا فقهك البئيس لترى حجم المعاناة، لكن لا أعتقد أنك ستتأثر بها، لأن من يرى المرأة مجرد خبزة، إما باردة بايتة أو سخونة، لا يمكن أن يدرك حجم المعاناة بين هؤلاء النسوة ضحايا زواج القاصر والتي هي في أصلها ليست إلا زواج متعة إلا من رحم ربي..
وفي انتظار فتوى جديدة لزعيم «فقه الخبزيات» أقول لنساء المغرب: هذه هي نظرة بنكيران إليكن، فما قولكن…؟


الكاتب : محمد رامي

  

بتاريخ : 22/04/2024