المناضل اليساري محمد بن سعيد آيت إيدر مسار نضالي غني وطويل

 

هو المناضل محمد بن سعيد آيت إيدر اليساري المغربي الذي قاوم الاستعمار الفرنسي وشارك في تأسيس جيش التحرير، وبعد الاستقلال عارض الحكم الملكي فاعتقل، ثم عاش في المنفى، وصدر عليه حكم بالإعدام غيابيا.
ولد المناضل  محمد بن سعيد آيت إيدر يوم 1 يوليوز 1925 في قرية تينمنصور بمنطقة أشتوكة آيت باها، تلقى تعليمه في عدد من مدارس منطقة سوس العتيقة، ثم انتقل إلى مراكش حيث تابع دراسته في مدرسة ابن يوسف، المؤسسة الشهيرة التي خرجت العديد من عناصر النخبة الوطنية أيام الحماية.
باسم منظمة العمل الديمقراطي الشعبي،دخل محمد بنسعيد أيت ايدر البرلمان، وكان وجها بارزا عرف بإثارته لقضايا حساسة، فقد كان من أوائل السياسيين الذين طرحوا قضية معتقل تازمامارت المسكوت عنه.
قاد آيت إيدر خلال مرحلة المقاومة عددا من الخلايا التي خاضت الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، وتولى المسؤولية السياسية عن جيش التحرير المغربي في الجنوب، وشغل عضوية المجلس الوطني للمقاومة.
وبعد سنوات من المنفى في عهد الاستقلال، أسس منظمة العمل الديموقراطي الشعبي، وانتخب أمينا عاما لها سنة 1983، وأصبح نائبا برلمانيا باسمها. وفي إطار اندماج عدد من الأحزاب والحركات اليسارية، تولى المهمة الشرفية رئيسا لليسار الاشتراكي الموحد عام 2002.
ولم يمنع الطابع الراديكالي للمنظمة من المساهمة إلى جانب أحزاب وطنية أخرى في تأسيس الكتلة الديمقراطية عام 1992، وهو التحالف الذي كان له دور ضاغط على الإصلاحات في أواخر عهد الحسن الثاني.
واجه لاحقا تحدي الانشقاق الذي تعرض له حزبه عام 1996 بانسحاب مجموعة من القيادات التي انتظمت في حزب جديد، لكنه عاد من جديد لتوسيع عائلة اليسار بالاندماج مع أحزاب وحركات أخرى في حزب اليسار الاشتراكي الموحد عام 2002.


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 19/10/2023