تأبين أيقونة الإعلام الرياضي امحمد عزاوي :إجماع على تفرد الراحل وكفاءته المهنية ومساره الغني

7

تجسيدا لثقافة الاعتراف، ووفاء لروح « امحمد عزاوي»، أحد أهرامات الصحافة الرياضة المغربية، والذي غادرنا إلى دار البقاء، دون أن يرحل عن ذاكرة محبيه بحضوره القوي وراء ميكروفون الإذاعة الوطنية، بصوته المتفرد بنبرة قوية، وانسياب يمزج بين هدير موج، وهبة ريح، نظمت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، بشراكة مع المكتبة الوطنية بالرباط، عصر أول أمس الثلاثاء، حفل تأبين بقاعة ندوات المكتبة الوطنية بالرباط، امتزجت فيه أحاسيس لوعة الفراق، ولحظات لاستحضار ذكريات» امحمد عزاوي» أيقونة الإعلام الرياضي المغربي، بمهنيته وسمو أخلاقه، بنجاحاته التي كانت بداياتها من مدينة فاس كمعلق رياضي، عرف كيف يبهر متابعيه عبر الأثير بصوت كان من أسباب قوته – وانتشاره – وشهرة من خلال تقديم برنامج» الأحد الرياضي»، الذي كان يديره بكثير من الإبداع.
الفقيد كان في مستوى تحدي استلام المشعل من الراحل»نور الدين اكديرة»، مشعل التوهج، ومشعل إدارة كفاءات عالية وهامات شامخة من الصحافيين الرياضيين.
حفل التأبين، كان فرصة لرفيقة العمر الإعلامية،»فاطمة التواتي»، لتبرز مكانة الراحل كأب، كإعلامي وكإنسان ملك قلوب الكثير من جايله وذلك بتوثيقها لمسار زوجها وزميلها من خلال الشريط الوثائقي «لن ننساك»، وكان بمثابة ميثاق وعهد للراحل بأنه سيبقى خالدا وشامخا وحاضرا بيننا.
وتجلى شموخ الراحل من خلال تأبينه من طرف «بدر الدين الإدريسي»، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية الذي جمع كل جواهر الكلام، وكل عبارات الرثاء التي جعلت مآقي الحاضرين تدمع وقلوبهم يعصرها الألم، وحضرت كلمة عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وعبد الكبير اخشيشن، ومن زملائه حضر القيدوم العابد السودي القرشي ورشيد جامي، رئيس قطاع الرياضة بالإذاعة الوطنية، وجمعية رياضة وصداقة ورياضيون ومسيرون .
وعرف حفل التأبين تكريم أفراد أسرة الفقيد (رفيقة دربه فاطمة التواتي وبناته إبتسام وإنصاف وهند وابنه المهدي، وذلك من طرف الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والنقابة الوطنية للصحافة الرياضية.
يذكر أن الراحل فارق الحياة بتاريخ 5أبريل 2023، بعدما ختم مساره المهني رئيسا لمصلحة الإنتاج والبرمجة .

قالوا عن الراحل

فاطمة التواتي، رفيقة درب الراحل
كان بلسما للعائلة ومدرسة في الإعلام الرياضي
«سررت جدا بهذا الحفل التأبيني لفقيدنا «محمد عزاوي» رحمه الله، وقد استمعنا إلى شهادات صادقة وإلى مشاعر طيبة، كانت بلسما بالنسبة للعائلة. هذه الشهادات ساعدتنا وستساعدنا على تجاوز ألم ووجع الفقد.
«امحمد عزاوي» مدرسة بذاتها في الإعلام الرياضي الوطني، وشهادتي مجروحة فيه كزوجة وكزميل.
امحمد عزاوي، كان بلسما من حرير، كان خدوما، وصبورا، وطموحا والحمد لله أنه مد يده للكثير من الصحافيين الشباب، وهم الآن نجوم في الإذاعة والتلفزة.

بدر الدين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية.
«امحمد العزاوي» ورث الإبداع من مدرسة الإذاعة الوطنية
«نحن في لحظة مؤثرة، لأننا نسترجع ذكرى إعلامي رياضي كان قدوة وشعلة، لأنه ورث الإبداع من مدرسة كبيرة وعريقة ألا وهي الإذاعة والتلفزة الوطنية، التي خرجت أسماء بارزة في مجال الإعلام الرياضي. إضافة إلى هذا الإرث فإن الراحل»امحمد عزاوي» كان شغوفا جدا، وهو ما قاده إلى الاحتراق، شغفه هو ما جعله يقضي ساعات داخل مقر الإذاعة الوطنية لأنه وبكل بساطة، كان يعرف قيمة المستمع والمتلقي، وكان رحمة الله يقدر قيمة المايكروفون. ولهذا كان يقدم أجود ما لديه في كل برامجه الأسبوعية أو النصف أسبوعية.
«امحمد عزاوي» كان ينتحر عشرات المرات من أجل إرضاء كل متتبعيه بصوته الرائع، ومقارباته الجميلة وتأسيسه لأسلوب جديد في تقديم برنامجه العريق «الأحد الرياضي».
«عبد الله البقالي»، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
كان قطبا من أقطاب الإعلام الرياضي
«تعتبر هذه المبادرة التي قامت بها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والجمعية المغربية للصحافة الرياضية. أقل ما يمكن القيام به في حق الراحل.
«امحمد عزاوي» الذي بعتبر المؤسس لجيل الإعلاميين الرياضيين. ويبقى تاريخه متميزا في الإذاعة الوطنية بفاس والرباط.
امحمد عزاوي كان قطبا من أقطاب الإعلام الرياضي، في زمن كان من الصعب أن يصبح فيه الفرد قطبا، لأنه لم تكن هناك مؤثرات خارجية تساعد على صناعة الاسم .
في زمن» امحمد عزاوي» وجيله كان لابد من الكفاءات الذاتية، والإمكانات الذاتية هي التي تجعل الإعلامي معروفا ومشهورا، يضاف إلى ذلك أن الراحل برز في مرحلة صعبة سياسيا ومهنيا وتقنيا.
وحينما نخلد اليوم ذكرى تأبينه فإننا نخلد اسمه على المشهد العالمي الوطني وهو يستحق أكثر من ذلك.»
رشيد جامي، رئيس قطاع الرياضة بالإذاعة الوطنية.
«امحمد عزواي» نموذج للواصف الرياضي.
هذه المناسبة هي فرصة لاستحضار روح الزميل» امحمد عزاوي»، الذي لنا معه ذكريات كثيرة وجميلة على المستوى المهني والإنساني، وقد كان رحمة الله عليه من أجمل الأصوات التي جاد بها الزمن، وقد عشت معه مجموعة من التجارب التي أعتبرها مهمة في مساري المهني منذ سنة 1988.
«امحمد عزاوي» لم تكن له ضوابط على مستوى القاموس الإداري، ذلك إنه كان لا يؤمن بالراحة، ولهذا كان يشتغل أحيانا كل أيام الأسبوع. وقد يقضي ساعات طوال داخل الإذاعة الوطنية. الراحل كان نموذجا للتفاني والعطاء المهني .
رحمة الله على الفقيد الذي لم تؤثر فيه المسؤولية الإدارية، وظل وفيا للميكروفون وللمستمعين، ولهذا فإنه لم بتغيب قط وإلى حدود تقاعده عن برنامج العالم الرياضي»:


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 24/06/2023