1
هَذَا الصَّبَـاح…
اسْتَيْقَظْتُ مِن غيبوتـي
وقتَ الْفجر ،
مِن خَرِيفِ عُمْـرِي
جَلَسـتُ…
بِجَانِب نَافذَةٍ مُهْتَرِئَـةٍ
أتوكَّـأُ…
عَلَى جِذْعٍ شُرْفِه مُتْعَبـة .
2
خَارِج النَّافِـذَة ،
شَابٌّ يَمْسِك قَارُورَة نَبِيذ،
يَنَامُ عَلَى رَصِيف مُتَهالِك
مِثْل طَائِرٍ جَرِيحٍ ،
خَرَج للتَّوِّ مِن مَصيدَة مُعدمة .
3
رَأَيْـتُ…
وَرَدَة تَمِيلُ إلَى الِاصْفِرَارِ
مَدَدْتُ أَنْفِي لِأستنشِقهَـا،
أحسسـتُ…
أنِّي فقدتُ نِعمة الشَّم…
4
استرقـتُ
النَّظَرَ إلَى عُيُون الشَّارِع
كَان رَصِيفُ المِيناء
يَتَضَرَّع أَلَماً ،
مِن شدة الخوف
وغَيْمـة…
تَسْقُطُ مِنْ السَّمَاءِ،
تُبَلِّل العُشْب الْجَافَّ
فِي سَاحَةٍ مُظْلِمَة
فِي مَدِينَةٍ…
تَسْكُنُهَا رياح هوجَاء.
5
هُنَـاك…
على هامش الطريق
تَعثَّرتْ كلماتِـي
عَلَى جِسْرِ الدُّرُوب
فِي الرمادية اللامتناهية،
تُحِيط بِي قبَاب الأضرحة
6
فِي الظَّهِيـرَةِ…
يَكَبُر ظِلِّـي
عَلَى أَغْصَانَ شَجَرَةِ الكالِبتُوس.
مسكونُُ بالريبة والخوف،
أَسْتَنِدُ إلَى دَرْج ذاكرتِـي
أَسْدِلُ سَتَائِر الْحُلْم الْأَبْيَض
وأفترشُ وِسَادَة الْقَصِيدَة
7
لَا أَتَذْكُر…
كَيْف رسمتُ يَدِي عَلَى خَدِّي
أسْتَفْسَرُ حَدْسِـي
هَلْ أَنَا وَحْـدِي،
فِي حَالَةِ شُـرُود.