تجارب الترامواي «تتعثر» بسبب الاكتظاظ واختناق مروري «عالي التردد»

أكثر من مليون و 600 ألف مواطن توافدوا على درب السلطان قبل عيد الفطر

 

 

شهدت منطقة درب السلطان في مدينة الدارالبيضاء خلال الأيام الأخيرة، وعلى غرار كل سنة، توافدا كبيرا للمواطنات والمواطنين من داخل وخارج المدينة، وتحديدا على مستوى شارع محمد السادس، حيث يتواجد عدد كبير من القيساريات، انطلاقا بالحفاري، مرورا بـ “عزيزة” و “غرناطة” و “العطّارين” و”الشاوية”، وصولا إلى “الأمراء”، دون نسيان باقي “القيساريات “المستحدثة”، والشوارع والأزقة المتفرعة عبر “العباسيين” وغيرها، التي افتتحت فيها محلات تجارية لبيع الملابس التي تمتد إلى غاية السجن المحلي “عين البرجة”.
إقبال قدّرته مصادر الجريدة بأكثر من مليون و 600 ألف شخص، مبرزة أنه كان من المتوقع أن يصل إلى أكثر من مليونين، لكن الإجراءات الاستباقية التي تم القيام بها لمنع استغلال الممرات الطرقية وفتح الطريق العام، ساهمت في تقليص العدد، مضيفة بأن رقم المتوافدين على المنطقة كان يرتفع يوما عن يوم، ووصل ذروته أول أمس السبت. وبدت ملامح الاختناق المروري الذي عاشته شوارع وأزقة المنطقة نهاية الأسبوع من محاور طرقية بعيدة نوعا ما عن قلب درب السلطان، كما هو الحال بالنسبة لـ “الطريق السريع”، وشارع المنظر العام بتراب عين الشق، نزولا صوب شارع 2 مارس، وموديبوكيتا، وشارع أبي شعيب الدكالي، وعبد الله الصنهاجي، وكذا “أولاد زيان”، نحو حي الأمل ودرب الكبير، وفي اتجاه البلدية كذلك، صوب “الحبوس” وغيره، وصولا إلى منطقة “كراج علال”، التي اكتظت واختنقت كل جنبات الشارع فيها وفي غيرها، سواء تعلّق الأمر بأصحاب المركبات المختلفة أو بالراجلين.
اكتظاظ، انعكس حجمه الكبير على حركية الشوارع التي تعطّلت، مما فرض منع السير في بعض الاتجاهات، وتحويل عدد من المسارات عند تقاطعات بعينها، من أجل محاولة ضمان حدّ أدنى من الانسيابية، التي لم تتحقق نظرا للعدد المرتفع لمختلف وسائل النقل التي توافدت على المنطقة، مما جعلها تعيش أكثر من اختناق، كان عدد من الأمنيين أمام ملامحه الظاهرة في نقاط، ومواطنين في نقاط أخرى، يحاولون التخفيف من حدّته ووقعه بشتى الوسائل. ولم تكن المركبات المختلفة السبب الوحيد في الاختناق المروري، إذ ساهم الراجلون بدورهم في الرفع من منسوبه، بعدما أصبحت الأرصفة تعجز عن استيعاب المارة، الذين نزلوا إلى الشوارع، بل أن عددا كبيرا منهم لم يهتم في كثير من الحالات بـ “جرس” الترامواي وهو يعلن مروره في شارع محمد السادس، في إطار عمليات “التجريب”، فتسببوا بذلك في فرملة تحركات العديد من “قاطراته” لأكثر من مرّة، في مشهد طرح العديد من علامات الاستفهام؟
وإذا كانت علامات الاختناق المروري في درب السلطان قد بدت واضحة بكل تجلياتها خلال الأسبوع الأخير، فإن العديد من المواطنين الذين التقتهم “الاتحاد الاشتراكي”، أكدوا على أن هذه الوضعية لم تكن مقتصرة على الأيام الأخيرة فقط، مشددين على أنها “ميزت” شهر رمضان الأبرك كله، بسبب عوامل متعددة، أدت إلى اختناقات مرورية متكررة، ونتج عنها حوادث ومشاداة ومشاحنات مرات عديدة، مضيفين بأن المنطقة تتطور تجاريا أكثر فأكثر، وتشهد إحداث إقامات سكنية جديدة، مقابل بنية مرورية هي نفسها، مما يعني ضغطا أكبر، وهو ما يتطلب البحث عن حلول عملية، وتفعيل ما تم تسطيره وتم الإعلان عنه مرات ومرات، في علاقة بالأسواق المختلفة، سواء سوق الحبوب أو “البياضة” أو درب عمر وغيرها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/04/2024