بوح قاتل يكسر صمت حي الإعدام -11- هل فيكتوريا سميت هي من قتلت زوجها كريس ام نابت عن ابنها في تبني الجريمة؟

يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين

أدينت فكتوريا سميت بجريمة قتل من الدرجة الأولى، وكانت عقوبتها السجن المؤبد بالإضافة إلى خمسة وعشرون سنة سجنا. نشأت فيكتوريا في حي بوبلار بلون في ميسوري وسط عائلة تتكون من ثمانية أفراد توفي إثنين منهما، كانت مقربة من اثنين منهم ٠ وقد عانت كثيرا من مشكلات صحية وتعليمية حيث كان مستواها التعليمي متوسط أو أقل بكثير ، حيث أن مستوى ذكائه لم يكن يتجاوز 75 نقطة مما يجعلها من ذوي الإعاقة الذهنية ٠
تربت فيكتوريا وسط عائلة تعيش على الضمان الاجتماعي، مجهولة الأب، إذ لم يسبق لها أن تعرفت عليه وكان والدتها قد اخبرتها أنه ربما كان قبطان زورق نهري أو يعمل على ظهر زورق نهري ، وقد كانت تحس أن حب والدتها قاسيا جعل منها امرأة قوية ، كما لم تكن في السابق وقد استمدت كل ذلك من والدة سكيرة لاتفارق الخمر وكلما عاقرت الخمر كانت تصب جام غضبها عليهم حيث كان يحصل ذلك مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع ٠
وفي الخامسة عشرة انتقلت الى لويزيانا للعيش مع اختها الكبرى غولدي ، وفي سن السابعة عشرة وجدت فيكتوريا نفسها حامل حيث وضعت طفلها كيني سنة 1983 كان أروع شيء في العالم بالنسبة لها ، إلا أن والده كان عربيدا يسيء لها باستمرار ، كان مدمن كحول ومخدرات ، وكان تعرضها للاساءة طبيعيا بالنسبة لها حيث تتعرض للخنق واللكم ٠الا أن فيكتوريا كانت تحس أن كل علاقة خاضت فيها تتعرض للاساءة ، وهذا كان صعب عليها لدى بعد عامين قررت فيكتوريا ترك والد ابنها لتحمي طفلها كيني من العالم ، أرادت له أن يحضى بحياة جيدة لا تساء معاملته ، وما كان ليعيش لو بقي بالقرب من والده ٠لتعور إلى ميسوري لتعيش مع أمها، وهي الفترة الذي بدأت تشتغل في مهن مختلفة فيما والدتها تعتني بطفلها ، وكانت فيكتوريا تلزم المنزل مع ابنها أيام راحتها ٠
في سنة 1986 صارت والدة فكتوريا هي الوصية الشرعية على ابنها كيني واجبرتها على توقيع وثيقة تنص على ذلك أو عليها مغادرة المنزل وهو التحول الثاني في حياة فيكتوريا حيث عادت إلى معاقرة الخمر والتعاريف لمواد مخدرة أخرى لايفترض بها تناولها ٠
سنة 2000 دخلت في دوامة علاقات فاشلة ، وفي سن 34 تعرفت على كريس الذي كان شخصا لطيفا لايعاطى الخمر أو المخدرات عاشت معه فيكتوريا الحياة واستمتعت معه بوقت جميل ، إلا أن إصابته في عمله قادته إلى استعمال الأدوية الافيونية حيث غيرت فيه الكثير فبدأ في الصياح وتحول من شخص هادئ إلى آخر عدواني يضربها وكم من مرة اسقيها ارضا أو على طاولة الطعام حتى أنها أصبحت تخاف على حياتها وكثيرة الاتصال بشقيقتها لتخبرها بما يحدث ٠
وفي 2012 أصيبت فيكتوريا بجلطة دماغية جراء ضغط الدم المرتفع، وعند عودتها إلى المنزل كانت تعتمد على العديد من الأدوية لتخفيض الضغط ٠
كانت فكتوريا هي من تدير المنزل تقريبا تطهو، تؤدي الفواتير لكن مرضها اخد منها الكثير فلم يعد بوسعها القيام بهذه الأعمال كالسابق حاولت الا انها كانت ضعيفة جدا ٠
أما كريس فقد أصبح أكثر عدوانية لأنه لم يعد يجد ما الفه بالمنزل حتى أنه أصبح يتصرف كمجنون ٠
تحولت فيكتوريا من تلك المرأة النشيط إلى إمرأة شبه مجنونة تهدي طيلة اليوم، تصرخ احيانا وكانت بصدد الرحيل عن البيت حيث جمعت كل أغراضها وبدأت في الاستعداد للتخلص من بعض الأغراض التي ليست في حاجة إليها، عندما وقعت الحادثة ٠
لم تعد فيكتوريا تتذكر ماحدث قبل الحادثة، كانت مستلقي فوق السرير بين النوم واليقظة تقوم بين الفينة والأخرى، تتجول في فناء المنزل ذهابا وجيئة ، وفي لحظة ما كانت دخلت إلى المطبخ من أجل جلب السجائر ، إلا أنها لن تحضرها وحضرت مسدسا محشوا بالرصاص وهي اللحظة التي وسوس لها صوت ما وحثها على قتله ، كان كريس نائما على الاريكة ، عندما أطلقت النار عليه ، وهذا آخر ما تتذكره ٠
اتصلت فيكتوريا بالطوارئ على الفور ، واعترفت بارتكابها جريمة قتل ، وبعد اعتقالها على التحقيق الأولي أعترفت أنها هي من قامت بإطلاق الرصاص عليه وقتلته، وبعد ثلاث سنوات من المحاكمة اذينت بجريمة من الدرجة الثانية وحكمت بالسجن المؤبد ٠


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 15/04/2023