تجربة جديدة في المونودراما للمخرج المسرحي عبد الرحيم النسناسي

 

تستعد جمعية «القناع الأزرق « لإصدار عمل مونودرامي جديد تحت عنوان « المنسية « من تأليف الأستاذ نور الدين بنكيران و تشخيص الفنانة أمينة وسينوغرافيا و إخراج الأستاذ عبد الرحيم النسناسي و إنتاج الأستاذة فاطمة كورديد.
« المنسية» تستعرض أحداثها حكاية امرأة عاشت الفقر و الظلم بجميع ألوانه..، فالمنسية ( وردة ) واحدة ممن تنكر لهن المحيط و المجتمع الذي لا يرحم، عاشت حياة من جحيم بين المطرقة و السندان، صراع مع الكل.. ، نتج عنه سجن و عذاب و آلام و ولادة و موت و هجرة إلى المجهول.
بين الأب ( الخضر ) المتسلط، الجاهل، الفاسد و الأم ( راضية ) المغلوب على أمرها، التائهة، الشاردة، الحية – الميتة، المعذبة في الارض، ضاع منها الأولاد ولف حبل الجهل و النفاق و الكذب و الفساد عنقهم، تاه من تاه، و هاجر من هاجر..، و منهم من وراء القضبان، وط الدار اللي جمعتهم أصبحت خراب».
الخالة ( الصافية )، رغم إدراكها و تلقيها العلم على يد أبيها ( الروداني ) المناضل، إلا أن الواقع المر جعلها تعيش في دوامة الصمت القاتل، تعاني و تتألم داخليا لتتراكم العقد النفسية و الأزمات ( ملي بغات المنسية تفرح زاد القرح على القرح، ضاع هاشم حبيب العمر و مجموعة من الشباب و غرقوا في البحر، هاجروا و لم يصلوا أبدا إلى بر الأمان)، قصة المنسية لم تنته، بل بدأت من جديد، بأحداث وعناوين شتى.
يذكر أن فرقة « القناع الأزرق للمسرح والثقافة « بالجديدة تأسست سنة 1989، و انطلقت من المجتمع، من طموحات مبدعين و من جهود فنانين ممن كانت لهم تجارب في فرق مسرحية هاوية، فكروا بتأسيس « القناع الأزرق للمسرح و الثقافة «، وكان على رأسهم عبد الرحيم النسناسي، الذي سخر كل إمكانياته المادية لتحقيق هذا الحلم الذي راوده عدة سنوات، و عرضت الفرقة المسرحية عرضها الأولى تحت عنوان « البئر «، جمعت الفرقة أغلب البارزين في حقل المسرح بمدينة الجديدة، كما احتضنت مجموعة من الشباب الطموح٬ ممن جمعهم رابط الفكر و الصداقة. لذلك سعت الفرقة إلى الاعتماد على الأهداف الآتية: تقديم المسرحية المغربية الهادفة وتطويرها، تقديم المؤلف المسرحي الجديد وتشجيعه، الالتزام بالجانب الاجتماعي والسياسي، تقديم بعض المخرجين من أعضائها الممثلين، منح الفرص للممثلين الشباب بالاشتراك في أعمالها، وتعميق الوعي الجماهيري بالثقافة المسرحية وقيمها الفكرية والجمالية..
هذا وقد انتعشت الفرقة في العشر سنوات الأخيرة، فكانت واحدة من أبرز الفرق المسرحية، لما احتوته من عناصر متكاملة: ففيها المؤلف المتخصص الواعي في اختياراته لموضوعاته التي تهم الناس و تحاكي الواقع الاجتماعي في كل فترة من الفترات التي مر بها المغرب و العالم، وهناك مخرجون محنكون من أساتذة المسرح «الجديدي « المعروفين بوعيهم الثقافي و بالحرفية، وفيها ممثلون واعون جادون..، و هذا ما جعل التفاعل الفكري و الإبداعي بين الفرقة و جمهورها العريض يكون ذا تفاعل إبداعي وجاذبية، إذ وقد عرضت الفرقة جل أعمالها في أغلب مناطق المغرب أو خارجه، و بالأخص في بعض الدول التي زارتها كالجزائر و تونس و لبنان و فرنسا و ألمانيا و اليابان و بلجيكا و إسبانيا.
ومع توالي سنوات فقد بصمت « جمعية القناع الازرق..» على أعمال مسرحية من إنتاجهامن قبيل « البئر « ن « دار الوعدودي « ، « الماجور امغيزة « ، « الطر بخراشو «، « رول ما عندو باڭاج «، « عفريت الليل «، « المرشومة « .
أما في مجال مسرح الطفل٬ فقد أنجزت الفرقة عدة أعمال مسرحية من بينها: « قاضي الفئران «، « الكراب «، « عاشوراء «، « دمية لكل طفل «، « المزمار السحري «، « الأعداء الثلاثة «، و « بائع القبعات «.
و من خلال كل هذه الأعمال، فقد تميزت الفرقة بأنها نقلت لغة المسرح نصا و أسلوبا، من العرض التقليدي البسيط إلى رحاب المسرح الملتزم ذي الأصول المعاصرة لغة و التزاما و تفكيرا.


الكاتب : أمينة بطاش

  

بتاريخ : 17/01/2022