تأجيل الدورة 32 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء

 

اعتادت الدار البيضاء أن تحتفي بعرس مسرحها الجامعي كل سنة و في هذه الفترة الزمنية مع إطلالة الصيف و انتهاء الموسم الجامعي، بدءا من 1988، لكن و مع الظروف التي يعيشها العالم حاليا على جميع المستويات و التي على إثرها أجلت عدة مبادرات متنوعة و تظاهرات و مهرجانات، ينخرط المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في هذا الحدث و الدينامية تطبيقًا للتدابير الوقائية و الاستباقية التي اتخذها المغرب لمكافحة وباء كورونا كجزء من مكافحة انتشار « كوفيد 19» و لضمان سلامة الضيوف و المشاركين، و بذلك قررت اللجنة المنظمة للـ FITUC تأجيل الدورة 32 للمهرجان التي كان من المقرر انطلاقته من 7 إلى 12 يوليوز 2020.
في هذا الإطار صرح الأستاذ عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك و رئيس المهرجان أن قرار التأجيل لحلم معتاد في زمانه و مكانه قرار صعب و مؤسف للغاية، سيما و لجنة تنسيق المهرجان اشتغلت طيلة السنة مع الكثير من الجدية لتنظيم الدورة 32 من المهرجان لتحقيق دورة حالمة تحتفي بالحلم و مع الحلم و من أجل الحلم، سيما و المسرح له علاقة جدلية بالحلم بصفته إبداعا إنسانيا يوظف المخيال و آليات الحلم في كل أبعادها..، وصولا إلى تحقيق حلم العرض المسرحي الذي كان فكرة ثم رؤية و مر من مراحل حالمة متعددة إلى أن أصبح فرجة تحلم بالتواصل مع المتلقي.
اقترح المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، وفق قناعات منظميه الذي يواصلون الحلم عقب كل دورة من المهرجان على حدة، العديد من الأفكار و المشاريع المسايرة لتوجهات المهرجان الفنية و الثقافية و الإبداعية و التواصلية و الإنسانية تحديدا؛ لكن ملابسات الوضع الوبائي على مستوى العالم حال دون تحقيق هذا الحلم و ظلت فكرة سلامة الضيوف و المشاركين و المنظمين مسيطرة على الأجواء، فكان تأجيل الحلم.
من هنا يعلن المنظمون أن الدورة المقبلة ستواصل الحق في الحلم و إنشاء ديناميكية جديدة تهدف إلى وضع استراتيجيات و آليات تنظيمية متجددة تأخذ في الاعتبار التطورات التي يشهدها العالم حاليًا، و ذلك بهدف تحقيق رؤية و أهداف المهرجان باعتباره أكبر و أقدم المهرجانات المسرحية في العالم؛ إذ يستقبل كل عام، و من جميع أنحاء العالم، نخبة من الفنانين الشباب المبدعين الممثلين لجامعات دولية و مدارس عليا، في ملتقى دولي و مؤتمر فوق العادة، مما يعكس انفتاح المغرب و جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء و كلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، على تجارب و متغيرات و تحديات المعمور، تحقيقا لأهم أهداف المهرجان الذي ينفتح على شبيبة العالم معتمدا ديبلوماسية ثقافية موازية تعتمد تلاقح الثقافات و حوارها، الأمر الذي انعكس على المنجز الإبداعي و العلمي و التواصلي و أثر بشكل ملاحظ على تجارب الطلبة و الباحثين و الدارسين و الممارسين للفنون و على تجارب المسرح المغربي المتعددة و المتنوعة بالحلم و من أجل الحلم و يبقى الحق في الحلم مشرعا نحو كل المشاريع و الأفكار الحالمة…


الكاتب : أحمد طنيش

  

بتاريخ : 28/07/2020