يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين
الامر الذي يعرفونه جيدا هو أنهم لن يعدموا غدا يعرفون أنهم قد يمضون هناك ربع قرن أو أكثر وكذلك يعرفون أنهم قد لايبارحوا مكانهم في سجن الإعدام لقد جاؤوا إلى منازلهم وهكذا ينظر معظمهم إلى الأمر، يقول البعض أن جيمس قتل هارت ليحضى بظروف معيشة افضل ، انه شديد النرجسية وانه يريد ان يظهر للجميع انه حقق انجازا ، الشيء الذي يشبه ولوج كلية الطب بعد الحصول على الباكلوريا ، لقد حقق شيئا سيذكره به الجميع بسبب نرجسيته فقط وليس شيئا آخر ٠
محامي جيمس يؤكد أنه لم يسبق ان مر عليه شيء مشابه قط كان يطلب منك شخص ما الدفاع عنه لينال حكم الاعدام، فجيمس على مدار ثلاث سنوات قضائية خاض معركة قضائية من أجل أن يحال على سجن الإعدام، كما أوصى لمحاميه أن يطلب تعديل لائحة الاتهام إلى جريمة قتل عمد وايضا يسعى لاستصدار حكم الإعدام ٠
محاميوه جميعا أكدوا أن الرجل متزن لم يكن مخلا بالنظام العام اوعنيفا في تعامله معهم ، قالوا انه مصمم على الحكم بالإعدام وكان يرفض الاصغاء إليهم
محاميه السادس أكد أن جيمس عندما التقاه في دار القضاء سأله أن كان يريد الحكم عليه بالإعدام أجاب بالايجاب، فحدد معه موعدا آخر لكن كان يعلم أن موكله قد قضى مدة طويلة في السجن المشدد ومثل هذا الأمر لايساعد على التقويم ٠
أما مايك الاخصائي العقلي والنفسي فقد أكد أن لقاءه بجيمس كان مثمرا فقد وجده متعاونا، صادقا ،وافتح له عن هويته والسبب الذي دخل من أجله السجن ولم يسئ التصرف معه وكان مرتاحا خلال اللقاء معه ، بإستثناء أن جيمس تعرض للعنف حتى أصبح يشكل جزء من تربيته ، وقد ضرب غير ما مرة بالسوط ووالديه تزوجا وانفصلا وتزوجا وانفصلا وكانا مدمنين على الكحول والمخدرات، سجل سوابقه طويل بدء من السرقات البسيطة وتم السرقات المسلحة فالسطو المسلح والقتل٠ تم هناك نقطة أساسية ذلك أن جيمس حكم بعشر سنوات وهو مازال قاصرا لم يبلغ بعد سن السابعة عشر سنة ولذلك تساءل دفاعه ألم يكن وجوبا محاكمته في محكمة الأحداث لان هذه الأخيرة يكون من ورائها إعادة التأهيل بينما في محكمة الكبار تكون الهدف الأكبر هو العقاب ، وكان هذا عقاب له فزاد الطين بلة ولم يكترث للقانون ، وشرع في موجة جديدة من الجرائم في السجن ٠
وجود 79 تقريرا كلها تحمل الضرب والجرح بواسطة السلاح وبدونه والاعتداء على الغير وإدخال سكين إلى المنشأة السجنية وغيرها أنها تشكيل متنوع في سجل جيمس ، لكن ذلك لم يشكل له سياسة الردع بل زاد من تأجيج الحقد في قلبه ، لأنه رجل يقبع في السجن المشدد وبالتالي فإن السجن المشدد لا يعالج في احيان كثيرة الأشخاص الذين يشكلون خطر ، ويعتبر دفاعه أن جيمس من هذا النوع كما يعتقد أن السجين هارت الذي كان شريكه في الزنزانة كان وسيلة ليس إلا لبلوغ هدفه وهذا ما أشارت له التقارير الأخيرة التي حملت تحاليل البيانات بالمحطة الأخيرة لملف ماقبل المحاكمة ، وبالتالي تكون التوصية بإنزال عقوبة الإعدام وهو ماحصل في 18 دجنبر 2012 حيث اصدرت المحكمة على جيمس حكم الإعدام واودع سجن المحكومين بالإعدام ٠
دفاعه وبعد صدور هذا الحكم أكد أن جيمس في حاجة إلى شيء من التعاطف ، رغم كل ما ارتكبه اتجاه الآخرين، فقد دخل السجن وهو يافع لم يبلغ بعد ال17 سنة لقد كان شخصا ودودا رغم سجله السجني ، لقد كان يعتقد أنه سيمارس عليه نفس الفعل الذي مورس على شخص أمامه يبلغ من العمر 65 سنة ، لذلك قرر أن يرتكب فعلا أشد ينقده من الاعتداء حينما يبلغ هذا العمر وقرر تصفية زميله في الزنزانة.
قضى إلى حدود اليوم جيمس مايزيد عن 37 سنة في السجن أكثر من عشرين سنة في السجن المشدد وأكثر من 15 سنة في حي الإعدام، وخلال هذه المدة لم يكن له أي اتصال خارجي مع العالم ٠
داريل ابن خالة جيمس أكد أن والدي الأخير نسياه ولم تعد لهما أية علاقة به حتى اخويه لم يسبق ان زاراه أو سألا عنه فالجميع تبرأ منه ولم يساعده اي واحد في مساره الجديد لا ماديا ولا معنويا بإستثناء داريل الذي ظل يتواصل معه إلى الآن ،أجرى اتصالا به مباشرة بعد الحكم عليه بالإعدام بسنة واحدة، الهم قلبه وعلم أنه في السجن ولكن لم يكن يعلم أنه حكم عليه بالإعدام، كتب جيمس رسالة من نصف صفحة إلى داريل فرد عليه برسالة جوابية أكثر شوقا .
كان جيمس يعتبر ابن خالته داريل وعائلته جزء منه وكان يتمنى أن لايرحلوا كالاخرين بعد شهر أو شهرين كانت رسائله جد معبرة عن احساسه اتجاه هذه العائلة فعادة ماكان يختم رسائله بأحبكم أو ليبقى نور الرب ساطعا عليكم أو احبكم جميعا يارفاق ، وكأن قلبه قد لان ٠
عجبا كيف عاش هذا الرجل كل هذه المآسي، لم يحب ولم يحبه أحد، لم يتزوج، لم ينجب ولم يفعل اي شيء مما يفعله الجميع في الحياة، عاش في عالم مختلف حسب داريل، لكن هذا الأخير يؤكد أن نتيجة كل هذا انطلق حين كان جيمس طفلا يخطو خطواته الأولى، هناك أولياء أمور يحبون أبنائهم حد الموت ، فيما لم يكن حال جيمس كذلك مع أمه وأبيه ، مر من حياة شاقة تم دخل السجن في سن 16 ، ليس وحشا اوشريرا بالفطرة لم يحظ الرجل بالحب قط ٠
داريل، لا يعرف توقيت إعدام جيمس لان الأمر موكول لولاية فلوريدا، إلا أن داريل قد قرر أن يحضر عملية إعدام جيمس لأنه يعلم أنه في حاجة إليه، وأنه يفضل أن يعدم على أن يعيش أربعين سنة أخرى في السجن ٠
جيمس بعد كل الذي حصل ، لايحمل أحدا وزر ذلك ويعتبر أن المجتمع غير عادل ، ولا شيء مثالي كما أنه كان ينبغي أن يكون متزن لكن النظام السجني لم يكن عادلا وكان جد قاس وطالب من الحراس أن يكونوا أكثر اتزانا وانصافا مع السجناء ٠
جيمس اليوم جاهز للموت ، لأجل ذلك أوقف دعوى الاستئناف رغم أنه يعلم جيدا أن الوقت يمكن أن يطول أو يقصر
