كشفت لجنة تحكيم ” مهرجان البوابة الرقمية للفيلم القصير الدولي – يوليوز 2021 “، بعنابة الجزائرية مؤخرا ، في حفل الاختتام الافتراضي، عن هوية الأفلام الفائزة، معلنة عن تتويج الفيلم القصير ” العصا “، لمخرجته المغربية فاطمة أكلاز، بالجائزة الأولى الكبرى، من بين الأفلام المنتقاة، من مجموع الأفلام المشاركة في النسخة 15 للمهرجان، و هي 30 فيلما، من 20 دولة، بينها 3 دول شاركت لأول مرة، المكسيك، جنوب إفريقيا و التشيك.
و كما كان مرتقبا، فمن قاعة ” السينماتيك ” بعنابة الجزائرية، أعلن أعضاء لجنة التحكيم الدولية الدائمة، برئاسة أبوشعيب المسعودي ( من المغرب )، إلى جانب مروان طرابلسي ( من تونس ) و نور الدين برابح ( من الجزائر )، عن الأفلام الفائزة، وعلى رأسها فيلم ” العصا ” ( من المغرب ) لمخرجته فاطمة أكلاز، الذي فاز بالجائزة التي تم وصفها في الإعلان بالأولى، الكبرى و الذهبية.
و بينما كتب سيناريو فيلم ” العصا ” جلال بالوادي، قام بالمراجعة الفنية السيناريست عبد اللطيف نجيب، و إدارة الانتاج و الدعم اللوجستيكي للفنان كمال كاظيمي و شركة الانتاج النورس، فيما قام بتشخيص الأدوار الفنان جمال لعبابسي ( دور الجد الهاشمي )، و حليمة خليفة ( دور الأم )، و الطفلان إلياس أكلاز والطفلة اريج حجيلة، ثم حنان عشاب ( أمهما )، و هي بنت الهاشمي، اما أيمن الزاهيري فقام بدور الإبن البكر للأخير.
و تدور أحداث الفيلم بوسط قروي، و تتلخص قصته في حكاية رجل كهل و مريض ( الهاشمي )، حامل لسلوكيات سيئة من التعنيف، حتى أنه كلما طلب منه أحد حفيديه قضاء غرض ما إلا و انهال عليه بالضرب المبرح دون أي سبب أو مبرر، و في كل مرة يتساءل الحفيدان ( حمزة وزينب )، بفضولهما الطفولي، عن ملابسات تصرفات الجد، و على الحائط يخطان عدد الضربات لتبقى شاهدة على عنف هذا الجد.
العنف المذكور سيدفع بالابن الأكبر للهاشمي إلى ترك البيت و الرحيل، و هو الأمر الذي لم يكن سهلا بالنسبة لوالدته التي سقطت طريحة فراش المرض، فيما الجد الهاشمي يداري داء الربو الحاد و آلام المفاصل التي فضل معالجتها بمرهم ” السمن الحار “، حيث أمر حفيده حمزة بإحضار المرهم من عند عمته، و لما كان الطفل في طريق عودته للمنزل زلت قدمه و تكسرت جرة صغيرة كانت بيده مليئة بالسمن.
و لأن الحفيد اعتاد على عنف الجد، لم يكن منه سوى ” إعطاء ” ظهره لهذا الجد بشكل تلقائي، و ذلك في لحظة حرجة لم يعر فيها هذا الحفيد أدنى اهتمام لحالة الجد الذي كان وقتها يصارع نوبة اختناق حاد، و يشير إلى بخاخ الربو، حيث كان الحفيد في موقف رضوخ و استسلام ينتظر ضربات الجد، و ذلك أكثر من إدراكه لحالة الاحتضار التي كان عليها هذا الجد الذي سقط صريعا و مودعا الحياة.
و قد فات لاسم المخرجة فاطمة أكلاز أن لمع، خلال يونيو عام 2020، بعد إعلان ” مهرجان مينا السينمائي الدولي “، بلاهاي بهولندا، و المنظم في دورته الثالثة تحت شعار ” الهويات و الأقليات “، عن تتويج فيلمها الروائي القصير ” الوشم “، عبر الأثير الرقمي، بجائزة أفضل فيلم، و يعالج ظاهرة التحرش و اغتصاب الطفولة، علما أن فيلم ” الوشم ” يجر خلفه مجموعة من الجوائز الوطنية بمهرجانات و ملتقيات على المستوى الوطني.
و لم يكن مفاجئا تتويج فيلم ” العصا ” بالجائزة الأولى في ” مهرجان البوابة الرقمية للفيلم القصير الدولي “، نظرا للرصيد الفني لمخرجته فاطمة أكلاز التي تمكنت من ترسيخ اسمها، سواء كممثلة، أو مخرجة لتسعة أفلام قصيرة، منها مثلا ” لعبة الحبل ” ( 2012 )، ” الراعية ” ( 2014 )، ” الوشم ” ( 2017 )، ثم ” العصا ” ( 2020 ) قبل تصوير فيلمها الوثائقي الجديد ” اللغم الأخير ” خلال العام الجاري 2021.